صحــــتك

هل هناك علاقة بين لقاح كورونا ومرض الحِزام الناري؟

الصورة
dr. amer.jpg

أدّت جائحة فيروس كورونا الجديد الذي يسبب مرض كوفيد-19 لإصابة نحو 535 مليون إنسان في كافة أنحاء العالم، توفي منهم أكثر من 6.3 مليوناً حتى يونيو 2022 حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.  وكان السبب الرئيسي وراء الانتشار العالمي السريع لهذه الجائحة هو عدم وجود مناعة عند البشر ضد فيروس كورونا المستجد. وقد تمت السيطرة على هذه الجائحة أخيراً بعد أن تشكلت في المجتمعات البشرية مقاومة معقولة ضد هذا المرض بعد الإصابات التي انتشرت فيها بشكل طبيعي، وبعد نجاح العلماء في تطوير لقاحات فعالة وآمنة ضد هذا الفيروس بشكل سريع لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، وكذلك بعد الانتشار الواسع السريع في إعطاء اللقاحات الجديدة التي ساعدت على تكون المناعة في المجتمعات ضد هذا الفيروس.

إشاعات وحقائق حول لقاحات كورونا

ظهرت كثير من الإشاعات المعقولة وغير المعقولة حول لقاحات كورونا الجديدة، مثل أنها تسبب تغييراً في البنية الوراثية للإنسان، وأن فيها شريحة الكترونية مجهرية تمكن جماعة سرية من السيطرة على البشرية، وأن فيها قوى مغناطيسية غريبة، وأنها تسبب كثيراً من الأمراض التي تهدف إلى القضاء على البشرية وتخفيض عدد البشر إلى أقل من مليار إنسان.

وللأسف، ساعدت الإمكانيات التقنية الحديثة في وسائل التواصل الاجتماعي على انتشار هذه الإشاعات الخاطئة بشكل عالمي واسع، مما سبب كثيراً من التشويش والخلط في هذه المسائل الصحية التي يجب الرجوع بشأنها إلى الخبراء والعلماء والهيئات الطبية العلمية والمواقع الطبية الموثوقة، وليس إلى وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

لاحظ الأطباء فعلاً وجود ارتباط بين الإصابة بفيروس كورونا الجديد والإصابة بمرض كوفيد-19 وحدوث بعض الأمراض الحادة، مثل الالتهاب التنفسي الحاد، والتهاب عضلة القلب، والتهابات الدماغ الحادة، كما لاحظوا حدوث بعض النتائج المزمنة بعد الإصابة بمرض كوفيد-19، مثل الصعوبات التنفسية المزمنة، ومتاعب التركيز الذهني، واضطراب الذاكرة، وخلل التوازن، وضعف عضلة القلب وداء السكري. كما سجلت بعض الحالات المرَضية بعد أخذ لقاح كورونا، مثل الحساسية، والألم في موضع الحَقن. ونشرت تقارير عن الإصابة بمرض الحِزام الناري الذي ينشأ عادة بسبب الإصابة بفيروس من نوع هِربِس اسمه Herpes zoster. فهل هناك علاقة مؤكدة بين أخذ لقاح كورونا والإصابة بمرض الحِزام الناري؟

دراسات سابقة

أظهرت دراسة إحصائية ألمانية/أمريكية سابقة في نحو مليون شخص ممن أخذوا نوعاً من أنواع لقاحات كورونا الجديدة زيادة احتمال حدوث مرض الحِزام الناري إلى الضعف خلال شهرين بعد أخذ اللقاح، إذ سجل حدوث 2204 حالة من الإصابة بمرض الحِزام الناري، بينما حدثت 1223 حالة فقط عند الذين لم يأخذوا اللقاح.  ووجدت دراسة أخرى عند حوالي 900 ألف شخص ممن أخذوا نوعاً من أنواع لقاحات كورونا الجديدة زيادة طفيفة في احتمال حدوث مرض الحِزام الناري، والتهاب عضلة القلب، وتضخم العقد البلغمية، والتهاب الزائدة.

دراسة أمريكية جديدة عن العلاقة بين لقاح كورونا ومرض الحِزام الناري

أجريت دراسة جديدة لتحري العلاقة بين حدوث مرض الحِزام الناري وأخذ لقاح الكورونا عند أكثر من مليوني شخص ممن أخذوا نوعاً من أنواع لقاحات كورونا الجديدة في أمريكا. كان متوسط عمر هؤلاء الأشخاص 43 سنة، من الرجال والنساء، وشملوا أشخاصاً من أعراق متعددة. وتمت مقارنة نسبة إصابتهم، بنسبة الإصابة بهذا المرض عند مجموعة مماثلة ممن لم يأخذوا أي نوع من أنواع لقاحات كورونا. كما أجريت مقارنة في حدوث مرض الحزام الناري بين الذين أخذوا لقاح الكورونا والذين أخذوا لقاح الإنفلونزا.

ما هي نتائج الدراسة؟

سُجل حدوث 1451 حالة من الإصابة بالحِزام الناري خلال شهر من أخذ اللقاح، لم تسجل الدراسة وجود زيادة مهمة إحصائياً في نسبة حدوث مرض الحِزام الناري بين الذين أخذوا لقاح كورونا والذين لم يأخذوه. كما لم تسجل الدراسة زيادة مهمة إحصائياً في حدوث مرض الحِزام الناري بعد أخذ لقاح الكورونا، أو أخذ لقاح الإنفلونزا خلال 90 يوماً بعد أخذ اللقاح.

لم تسجل زيادة مهمة إحصائياً في حدوث مرض الحِزام الناري بين الفئات العمرية المختلفة، ولا عند المرضى الذين يتناولون أدوية مخفضة للمناعة، أو نوع اللقاح المستخدم (فايزر، مودرنا، أو جونسون).

ما الذي نستنتجه من هذه الدراسة؟

  1. هذه دراسة إحصائية موثقة جيداً لقاعدة بيانات تضم أكثر من مليوني شخص، من أعمار وأعراق مختلفة.
  2. تختلف نتائج هذه الدراسة عن دراسات سابقة بأنها لم تلاحظ وجود فرق مهم إحصائياً في حدوث مرض الحِزام الناري بين الذين أخذوا لقاح كورونا والذين لم يأخذوه.
  3. تم التأكد من حدوث مرض الحِزام الناري في هذه الدراسة بحسب توثيق هذا التشخيص طبياً، وإصدار وصفة دوائية لعلاج هذا المرض، وليس الاكتفاء باستِبيان يكتبه المشاركون وحدهم كما هي الحالة في الدراستَين السابقتَين.
  4. لم تسجل هذه الدراسة وجود فرق في نسبة حدوث مرض الحِزام الناري بعد أخذ الجرعة الأولى أو الثانية من لقاح كورونا.
  5. لم تضم هذه الدراسة عدداً كافياً من الأمريكان من أصل أفريقي، كما لم تسجل الحالات عند الذين ليس لديهم تأمين صحي، أو لديهم التأمين الصحي الحكومي المحدود. ولذا يمكن القول أن هذه الدراسة لا تمثل المجتمع العام بشكل دقيق.

 

المصادر:

آخر تعديل بتاريخ
22 نوفمبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.