صحــــتك

3 دراسات تبين سبب إلقاء البعض اللوم على الآخرين باستمرار

هل فكرت يوماً لِمَ يميل بعض الناس إلى لوم الآخرين على أخطائهم الشخصية أو سوء حظهم؟ هل يمكن أن يكون السبب هو أن لوم الآخرين آلية دفاع يتبعها البعض بشكل لا واعٍ لحماية أنفسهم من الشعور بالسوء؟

 

يقع لوم الآخرين ضمن آلية دفاع تُعرف بشكل عام باسم الإسقاط، والتي تشمل إنكار الأشخاص الخصائص السلبية في أنفسهم، ورؤيتها في الآخرين فقط، فقد يقوم شريكك بالعمل على سبيل المثال بممارسات في العمل تنفعه شخصياً وتضر بمصلحة العمل، وعند مواجهته بذلك، قد يتهمك بأنك كنت تخطط للقيام بأمر مماثل. وفقاً لعدة دراسات، تبين أن هناك أشخاصًا أكثر عرضة للقيام بمثل هذا الأمر، وأنهم عادة ما يعانون من صعوبات في تنظيم مشاعرهم. نتحدث فيما يلي عن هذه الدراسات.

الدراسة الأولى:

حجم العينة: 111 طالبًا جامعيًا

القياسات: الحالة الوجدانية السلبية، حيث قرأ المشاركون جملة "أشعر الآن بالعدوانية/الغضب/الانزعاج" على مقياس من 4 درجات.

الوصف: تم استخدام مقياس لتحديد الشخصية يتكون من 12 جملة، منها: "عندما أفقد شيئًا ثمينًا بالنسبة لي، فإني:

  1. أجد صعوبة في التركيز في أمور أخرى.
  2. أتوقف عن التفكير في الموضوع بعد فترة قصيرة".

ويتمتع الأشخاص الذي يملكون شخصية مبنية على الفعل قدرة أفضل في التكيف مع المواقف المختلفة، وعلى تنظيم مشاعرهم مقارنة بمن يملكون شخصية مبنية على الحالة. وتم استخدام فحص محوسب يُعرف بفحص (PANTER) لتقييم اللوم، حيث طُلب من المشاركين تخيل العمل في وظيفة سكرتير، وتقييم مدى جاذبية 48 من الأعمال المكتبية، مثل: بَرْي (شحذ) أقلام الرصاص، وتم اختيار نصف هذه الأعمال لإتمامها في وقت لاحق. تم اختيار بعض هذه الأعمال من قبل المشاركين أنفسهم، بينما تم اختيار الباقي من قبل "مدير"، وتم إجراء اختبار ذاكرة مفاجئ وعشوائي لتحديد أي من الأعمال اختارها الموظف بنفسه أو اختارها له المدير.

النتيجة: توصلت هذه الدراسة إلى أن من يعانون من سوء تنظيم مشاعرهم حددوا خطئاً بنسبة أكبر في أن مهامَّ غير جذابة اختاروها بأنفسهم هي من اختيار المدير عندما يشعرون بالحالة الوجدانية السلبية، وهذا يدعم وجهة النظر أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التعامل مع المشاعر السلبية يلومون الآخرين على اختياراتهم السيئة الشخصية، بينما من يحسنون تنظيم مشاعرهم لم يتأثروا بهذه الطريقة من المشاعر السلبية.

الدراسة الثانية:

حجم العينة: 68 طالبًا يبلغون 22 من العمر بالمعدل، و79% منهم من الإناث.

القياسات: الحالة الوجدانية السلبية بالإضافة إلى الإيجابية، وتم تقييم الإيجابية بعبارات مثل سعيد، وفَرِح، ومتحمس.

الوصف: أجريت الدراسة هذه بشكل مشابه للدراسة السابقة، وتم استخدام فحص (PANTER) أيضاً، ولكن مع تغييرات بسيطة، أبرزها أنه طُلب منهم اختيار أعمال لقياس معدل الذكاء بدلاً من مهام السكرتاريا. عرض على المشاركين في الدراسة أحد مقطعي فيديو لتحفيز مشاعرهم، حيث شاهد جزء منهم مقطعًا لشخص يتلقى هدية، وشاهد الجزء الآخر مقطعًا من فيلم (Pretty Woman) يتضمن محاولة اغتصاب. تم قياس الحالة الوجدانية مرتين بعدها، وخضع المشاركون بينهما لاختبار الإسقاط واختبار الذاكرة المفاجئ.

النتيجة: توصلت هذه الدراسة إلى أن من يعانون من سوء تنظيم مشاعرهم حددوا خطئاً بنسبة أكبر في أن مهامَّ غير جذابة اختاروها بأنفسهم هي من اختيار غيرهم عندما كان مستوى الغضب الشخصي لديهم منخفضًا إلى مرتفع، بينما لم تتأثر نتائج اختبار تحديد المهام عند من يحسنون تنظيم مشاعرهم وفقاً لمستويات الغضب الشخصي لديهم.

الدراسة الثالثة:

حجم العينة: 108 أشخاص يبلغون 21 من العمر بالمعدل، و86% منهم من الإناث.

الوصف: اشتملت هذه الدراسة أيضاً على العمل في بيئة مكتب، ولكن التغيير هنا أن المشاركين استمعوا لتسجيلات التأمل الواعي أولاً، وتبعه تقييم الحالة الوجدانية، واختبار الشخصية في الدراسة الأولى، ثم تحديد جاذبية الأعمال واختيارها.

تم تعيين المشاركين بعدها بشكل عشوائي لإحدى مقابلتين، مدة كل منهما 10 دقائق، طُلب ممن هم في الأولى تذكر حادثة سبّبَتْ لهم الحزن الشديد، بينما طُلب من المجموعة الأخرى تذكر حادثة جلبت لهم السعادة، ثم خضعوا لتقييم الحالة الوجدانية قبل وبعد اختبار الإسقاط وفحص (PANTER).

النتيجة: أدت المشاعر السلبية عند الأشخاص الذين يعانون من سوء تنظيم لمشاعرهم إلى إسقاط خياراتهم السيئة على الآخرين، حيث قاموا بعد تذكرهم للحادث المؤلم في حياتهم بأخطاء أكثر في تحديد فيما إذا كانت المهام من اختيارهم أو موكلة إليهم، وتبين أن لوم الآخرين يسهم في الحد من مشاعرهم السلبية.

 

المصدر:

  1. Why Some People Will Always Blame Others

آخر تعديل بتاريخ
13 نوفمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.