يتعرض المراهقون اليوم لمخاطر أكثر من أي وقت مضى. من التنمر عبر الإنترنت وتعاطي الكحول والمواد الأفيونية، كما يعاني المراهقون من مستويات ضغط أعلى مما كانت عليه في السنوات الماضية، ومعدلات متزايدة للانتحار.
بالنسبة للآباء ومقدمي الرعاية، هذا يعني ضرورة إجراء محادثات مع أطفالهم المراهقين بشكل متزايد حول اتخاذ خيارات ذكية حول الصحة والسلامة.
أهم المشكلات التي تهدد صحة المراهقين
1. حوادث السيارات
حوادث السيارات هي من الأسباب الرئيسية لوفيات المراهقين. يتعرض المراهقون من سن 16 إلى 19 لخطر الموت أو الإصابة في حادث سيارة أكبر من أي فئة عمرية أخرى. وقبل أن يجلس ابنك المراهق خلف عجلة القيادة من المهم أن تعي العوامل التي تسهم في وقوع حوادث السيارات بين المراهقين. وتشمل هذه:
- قلة الخبرة، المراهقون أقل قدرة للتعرف على المواقف الخطرة، ولديهم ردود أفعال أقل تطوراً في القيادة من السائقين الأكثر خبرة.
- السرعة، المراهقون هم أكثر عرضة لقيادة السيارة بسرعة، والقيادة بالقرب من السيارة التي أمامهم.
- استخدام حزام الأمان، يرتدي أقل من 60٪ من طلاب المدارس الثانوية أحزمة الأمان في كل مرة يركبون فيها سيارة. في الواقع، من بين الشباب السائقين الذين لقوا حتفهم في حوادث السيارات في عام 2017، كان نصفهم تقريبا لا يرتدون حزام الأمان.
2. الانتحار
الانتحار هو من الأسباب الرئيسية لوفيات المراهقين. تشمل العوامل المساهمة في الانتحار:
- الشعور بالوحدة.
- الاكتئاب.
- المشكلات العائلية.
- اضطراب تعاطي المخدرات.
وهي مشكلة معقدة ولا تنتج عادة عن عامل أو عاملين. المراهقون الذين لديهم تواصل جيد مع شخص بالغ واحد على الأقل هم أقل عرضة للانخراط في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وأقل عرضة للإصابة بالاكتئاب. تعلم كيفية التعرف على العلامات التحذيرية التي تؤدي للأفكار الانتحارية لدى المراهقين، والتي تشمل:
- الشعور بالعبء.
- الشعور بالعزلة.
- زيادة القلق.
- الشعور بالحصار أو الألم الذي لا يطاق.
- البحث عن وسيلة للوصول إلى الوسائل القاتلة.
- زيادة الغضب.
- تقلبات مزاجية شديدة.
- التعبير عن اليأس.
- النوم القليل جدًا أو الكثير.
- التحدث عن الموت أو النشر عن الرغبة فيه.
- التخطيط للانتحار.
إذا كنت تشك في أن طفلك قد يفكر في إيذاء نفسه، فاسأله عما إذا كانت لديه أفكار انتحارية، وعبِّرْ عن مخاوفك بشأن سلوكه، واستمعْ باهتمام دون إصدار حكم، وأخبره أنه قد تم سماعه وأنه ليس بمفرده، ووجهه إلى المختص كي يساعده.
3. التنمّر
على الرغم من تعرض عديد من المراهقين للتنمر، فإن 20٪ إلى 30٪ فقط من المراهقين الذين يتعرضون للتنمر يتحدثون عن ذلك إلى شخص بالغ. تشمل العلامات التي تشير إلى أن ابنك المراهق قد يتعرض للتنمر ما يلي:
- العودة إلى المنزل مع جروح أو كدمات أو خدوش غير مبررة.
- تقديم الأعذار لتجنب المدرسة أو مقاومة الذهاب إلى المدرسة أو ركوب الحافلة المدرسية.
- الشكوى من صداع متكرر، أو آلام في المعدة، أو أمراض جسدية أخرى، أو صعوبة النوم، أو وجود أحلام سيئة متكررة.
- فقدان الاهتمام بالعمل المدرسي أو الأداء السيء في المدرسة فجأة.
- الظهور بالحزن أو المزاج أو البكاء أو القلق أو الاكتئاب عندما يعود من المدرسة إلى المنزل.
إذا كنت تشك في أن ابنك المراهق يتعرض للتنمر، فقد يساعدك طرح الموضوع بشكل غير مباشر عن طريق السؤال الأصدقاء أو مناقشة التنمر في الأخبار. الأهم من ذلك هو الحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة وتوفير بيئة داعمة. لا تقلل من شأن الموقف بإخبار ابنك المراهق أن يتخطى الأمر.
4. تعاطي التبغ
يعد تعاطي التبغ السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها، وتبدأ جميع حالات إدمان النيكوتين تقريبًا عند الشباب. في حين أن استخدام السجائر ومنتجات التبغ الذي لا يُدَخَّن كان في انخفاض حاد على مدى السنوات الـ 25 الماضية، فقد نما الـ vaping (استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية) بشكل كبير.
في البداية، كان يُعتقد أن التدخين الإلكتروني -الفيبينج- أكثر أمانًا من تدخين السجائر. ومع ذلك، تم تحديد مرض رئوي جديد يُعرف باسم إصابة الرئة المرتبطة باستخدام بالفيبينج (EVALI) في عام 2019. تقدم جمعية الرئة الأمريكية النصائح التالية للتحدث مع أطفالك حول التدخين والـ vaping:
- أخبر ابنك المراهق بأمانة وبشكل مباشر أنك لا تريده أن يدخن السجائر أو السجائر الإلكترونية أو يمضغ التبغ.
- ثقف نفسك وابنك المراهق عن أضرار منتجات التبغ.
- كن قدوة حسنة بعدم التدخين أو تعاطي التبغ. إذا كنت مدخنًا حاليًا أقلع عن التدخين.
إذا لاحظت أن ابنك المراهق يدخن أو يدخن السجائر الإلكترونية، فتجنب التهديدات والإنذارات النهائية، وبدلاً من ذلك تحدث معه لمعرفة سبب استخدامه للنيكوتين، وحاول مساعدته على إيجاد طرق صحية للتعامل معه.
5. المواد الأفيونية
يُعد استخدام المواد الأفيونية خطرًا صحيًا على المراهقين. يمكن أن يكون لإدمان المواد الأفيونية عواقب خطيرة تهدد الحياة. يبدأ كثير من الناس في تناول أقراص موصوفة طبيًا ويصبحون مدمنين، ويلجؤون إلى الهيروين لأنه أقل تكلفة.
توصي إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية بالتحدث مع ابنك المراهق كثيرًا عن أخطار المواد الأفيونية والأدوية الأخرى. شجِّعْ طفلك على أن يكون لديه خطة خروج إذا عرضت عليه الأدوية، مثل إرسال كلمة مشفرة إلى أحد أفراد الأسرة، وممارسة كيفية قول لا بشكل حازم. فإذا كنت تشك في أن طفلك مدمن على المواد الأفيونية أو يتعاطى المخدرات، فاطلب المساعدة المتخصصة.
6. اضطرابات الأكل
غالبًا ما تظهر اضطرابات الأكل لأول مرة خلال فترة المراهقة. غالبًا ما يُساء فهمها على أنها اختيار نمط حياة، فإن اضطرابات الأكل مثل:
- فقدان الشهية العصبي.
- الشره المرضي العصبي.
- اضطراب نهم الطعام.
هي أمراض خطيرة ومميتة في بعض الأحيان تؤدي إلى تغيير السلوكيات والأفكار والعواطف. يمكن أن يصاب كلا الجنسين باضطرابات الأكل، ومع ذلك، فإن المعدلات أعلى عند الفتيات منها عند الذكور. إذا بدا طفلك منشغلاً بالطعام ووزنه وشكل جسمه، فقد يكون مصابًا باضطراب في الأكل. تشمل العلامات الأخرى التي يجب مراقبتها ما يلي:
- الدوس بشكل متكرر على الميزان أو أخذ قياسات الجسم.
- تقييد تناول الطعام.
- فقدان الوزن الشديد أو زيادة الوزن.
- قضاء وقت إضافي في الحمام بسبب التقيؤ بعد الوجبات، أو تناول المسهلات أو مدرات البول.
- التهاب الحلق المزمن، صوت أجش، أو تضخم الغدد الليمفاوية على الرقبة من القيء الذاتي.
- تسلل الطعام أو الأكل في الخفاء.
- تناول كميات كبيرة بسرعة كبيرة.
- القلق والاكتئاب وتقلب المزاج.
إذا ظهرت على ابنك المراهق علامات الإصابة باضطراب في الأكل، فمن المهم طلب العلاج والذي قد يشمل العلاج النفسي والأدوية ودروس ومحاضرات في التغذية.
8. البدانة
العواقب الصحية لسمنة الأطفال خطيرة وتشمل:
- مرض السكري من النوع 2.
- أمراض القلب.
- الربو.
- أمراض الكبد الدهنية.
يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشكلات نفسية، بما في ذلك:
- القلق.
- الاكتئاب.
- تدني احترام الذات.
كما أن بدانة الأطفال تمهد الطريق للسمنة والمشكلات الصحية في مرحلة البلوغ، يشمل علاج السمنة إنقاصَ الوزن وتغيير نمط الحياة، بما في ذلك:
- تحسين النظام الغذائي.
- ممارسة التمارين الرياضية الروتينية.
يمكن أن يساعدك رؤية اختصاصي تغذيةٍ في تطوير خطة غذائية متوازنة. يمكن أن يساعد الأكل الصحي كعائلة في دعم ابنك المراهق دون التسبب في شعوره بالتمييز.
الخلاصة..
يمكن أن تشكل سنوات المراهقة تحدِّيًا للعديد من الآباء. مع نمو الأطفال بشكل أكثر استقلالية وتكوين صداقات جديدة، يصبح من الصعب مراقبة سلوكهم أكثر مما كانوا عليه عندما كانوا أصغر سناً.
في الوقت نفسه، يحتاج المراهقون إلى إرشادات للتغلب على ضغط الأقران واتخاذ خيارات ذكية، لذلك من الضروري إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة. يجد العديد من الآباء أن إجراء هذه المحادثات مع أبنائهم المراهقين يكون أكثر إنتاجية عندما تتدفق المحادثة بشكل طبيعي أثناء القيام بشيء آخر، مثل لعب لعبة على الطاولة أو المشي أو القيادة في السيارة.
تسليح نفسك بالحقائق مقدمًا يمكن أن يساعد في تسهيل مناقشة مثمرة. في نهاية اليوم، الشيء الأكثر أهمية هو أن يعرف المراهقون أنهم محبوبون، وأن لديهم دائمًا شخصًا يأتون إليه لحل مشاكلهم.
المصادر:
https://www.verywellhealth.com/the-7-biggest-health-risks-teens-face-2611248
