الجرَّاحون والأطباء المحترفون هم الذين يقومون بإجراء العمليات الجراحية والإجراءات الطبية بعناية ودقة، وتبقى هذه العمليات خارج نطاق الجمهور العام. مع ذلك، هناك بعض الحالات النادرة والمثيرة للدهشة، إذْ اضطر بعضهم إلى إجراء عمليات جراحية على أنفسهم.
تُعبِّر هذه الحالات عن تحدّي وشجاعة فائقة، إذ قام هؤلاء الأفراد بعمليات جراحية على أنفسهم في ظروف غير اعتيادية لا تخلو من المخاطر، وتُعَدُّ هذه القصص الإنسانية المذهلة نماذج حقيقية للقدرة البشرية على التحمل، وتجاوز الصعاب في سبيل البقاء، والتقدم في مجال الطب والجراحة.
في هذا المقال، سنستعرض ستّ حالات استثنائية للجراحة الذاتية، وتَجْمَع هذه القصص بين الشجاعة والمغامرة والمهارة الجراحية. سنتناول القصص بدءًا من حالات استئصال الزائدة الدودية ووصولًا إلى إجراءات جراحية أكثر تعقيدًا وجرأة.
تُجسّد هذه الحالات الفريدة مدى التفاني والإصرار الذي يمكن للبشر أن يُظهِروه حينما يتجاوزون الظروف القاسية، وتحتم عليهم اتخاذ قرارات استثنائية للبقاء على قيد الحياة وتحقيق التقدم الطبي.
لنتعرف إذًا على هذه القصص الملهِمة والمذهِلة، ولنلقِ نظرة على كيفية تحدي هؤلاء الأبطال للظروف والمصاعب من أجل تحقيق إنجازات لا تصدَّق في ميدان الجراحة الذاتية.
1. قسطرة القلب
قام الطالب ورنر تيودور أوتو فورسمان في أواخر العَقد 1920 بالتفكير في عملية غير تقليدية: هل يمكن الوصول إلى القلب عبر الأوعية الدموية دون الحاجة لجراحة مفتوحة خطيرة؟ وفي ذلك الوقت، كانت الطريقة الوحيدة للوصول إلى القلب هي الجراحة التقليدية.
قام فورسمان بتجربة الفكرة على نفسه، فقد استخدَم قسطرة حالبية (قسطرة تُستخدم عادة لتمريرها عبر حالب الكلْية) للوصول إلى قلبه من خلال وريد في ذراعه. بالرغم من رفضه من قِبل رئيس الجراحة، استمر فورسمان في مساعيه حتى نجح في الوصول إلى قلبه.
2. استئصال الزائدة الدودية
أثناء مشاركته في بعثة سوفيتية إلى القطب الجنوبي في عام 1960، شعَر الجراح ليونيد روغوزوف بأعراض تُشْبه التهاب الزائدة الدودية. بسبب الظروف الصعبة، قرر إجراء عملية استئصال الزائدة الدودية على نفسه، ونجح في ذلك
3. عملية قيصرية على الذات
في قرية نائية في المكسيك عام 2000، أجرت امرأة عملية قيصرية على نفسها بسبب ظروف الرعاية الصحية السيئة.
4. استئصال الزائدة الدودية مرة أخرى
كان الدكتور إيفان أونيل كين مالك مستشفى كين سوميت في بنسلفانيا حين قرر إجراء عملية استئصال الزائدة الدودية على نفسه بعد تردد الفريق الطبي.
5. إزالة حصوة كلْية
قرر الجراح م. كليفر مالديني إجراء عملية لإزالة حصوة في كلْيته، وكان قد تعرّض لهذه العملية الجراحية مرات عديدة قبل ذلك.
6. إصلاح فتق بحجم بيضة دجاجة
قام جراح روماني يُدعى م. ألكساندر فزايكو بعملية جراحية لإصلاح فتق في منطقة البطن.
نهايةً، هذه الحالات تُظهر لنا قوة الإرادة البشرية والشجاعة في مواجهة التحديات الصعبة، وعلى الرغم من ذلك، يجب دائمًا أن نَعْلم أن عمليات الجراحة الذاتية ليست الخيار الأمثل بالطبع، وأن استشارة المختصين بالطب والجراحة هو دائمًا الأفضل.
المصدر:
