صحــــتك

هل هناك ضرر من تناول الحامل للأطعمة الحارّة؟

ربما تكون المرأة قد اعتادت أن يكون لديها تحمّل منخفض إلى متوسط للطعام الحار من الشطة وغيرها. لكن بعد أن تصير حاملًا، فقد تشتهي أي شيء، من أجنحة الدجاج إلى القرنبيط المحمّص إلى رقائق البطاطا، ولكن هل كل هذه الحرارة آمنة عليها وعلى طفلها؟ تابعي معنا لتعرفي الجواب...

هل شغف الحامل بالأطعمة الحارّة يدل على جنس المولود أو يسرع الولادة؟

الحمل يجعلك تتوقين إلى تناول عدة أطعمة، والتي قد لا يكون لأي منها أي معنى أحيانًا. المخللات مع الآيس كريم، ومربى الفراولة على الهامبرغر، وصلصة المارينارا فوق التونة المعلبة. وهناك تفسير واحد لهذه الظاهرة: إنها الهرمونات، المسؤولة عن كل شيء تقريبًا.

لا توجد حيلة لفك شفرات الوحام، ولكن هناك بعض الأساطير المنتشرة على الإنترنت حول سبب اشتهاء العديد من النساء للأطعمة الحارّة أثناء الحمل. ويعتقد بعض الناس أن الأمر يحدث أكثر إذا كانت المرأة حاملًا بصبي، بينما يعتقد البعض الآخر أنها تمثل نوعًا من الدافع الطبيعي للتهدئة (أي أنّ تناول الطعام الحار يجعل الحامل تتعرق، والتعرق يخفض درجة حرارة جسمها). وفي كلتا الحالتين، غالبًا ما تتغير براعم التذوق أثناء الحمل وبعده، لذلك يجب ألا تقلق الحامل إذا كانت تشتهي فجأة فلفلًا حارًا أو شطة. ربما لا تكون "علامة" على أي شيء جدير بالملاحظة. 

في الواقع ما يصل إلى 90% من النساء يعانين من الوحام في مرحلةٍ ما أثناء الحمل. ومن الشائع حدوث تغييرات في تفضيلات التذوق أثناء الحمل وبعده. وقد تكون التوابل هي تفضيلكِ الجديد للنكهة أو آخر شيء تريدينه.

وهناك فكرة شائعة أخرى، وهي أن تناول الأطعمة الحارّة يساعد على تحفيز المخاض بشكل طبيعي. على الرغم من عدم وجود دليل علمي يدعم هذا الأمر، فالعديد من النساء زعمن أنه يعمل على تسريع الولادة. وأفاد استطلاع عام 2011 أن 20% من النساء زعمن أنهن حاولن تحفيز المخاض عن طريق تناول الأطعمة الحارّة، وقد نجح ذلك بالنسبة لهن. ومع ذلك، لا يدعم البحث العلمي أيًا من هذه المفاهيم. 

فوائد الطعام الحار أثناء الحمل:

لا يعتبر الطعام الحار آمنًا لطفلِك فحسب، بل قد يكون له بعض الفوائد أيضًا. قد يحافظ الطعام الحار على صحتك أثناء الحمل، وقد يساعد في منع طفلك من أن يصبح من الصعب إرضاؤه فيما بعد.

1. تعريض الطفل لأذواق جديدة

قد يكون لتناول مجموعة متنوعة من الأذواق المختلفة فوائد في المستقبل. تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول عديد من النكهات المختلفة أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية يزيد من احتمال قبول الطفل لتلك النكهات لاحقًا!. ويتم نقل النكهات من الطعام الذي تتناوله إلى السائل الأمنيوسي. يبتلع طفلك هذا السائل، وبحلول تسعة أسابيع يمكن أن يتذوق طعمه. هذا هو أول تعرض لطفلك لأذواق ونكهات ثقافتك، وكلما زاد تنوعها، زاد احتمال أن يحاول طفلك الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأطعمة عندما يكبر.

2. دعم صحة القلب

أظهرت بعض الدراسات أن تناول الأطعمة الحارّة يمكن أن يقلل من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) مع زيادة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL). HDL هو "الكوليسترول الجيد" الذي يحتاجه جسمك لطرد LDL ("الكوليسترول الضار") من الجسم. يقلل HDL من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. إذا لم يكن هناك ما يكفي من البروتين الدهني عالي الكثافة، فإن البروتين الدهني منخفض الكثافة يتراكم، مما يزيد من خطر الإصابة بألم الصدر والنوبات القلبية.

تشير الأبحاث إلى أن كلا من مستويات HDL و LDL تزداد أثناء الحمل. نظرًا لأن HDL يساعد على طرد LDL من نظامك، فإن أي شيء يمكنك القيام به لزيادته (مثل تناول المزيد من الأطعمة الحارّة!) مفيد.

3. دعم جهاز المناعة

الكابسيسين، الذي يمنح الفلفل طعمه الحار، هو مضاد للالتهابات، ويعتقد أنه يدعم جهاز المناعة. 

الآثار الجانبية على الحامل:

في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، من غير المحتمل أن يسبب تناول الأطعمة الحارّة عديدًا من المشكلات، على الرغم من أنه قد يؤدي إلى تفاقم غثيان الصباح. إذا كانت المرأة تواجه بالفعل مشكلة مع الغثيان طوال اليوم، فإن الأطعمة الحارّة قد تزيد الأمور سوءًا.

في الثلث الثاني والثالث من الحمل، قد يؤدي تناول الأطعمة الحارّة إلى: الإسهال والغازات والانتفاخ وزيادة أعراض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).  كما قد تؤدي التغيرات الجسدية والهرمونية أثناء الحمل إلى صعوبة تناول الأطعمة الحارّة، حتى لو كنتِ تستمتعين بها عادةً مثل:

1. حرقة المعدة

تُعاني العديد من النساء من حرقة المعدة مع تقدم أشهر الحمل. وتتسبب التغيرات الهرمونية منذ بداية الحمل في ارتخاء البوابة العضلية التي تحمي المريء من أحماض المعدة. ومع نمو الطفل، يتمدد رحمك وتعيد باقي أعضائك ترتيبها، وتضغط نفسها في أي مساحة متبقية لإفساح المجال. يشمل ذلك معدتك، والتي قد تصبح أصغر بكثير وأكثر عرضة للحرقة المعدية بسبب ارتجاع الأحماض إلى المريء. طبعاً هناك أطعمة أخرى يمكن أن تزيد من حرقة المعدة تشمل الأطعمة التي أساسها الطماطم والأطعمة الدهنية والنعناع والكافيين والشوكولاتة.

2. عسر الهضم

مع تقدم الحمل، يتباطأ معدل إفراغ معدتك. قد تكون الأعضاء المتغيرة مسؤولة أيضًا عن أنواع أخرى من عسر الهضم أثناء الحمل. قد يشمل ذلك الشعور بعدم الراحة بعد الأكل. تميل الأطعمة الحارة إلى التسبب في عسر الهضم لاحقًا أثناء الحمل، لذا ينصح بالاعتدال. لكن هذا ليس هو الحال دائمًا، خاصة إذا كانت الأطعمة الحارّة جزءًا من نظامك الغذائي المعتاد ونظامك معتاد عليها.

3. الغثيان

غثيان الصباح هو أحد أعراض الحمل المبكرة الكلاسيكية. الغثيان المنهك والقيء المستمر والنفور الشديد من الطعام لا يقتصر على الصباح كما يوحي الملصق. بدلاً من ذلك، يمكن أن تستمر هذه الأعراض طوال اليوم لمدة أسابيع إلى شهور.

يشير الخبراء إلى أنه إذا كنتِ تعانين من غثيان الحمل، فمن المحتمل أن يؤدي تناول الأطعمة الحارّة إلى زيادة شعورك بالسوء. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تتقيئين، فإن الفلفل الحار أو أي توابل قوية أخرى قد تجعل التقيؤ أكثر إزعاجًا مما هو عليه بالفعل. الخلاصة: استمعي إلى جسدك. إذا كنتِ لا ترغبين في تناوله، فمن المحتمل ألا تفعلي ذلك.

 تجنبي أدوية الحرقة المعدية أثناء الحمل

على الرغم من أن الأطعمة الحارّة صحية تمامًا أثناء الحمل، فيجب تجنب بعض أدوية الغثيان، والحرقة، وعسر الهضم. ليست كل الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية آمنة أثناء الحمل، لذا قبل تناول شيء ما لعلاج حرقة المعدة أو عسر الهضم، من الأفضل التحدث مع طبيبك.

إذا وجدت نفسك تشتهين الأطعمة الحارّة، ولكنك لا ترغبين في التعرض للآثار الجانبية، فابدئي بكميات صغيرة من التوابل، وتجنبي تناول الأطعمة الحارّة في كل وجبة. حافظي على رطوبة جسمك طوال فترة الحمل، خاصةً عند تناول الأطعمة الحارّة.

 في الواقع لا تعتبر جميع الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لعلاج حرقة المعدة وعسر الهضم والغثيان آمنة للحوامل. عليك الاتصال بطبيبك إذا كنت تعانين من أعراض معدية شديدة أو مستمرة، مثل:

  • الإسهال.
  • ألم حارق.
  • الغازات.
  • التشنج.
  • النفخة. 

حملك أهم:

بينما قد تتمكن بعض النساء من وضع الصلصة الحارة والشطة على كل شيء، قد لا تتمكن أخريات من تحمل قطرة أثناء الحمل. استمعي إلى جسدك طوال فترة الحمل، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأطعمة التي قد يتفاعل معها جسمك أو لا.

بشكل عام، ركزي على استهلاك نظام غذائي متوازن، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات، والدهون الصحية. تجنبي بعض الأطعمة التي من المرجح أن تسبب مشكلات أثناء الحمل، بما في ذلك أسماك المرتفعات، واللحوم غير المطبوخة، والدواجن والمأكولات البحرية، والبيض ومنتجات الألبان غير المبستر، والمنتجات غير المغسولة، والكافيين والكحول. 

الخلاصة:

من الجيد تمامًا تناول الأطعمة الحارة أثناء الحمل، طالما أنها لا تسبب مشكلات لك. إذا كنت تحبين الأطعمة الحارّة عادةً، فلا بأس من الاستمرار في تناولها.

لكنْ كثير من النساء يجدن أنفسهن عالقات بين غثيان الصباح وحرقة المعدة وعسر الهضم، وهذا يعني أن الطعام الحار لا يتفق معهن أثناء الحمل. لا تعاني الأخريات من مشكلات، ويتابعن الاستمتاع بالأطعمة الحارة في جميع مراحل الحمل الثلاثة.

نظرًا لأن الأطعمة الحارة لا تشكل أي خطر متأصل على طفلك النامي، فهذه حالة يمكنك تجربتها، وتحديد ما إذا كنت ترغبين في الاستمرار في تناول هذه الأطعمة، أو تناولها باعتدال، أو عدم تناولها على الإطلاق. قد تعتمد إمكانية تناول الأطعمة الحارّة على مكانك في الحمل وقد تختلف من حمل إلى آخر.

 

المصادر:

https://www.healthline.com/health/pregnancy/spicy-food-pregnancy

https://www.verywellfamily.com/can-i-eat-spicy-foods-while-pregnant-5195400

https://www.onpoint-nutrition.com/blog/spicy-food-and-pregnancy#:~:text=Spicy%20Food%20is%20Safe%20but,women%2C%20including%20heartburn%20and%20indigestion.

آخر تعديل بتاريخ
12 فبراير 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.