صحــــتك
29 أكتوبر 2016

أعاني من سرعة الغضب

السلام عليكم أعاني من سرعة الغضب واستمراره في القلب وعدم القدرة على النسيان السريع للأحداث السيئة. شكرا
DefaultImage
أهلا وسهلا بك أخي الكريم، 
كنت أتمنى أن تكتب لنا بعض التفاصيل حتى أرى معاناتك عن قرب ولا أظل أعطيك أمثلة تقريبية، ولكن أستطيع بكل وضوح أن أقول لك: أنك ما دمت تتصور أن حل مشكلتك هو كبح الغضب، والنسيان السريع فلن يحدث تغيير حقيقي، ولا قريب، فالغضب شعور لم يأت وحده حتى يسهل عليك تركه ونسيانه، ولكن الغضب له جذور لا تراها وهي التي تؤججه من دون أن تدري، فقد تكون تلك الجذور خبرات قاسية أو موجعة مررت بها كما أشرت سريعاً فتركت آثارها السلبية على طريقة استقبالك للأمور وتصرفاتك، حتى لو كانت التصرفات عادية ومنطقية.
وقد تكون رغبة في الانتقام ممن تسبب في ألمك سواء بوعي أو بدون وعي (ولا تتمكن من ذلك لسبب أو ﻵخر) فتشعر بأنك في حالة "عجز" عن التنفيس، أو أمور أخرى بداخلك لم اتفهمها بسبب الاختصار الشديد في سطورك، وبما أن الغضب مشاعر ترتبط غالبا بفكرة مؤلمة نفسيا فهي عميقة وغير ظاهرة على السطح، ولكنها تعزز مشاعر الغضب حتى لو كان التصرف الذي حدث لم يكن يستحق كل الثورة التي حدثت.

التغيير سيبدأ بلا شك في "قبول غضبك"، وقبولك لغضبك يختلف تماماً عن استسلامك له ويختلف تماماً عن رفض وجوده، ويختلف تماما عن التعارك معه.. فقط هو موجود الآن، فقبولك بوجوده في تلك الفترة معك من دون أن توافق عليه أو تستسلم له أو تتعارك معه، (وأعلم صعوبة تلك المعادلة في البداية) هو طريق التغيير بصدق؛ فحين تقبل وجود غضبك ، ستتمكن من الخطوة الثانية بعد وقت طال قليلا أو قصر، وهي أن ترصد حقيقة ما وراء هذا الغضب المستمر.
ولكن لا تغرق بعيداً في تفاصيل الأمور السيئة، ولكن أرصد ما وصلك منها من رسائل توجعك، فمثلا وصلك أنك كنت "مستغلاً من آخر"، أو أنك كنت "لا تستحق الاحترام"، أو لا تستحق أن تكون "أنت كما أنت"، إلخ؛ فستضع يدك حينها على جذور تلك المشاعر؛ لتبدأ بعد فترة في التعامل مع رسائل الأمس المؤذية بطريقة صحية غير طريقة الكبت أو الانفجار أو غيره ، فتبدأ في "تجديد" رؤيتك لمن تسبب في أذاك بنضوج يجعلك تفرق مثلا بين من أذاك بجهل أو تعمّد ذلك من دون جهل، ومن أحبك بطريقة خطأ أو خاف عليك بطريقة خطأ، وممن عجز عن الحب، وغيره من الأمور التي ستتحدد تلقائيا إذا تمكنت من الخطوتين السابقتين.
وكذلك ستجدد رؤيتك لنفسك بعيداً عن أي رسائل قديمة شوهت حقيقتها فصدقتها؛ فأنت تستحق الحب، وتستحق الاهتمام، وتستحق أن تحيا كما أنت، واعلم جيدا أن تلك الخطوات ليست سهلة، وتأخذ جهدا، ووقتا، وقد تحتاج ليد تساعدك في تنفيذ تفاصيل تلك الخطوات؛ فلا تبخل على نفسك حينها من التواصل مع متخصص نفسي يعينك على طريق التغيير بخطط سلوكية وعلاج للأفكار، أو التواصل معنا بشيء من التفصيل لمزيد من الإفادة.. هيا ابدأ.

اقرأ أيضا:
كيف أسيطر على غضبي؟
سرعة الغضب.. في طريقها لتدمير حياتي
رحلة العلاج النفسي
آخر تعديل بتاريخ
29 أكتوبر 2016

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.