غسل الثياب الجديدة هي إحدى النصائح التي قد تسمعها وتعتبرها مبالغًا بها، وتستغرب من الذين يقومون بها. وهنا سنوضح حقيقة أهمية غسل الثياب الجديدة قبل لبسها، تابع معنا.
أسباب غسل الثياب الجديدة قبل ارتدائها
لا تنخدع بمظهر الثياب الجديدة التي تبدو أنيقة وجذابة ونظيفة، والتي ربما قد تجعلك أكثر رغبة في ارتدائها فور ابتياعها، فهي محملة بالمواد التي تضر بصحتك، لهذا يجب أن تعيد النظر في لبسها على الفور، وأن تبادر إلى وضعها في الغسالة للتقليل من المخاطر الصحية المحتملة. نشرح فيما يلي أهم الأسباب التي يجب أن تدفعك إلى غسل الثياب الجديدة قبل لبسها:
1. لأنها تنقل الميكروبات المسببة للأمراض
قد تكون الثياب الجديدة محملة بالميكروبات، لأن غرف التخزين في المتاجر هي أماكن خصبة تنمو فيها البكتيريا والفيروسات والفطريات بسهولة. ونفس الشيء يمكن قوله عن غرف خلع الملابس التي هي أيضًا أماكن تسرح وتمرح فيها الميكروبات. أكثر من هذا وذاك، فإن الملابس في المتاجر يجري تجريبها وتناقلها من قبل كثيرين من الناس قبل شرائها، حتى من قبل البائعين في المحلات التجارية لغرض عرضها والترويج لها، الأمر الذي يؤدي إلى تلوثها بالميكروبات، وبالتالي إلى الإصابة بأمراض مُعْدية مثل التهاب الكبد الوبائي، وداء السالمونيلا، والجرب، والقمل، والعدوى الفطرية وغيرها.
وجدت الأبحاث التي قام بها أستاذ علم الأحياء الدقيقة فيليب تيرنو من جامعة نيويورك، وجود كائنات حية دقيقة مسببة للأمراض في الملابس المجرَّبة كالسراويل والملابس الداخلية والقمصان، التي تَسوَّقها أصحابها وأعادوها إلى المتجر، ومن الكائنات التي تم العثور عليها في تلك الملابس النورفايروس، والجراثيم البرازية، والمكورات العنقودية، والمكورات العقدية، لهذا ينصح بغسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها.
2. لأنها تحتوي على كوكتيل من المواد الكيميائية الضارة
عندما نشتري ملابس جديدة لا نفكر أبدًا بأنها قد تحتوي على مزيج من المواد الكيميائية الضارة، لعل من أهمها الأصباغ التي تُستعمل في معالجة المنسوجات والخيوط، مثل أصباغ الأنيلين والرصاص والنيكل والآزو والفورمالدهايد، التي يمكن أن تسبب التهيجات والطفح الجلدي والحكة، وقد تثير هذه الأصباغ لدى البعض ردود فعل تحسسية شديدة تحتاج إلى الرعاية الطبية العاجلة.
3. لأنها قد تحتوي على مواد مسرطنة
قد تحتوي الملابس الجديدة، مثل البوليستر، على الكينولين quinoline التي تعتبر مادة مسرطنة وفقًا لدراسة أجراها علماء من جامعة استوكهولم في السويد. وعلى الصعيد ذاته، فقد حذرت وكالة حماية البيئة الأميركية من تلك المادة، وصنَّفتها ضمن قائمة المواد المسببة للسرطان بناء على نتائج دراسة أجريت على الفئران. أيضًا، فإن هناك العديد من المواد الكيميائية التي تدخل في أصبغة الأقمشة التي تم تصنيفها كمواد مثيرة للسرطان.
وعلى الرغم من عدم وجود حالات مثبتة لإصابة الأشخاص بالسرطان نتيجة ارتداء ملابس جديدة، فإن الحذر واجب، ويكون هذا بغسل الملابس الجديدة قبل لبسها، للتخلص أو على الأقل، للتقليل من كمية المواد الكيميائية المثيرة للسرطان.
4. لأنها قد تسبب التهاب الجلد التماسي
قد تثير الملابس الجديدة، التي لم تغسل بعد، ردود فعل تحسسية تعرف طبيًا باسم التهاب الجلد التماسي، وتعتبر أصباغ الملابس الكيميائية المسؤول الأكبر عن هذا الالتهاب، لأنها يمكن أن تمر من اللباس إلى الجلد مثيرة فيه الهيجان والطفح الجلدي والحساسية.
ويعطي التهاب الجلد التماسي أعراضًا تختلف من شخص إلى آخر، وهي تكون أكثر وضوحًا في الأماكن التي تكون فيها الملابس على اتصال وثيق مع الجلد، وتظهر أعراض التهاب الجلد التماسي عادة بعد ساعات قليلة أو أيام أو أسابيع من ارتداء الملابس، وهي تشمل:
- الاحمرار والالتهاب.
- الحكة.
- الحرقان.
- التورم في المنطقة المصابة.
- تقشر الجلد.
- البثور، وتظهر هذه في الحالات الشديدة.
تختفي أعراض التهاب الجلد التماسي الناتجة عن الملابس الجديدة بعد أيام قليلة من التوقف عن لبسها، أما إذا استمرت الأعراض، فهذا يعني أنه قد حان الوقت لاستشارة مقدم الرعاية الصحية لوصف العلاجات المناسبة.
غسل الثياب الجديدة.. كيف تحمي نفسك من المخاطر؟
- اغسل الملابس الجديدة على الفور، فهذا يساعد على التخلص من الأصباغ والمواد الكيميائية الزائدة، وكذلك من الميكروبات العالقة فيها.
- اختر الملابس المصبوغة بملونات طبيعية مشتقة من النباتات والمعادن وغيرها من الأصباغ التي لا تضر بالجلد.
- ارتداء حاجز داخلي قطني يمنع التماس المباشر ما بين الألبسة المصبوغة والجلد.
- إذا واجهت أي ردود فعل تحسسية بعد ارتداء الألبسة الجديدة، فاطلب مشورة الطبيب لكشف السبب وإدارة الأعراض بالتي هي أحسن.
إن ارتداء الثياب الجديدة من دون غسلها قد يحمل مفاجآت صحية غير سارة، مثل الحساسية وتهيج الجلد والعدوى بالميكروبات، لهذا توصي الوكالات الوطنية لسلامة الغذاء والصحة البيئية والمهنية في الدول الغربية بضرورة غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لأول مرة، من أجل التقليل من وجود الميكروبات والملوثات والمواد الكيميائية، وما أكثرها. قد يعتقد البعض ألا حاجة لغسل الثياب الجديدة من متاجر تبيع ماركات عالمية، وهذا هو الخطأ بأم عينه، فهذه المتاجر، همها الأول والأخير هو البيع، أما عن نظافة الثياب فهي آخر همها.
