ازدادت معدلات النشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، في محاولة حثيثة لإيصال الصورة الواقعية والوجه الحقيقي للكيان الصهيوني الذي لا يرحم صغيراً أو كبيراً. لكن مشاهد العنف هذه قد تكون في متناول يد الأطفال، ما قد يُدخلهم في حالة من الصدمة والحزن العميق، إذا تُركوا دون توجيه، وهو أمر قد لا تستوعبه قلوبهم الصغيرة التي لم ترَ شيئاً من ظلم هذا العالم بعد.
كيف تحمي أطفالك من مشاهد الحرب المنتشرة في كل مكان؟
يُعَد تثقيف أطفالك حول ما يحدث في العالم من حولهم من الأمور المهمة بل الواجبة، فلا بد لهم أن يدركوا أن فلسطين هي قضية جميع العرب والمسلمين، لكن صور القتل والدمار قد تخدش طفولتهم البريئة، وقد تدخلهم في صدمة واضطرابات نفسية متعددة. إليك ما الذي يمكنك فعله في هذا الشأن:
-
اكتشِف ما الذي يعرفه طفلك واسأله عن مشاعره
اختر وقتًا ومكانًا يمكنك فيه طرح الأمر بشكل عفوي بحيث يشعر طفلك بالراحة في التحدث بحرية، مثل أثناء تناول وجبة عائلية، لكن حاول تجنب الحديث عن الموضوع قبل النوم مباشرة، وركّز على الاستماع إليه، دون محاولة الشرح.
-
اجعل الأمر هادئاً ومناسبًا لفئة طفلك العمرية
أنت تعرف طفلك أفضل من أي شخص آخر، لذلك استخدم لغة مناسبة لعمره، وراقب ردود أفعاله، وكن متعاطفاً مع مستوى قلقه، فمن الطبيعي أن تشعر بالحزن أو القلق بشأن ما يحدث أيضاً. لكن ضع في اعتبارك أن الأطفال يتلقون إشاراتهم العاطفية من البالغين، لذا حاول ألا تبالغ في مشاركة أي مخاوف مع طفلك، وتحدث بهدوء، وانتبه للغة جسدك، مثل تعبيرات الوجه.
-
حاول أن تركز على جانب التعاطف
قد تولد هذه الظروف مشاعر الكره لدى طفلك، ويُعَد الكره من المشاعر القوية التي قد لا يتحملها الطفل، لذلك ركز على موضوع التعاطف، كالتعاطف مثلاً مع الأطفال الذين تركوا قسرًا بيوتهم وألعابهم وبأنهم بحاجة للمساعدة.
-
ركز على موضوع المساعدة بأبسط الأشياء
من المهم أن يعرف الأطفال أن الناس يساعدون بعضهم البعض من خلال الدعم بمختلف أشكاله، فربما يمكنهم رسم ملصق أو كتابة قصيدة من أجل السلام، أو المشاركة في حملة جمع تبرعات. إن الإحساس بفعل شيء ما، مهما كان صغيرا، يمكن أن يجلب في كثير من الأحيان راحة كبيرة.
-
قم بإنهاء الحوار مع طفلك بعناية وحذر
عندما تنتهي من محادثتك، تأكد من أنك لا تترك طفلك في حالة من الضيق، وراقب لغة جسده، وفكر فيما إذا كان يستخدم نبرة صوته المعتادة، وراقب مستوى تنفسه، وذكّره بأنك تهتم، وأنك موجود للاستماع والدعم عندما يشعر بالقلق.
-
استمر في التحقق من حالته النفسية
مع استمرار أخبار الصراع، يجب عليك الاستمرار في التحقق من طفلك لمعرفة كيف أصبحت حالته النفسية، وكيف يشعر، وهل لديه أي أسئلة أو أشياء جديدة يرغب في التحدث معك عنها.
-
قلل من مشاهدة طفلك للأخبار
انتبه إلى مدى تعرض أطفالك للأخبار في حين أنها مليئة بالعناوين المثيرة للقلق والصور المزعجة، وفكر في إيقاف الأخبار عندما يتعلق الأمر بأطفالك الأصغر سناً، وناقش مع الأطفال الأكبر سناً مقدار الوقت الذي يقضونه في تلقي الأخبار ومصادر الأخبار التي يثقون بها.
-
اعتنِ بنفسك
ستكون قادراً على مساعدة أطفالك بشكل أفضل إذا كنت تتأقلم أنت أيضاً بشكل صحي، إذ تنعكس طريقة استجابتك للأخبار على سلوكياتهم ومشاعرهم، لذلك يساعدهم ذلك في معرفة أنك هادئ ومسيطر على مشاعرك.
المصدر:
