عشبة الآس (Myrtus communis) هي عشبة أو شجرة صغيرة معمرة دائمة الخضرة ذات أوراق صغيرة ولحاء متشقق عميق، تظهر عشبة الآس بأوراق بيضوية لونها أخضر وأزهار بيضاء فردية تظهر على شكل وعاء يكون عرضها 2 سم، تتبعها أجزاء بنفسجية غالباً ما تكون صالحة للأكل.
تنمو عشبة الآس في جنوب أوروبا، وشمال أفريقيا، وغرب آسيا، وتنتشر في أميركا الجنوبية، وشمال غرب الهيمالايا، وأستراليا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
أظهرت الأبحاث أن عشبة الآس غنية جداً بالزيوت الطيارة، والأحماض الفينولية، والفلافونويد، والعفص، وأصباغ الأنثوسيانين، والأحماض الدهنية، وتُصنف مركبات زيت عشبة الآس العطري إلى ثلاث فئات رئيسية:
- التربينات.
- التربينويدات.
- الفينايل بروبانويدات.
استخدامات عشبة الآس
تم استخدام ثمار وأوراق وأغصان عشبة الآس في صنع الدواء منذ قرون، لما لها من فوائد طبية، كما تستخدم عشبة الآس تقليدياً للمساعدة في علاج الاضطرابات الآتية:
- التهابات الرئة كالتهاب الشعب الهوائية والسعال الديكي والسل.
- أمراض المثانة.
- الإسهال.
- القرحة الهضمية.
- البواسير.
- ارتجاع المريء المزمن.
- نزيف الدورة الشهرية.
- الديدان.
- السكري.
- الأمراض الجلدية.
- الآلام، حيث تعمل كمسكن للآلام.
- الثآليل التي تظهر على الجلد.
- قرح الفم.
فوائد عشبة الآس
توجد عدة فوائد طبية لعشبة الآس حيث إنها مسكنة للآلام، ومضادة للفيروسات، وتعمل كمادة واقية للكبد والأعصاب، ومضادة للأكسدة، كما تظهر المعلومات الحالية عن عشبة الآس، أن بعض مركباتها الكيميائية الموجودة في الزيت العطري والمستخرجة من الأوراق يمكن أن تفيد في تطوير وتصنيع عقاقير جديدة لعلاج الأمراض المختلفة، كما أنها:
مضادة للبكتيريا
أثبتت بعض الأبحاث أن مستخلصات عشبة الآس فعالة ضد أنواع معينة من البكتيريا، حيث وجد أن:
- المستخلص الكحولي لعشبة الآس فعال ضد بكتيريا الإي كولاي التي تنتج إنزيم البيتا- لاكتاميز.
- زيت الآس فعال ضد البكتيريا الحلزونية والبكتيريا المسببة للسل، ويرجع ذلك إلى وجود مركبات مثل الليمونين والسينيول والألفا- بابين والبيتا- بايين في زيت عشبة الآس.
- مستخلص الآس بتركيز ٥٪ له فعالية ضد نمو البكتيريا التي تسبب تلف اللحوم، وذلك باستثناء بعض أنواع البكتيريا المقاومة.
- مركب الميرتاسين له نشاط مضاد للبكتيريا المسببة لحب الشباب (Propionibacterium) سواء بمفرده أو باستخدامه مع المضادات الحيوية الأخرى التي تستخدم لعلاج حب الشباب.
- عند استخدام الهلام المهبلي الذي يحتوي على الميترونيدازول وعشبة الآس وجد أنه يعمل كمضاد للجراثيم أكثر فعالية ولا يحدث انتكاسة للمرض بعكس ما يحدث عندما يتم استخدام الميترونيدازول بمفرده.
مضادة للفطريات
تمتد فعالية عشبة الآس إلى الميكروبات الأخرى مثل الفطريات، حيث:
- أظهرت جميع المستخلصات الخام لـعشبة الآس نشاطاً مضاداً للفطريات مثل الكانديدا (Candida Albicans).
- كان زيت الآس فعالاً ضد جميع أنواع فطر الرشاشيات (Aspergillus)، والخميرة (Yeast).
- منع الزيت نمو الريزوكتون الأسود (Rhizoctonia solani) بنسبة 60٪ بجرعة 1600 جزء في المليون.
- أظهر كل من الزيت العطري والمستخلص الميثانولي لأوراق عشبة الآس تأثيراً مضاداً على الليشمانية المدارية.
- أظهر زيت الآس أيضاً نشاطاً ضد المتصورة المنجلية (Plasmodium falciparum).
يرجع تأثير عشبة الآس المضاد للفطريات إلى الزيوت العطرية والمركبات الفينولية الموجودة فيها والتي يُعرف عنها أنها تسبب تلفاً في غشاء الخلية، مما يتسبب في تسرب المواد الخلوية وفي النهاية موت الكائنات الحية الدقيقة.
مضادة لبعض أنواع السرطانات
أظهر زيت الآس تثبيطاً ملحوظاً لنمو الخلايا السرطانية في المعمل، وذلك عند تركيز 200 ميكروغرام/ مل، حيث كان التثبيط 67٪ لخلايا سرطان البروستاتا و95.2٪ لخلايا سرطان الثدي.
كما وجد أن قيمة تثبيط الزيت العطري لعشبة الآس على خلايا الأورام الليفية 3T3 هي 3.7٪ لجرعات 100 ميكروغرام/ مل، و6.5٪ لجرعات 200 ميكروغرام/ مل.
هذه النتائج مهمة للغاية ومثيرة لأنها تبشر بإمكانية إنتاج دواء مثالي وانتقائي مضاد للسرطان في المستقبل القريب.
تفيد في علاج القرحة وارتجاع المريء
أظهرت بعض مركبات عشبة الآس تأثيراً وقائياً على المعدة يمكن أن يكون مرتبطاً بتنشيط مستقبلات GABA، ونشاطها المضاد للأكسدة، كما كشفت تجربة إكلينيكية أن المستخلص المائي المجفف بالتجميد لعشبة الآس أظهر تأثيراً إيجابياً مشابهاً لأوميبرازول في مرض ارتجاع المريء.
تفيد في علاج الإسهال
أثبتت بعض الدراسات أن عشبة الآس لها نشاط كبير في علاج الإسهال والتشنجات المعدية، وقد يرجع ذلك إلى أنها تسبب حصرا لقنوات الكالسيوم المعتمدة على الجهد وتسبب نشاطاً مضاداً للكولين.
تقوي من عمل المنومات والمهدئات
وجد أن زيت عشبة الآس لا يعمل كمنوم ولكنه يقوي من عمل المنومات الأخرى وله تأثير مثبط للجهاز العصبي المركزي.
مضادة للالتهابات
وجد أنه عندما تم إحداث تغيرات مرضية في الأنسجة معملياً بواسطة حمض الأسيتيك ثم معالجة هذه الأنسجة بعشبة الآس، عكست عشبة الآس هذه التغيرات مع إحداثها لتأثيرات وقائية مضادة للالتهاب مماثلة للسلفاسالازين.
على الرغم من أن الدراسات السريرية والتجريبية تشير إلى أنها تمتلك نطاقاً واسعاً من التأثيرات الدوائية والعلاجية، فإنه لا يزال يجب إعطاء نظرة عامة على الدراسات الكيميائية النباتية والدوائية والسمية والسريرية لمجموع المستخلصات والمكونات النشطة لعشبة الآس.
مضادة للأكسدة
أوضحت العديد من الدراسات الخصائص المضادة للأكسدة لمستخلصات ومركبات مختلفة تم الحصول عليها من أوراق عشبة الآس وأجزاء أخرى منها.
استخدام زيت عشبة الآس في حفظ المواد الغذائية
في إطار الاتجاه نحو تقليل استخدام المواد الحافظة الغذائية الكيميائية، فإن أكثر البدائل الواعدة المتاحة حالياً هي المواد الحافظة الغذائية الأساسية التي تحتوي على الزيوت الأساسية.
تنتج النباتات العطرية مركبات طيارة موجودة في صورة زيوت أساسية، تنتج هذه المركبات غير الغذائية مجموعة واسعة من التأثيرات التي تضاد عمل البكتيريا والفطريات وتضاد الأكسدة في الجسم، حيث إن قابليتها العالية للتحلل البيولوجي وأهميتها الطبية وسميتها المنخفضة للثدييات تمنح هذه الزيوت الأساسية مزايا مهمة مقارنة بالمواد الحافظة الكيميائية.
أظهرت العديد من الدراسات الخصائص المضادة للبكتيريا للزيوت الأساسية لعشبة الآس ومستخلصاتها ضد البكتيريا المسببة للأمراض.
استخدام عشبة الآس لعلاج الأمراض التناسلية
أثبتت الأبحاث فعالية عشبة الآس لعلاج العدوى التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الثآليل التناسلية أو الإصابة بالسرطان (فيروس الورم الحليمي البشري)، حيث يساعد وضع التحاميل التي تحتوي على خلاصة عشبة الآس بنسبة 10٪، والزيت الأساسي للأوراق بنسبة 0.5٪ في المهبل على علاج هذه العدوى لدى النساء عندما يتم وضعها في أيام عدم وجود الحيض في كل دورة شهرية ولمدة ثلاث دورات شهرية، كما أنها تقلل من الحكة والحرقان.
جرعة عشبة الآس
تعتمد الجرعة المناسبة من عشبة الآس على عدة عوامل مثل عمر الشخص المستخدم، وحالته الصحية، والعديد من العوامل الأخرى.
في وقتنا الحالي لا توجد معلومات علمية كافية لتحديد الجرعة المناسبة من عشبة الآس، كما يجب الوضع في الاعتبار أن المنتجات الطبيعية ليست بالضرورة أن تكون آمنة دائماً، بالإضافة إلى أن تحديد جرعاتها بدقة هو أمر هام.
تأكد من اتباع التعليمات الموجودة على ملصقات المنتج واستشارة الصيدلي أو الطبيب أو غيره من مقدمي الرعاية الصحية قبل الاستخدام.
الآثار الجانبية لاستخدام عشبة الآس
يحتوي زيت عشبة الآس على مادة كيميائية يمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم، واضطرابات في الدورة الدموية، ومشاكل أخرى مثل حدوث نوبات تشبه نوبات الربو وفشل الرئة، كما يمكن أن تسبب الغثيان والقيء والإسهال، لذلك قد يكون استخدامه غير آمن عندما يؤخذ عن طريق الفم.
يعتبر مستخلص أوراق عشبة الآس المخفف آمناً عندما يتم وضعه على الجلد أو عند استخدامه في المهبل على هيئة تحاميل مهبلية، وعند استخدامه لفترة قصيرة من الزمن، ولكن قد يعاني بعض الناس أيضاً من التهيج والجفاف.
لا توجد معلومات كافية متاحة لمعرفة ما إذا كان أخذ عشبة الآس أو غصنها أو مستخلصها آمناً وما هي الآثار الجانبية التي قد تحدث.
احتياطات استخدام عشبة الآس
ينصح بتجنب استخدام عشبة الآس في الحالات التالية:
- أثناء الحمل والرضاعة عن طريق الفم: حيث إنها غير آمنة أثناء للحمل والرضاعة.
- للأطفال: حيث وجد أن زيت عشبة الآس غير آمن للأطفال، حتى أن مجرد ملامسته للوجه يمكن أن يسبب مشاكل في التنفس وموت الرضع والأطفال الصغار.
لا تتوفر معلومات كافية لمعرفة ما إذا كانت الأشكال الأخرى من عشبة الآس آمنة لأخذها عن طريق الفم أو وضعها على جلد الأطفال أم لا.
المصادر
1Myrtle - Uses, Side Effects, and More
Essential Oils in Food Preservation, Flavor and Safety
Phytochemistry and pharmacological properties of Myrtus communis L
Review of pharmacological effects of Myrtus communis L. and its active constituents
