تسارعت وتيرة تطور صناعة التجميل، ويعود ذلك إلى سببين مهمين:
- أولها: الرغبة الأساسية للإنسان في الظهور بمظهر جميل، فمع دخول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حدد عامة الناس المظهر كعامل تمايز جديد، على عكس العوامل التقليدية، مثل العرق والجنس والدين والأيديولوجية. إلى جانب هذا، ظهر مصطلح (lookism) الذي يشير إلى وجهات النظر الموجهة نحو المظهر. وفقًا لذلك، يمكن أن تدفع هذه الرغبة الفرد إلى محاولة الظهور بمظهر أصغر من عمره الزمني.
- ثانيا: بسبب التطورات الهائلة في وقتنا الحالي، تلك التطورات التي دخلت جميع غرف حياتنا، الكثير من التوتر والعمل والغذاء غير الصحي وأسلوب الحياة الخامل، وكل هذه العوامل مجتمعة تسبب الشيخوخة المبكرة.
وفي السابق، كان جراحو التجميل ومختصو الجلدية هم المقدمون الأساسيون لمجموعة من الخدمات، من العناية بالبشرة والعلاجات الأخرى إلى العلاجات الجراحية. لكن، مع التطور الكبير، تغير كل شيء، وأصبحت كثير من الأجهزة متاحة وفي متناول يد الجميع، ويمكنهم استخدامها في أي وقت، وفي منازلهم.
على سبيل المثال، كان إزالة الشعر بالليزر يتم في العيادات فقط، وبجلسات غالية وأجهزة كبيرة. بينما في وقتنا الحالي يمكن شراء جهاز الليزر واستخدامه في المنزل. لكن، على الرغم من إطلاق مجموعة متنوعة من أجهزة العناية بالبشرة الجديدة، فقد تم إجراء القليل من الأبحاث حول فعاليتها، ومن هذه الأدوات الفرشاة الهوائية أو البخاخة الهوائية.
الفرشاة الهوائية:
البخاخة أو الفرشاة الهوائية هي تقنية يتم فيها رش المستحضر المراد تطبيقه على شكل رذاذ خفيف على الوجه. ويتم توصيل ضاغط الهواء بمسدس البخاخة، والذي يتحكم فيه الشخص لتحرير المنتج. لذلك، يمكن للشخص أيضًا ضبط كمية المنتج المطبق على الوجه والرقبة. وقد انتشرت هذه التقنية، وأصبح حتى المصففون يستخدمونها لتطبيق المكياج، وخاصة كريمات الأساس على البشرة، ويدّعون أنها أفضل. لذلك، هدفت الدراسة الحالية إلى بيان فائدتها باستخدام اثنين من المكونات الوظيفية، النياسيناميد والأدينوزين.
طريقة الدراسة:
اشتملت هذه الدراسة على نساء في منتصف العمر في الثلاثينيات إلى الخمسينيات من العمر، أظهرن أعراضَ فرطِ تصبغٍ (مثل البقع والنمش) والتجاعيد حول العينين. تم تقسيمهن إلى مجموعة تجريبية لبخاخة الهواء، ومجموعة أخرى للمقارنة. وتم استبعاد النساء اللواتي:
- ظهرت عليهن أعراض غير طبيعية، مثل الأمراض الجسدية الحادة والمزمنة التي تصيب الوجه، بما في ذلك أمراض جلد الوجه.
- لديهن تاريخ على الأقل لمدة شهر واحد من تطبيق منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على المنشطات على الوجه.
- لديهن تاريخ طبي لالتهاب الجلد التحسسي للضوء.
- من ذوات البشرة الحساسة أو شديدة الحساسية.
وأجريت الدراسة في الفترة ما بين 20 نوفمبر 2017 و5 فبراير 2018. وتم تقسيم السيدات لمجموعتين.
- المجموعة الأولى طلب منها وضع 3 مل من أمبولة تحتوي على النياسيناميد 2٪ والأدينوزين 0.04٪ على الوجه مرتين يوميًا، مرة في الصباح والأخرى في المساء، لمدة 4 أسابيع. على أن يتم وضع المكونات هذه عن طريق فرشاة هوائية، وتركه ليتم امتصاصه دون استخدام أيديهن.
- المجموعة الثانية طلب منها أن تضع نفس المكونات بنفس الفترة الزمنية ونفس الوتيرة، لكن باختلاف واحد وهو وضعها عن طريق توزيعها باليد على الوجه، وليس باستخدام فرشاة هوائية.
وتمت مراقبة الجميع من قبل الباحثين، وتم توجيههن لتسجيل الملاحظات اليومية. بالإضافة إلى ذلك، طُلب منهن تجنب وسائل العناية بالبشرة أو العلاجات الأخرى خلال فترة البحث، بما في ذلك استخدام مستحضرات التجميل التي يمكن أن تغير حالة بشرة الوجه.
كما تم توجيههن إلى عدم إجراء أي تغييرات على روتين معيشتهن اليومي المعتاد مثل ممارسة الرياضة، لأن التغييرات في أنماط المعيشة يمكن أن تؤثر على ظروف بشرتهم. تم إبلاغ المشاركات تمامًا أنه لا ينبغي استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على مكونات وظيفية مبيضة أو مضادة للتجاعيد يمكن أن تغير حالة بشرة الوجه خلال فترة البحث، ووافقن على ذلك. لكن، سُمح لهن باستخدام واقي الشمس عند الخروج.
النتائج:
ازداد محتوى رطوبة الوجه بالكامل في جميع المجموعات، نتيجة مزيج النياسيناميد وزيادة محتوى الكولاجين في الأدينوزين. لكن، أظهرت المجموعة التي استخدمت البخاخة نتائج أفضل من حيث الترطيب وانخفاض التجاعيد وعمقها وإشراقة الوجه. وقد يعود ذلك إلى أن البخاخة الهوائية تقوم بتوزيع المستحضر على كامل الوجه، وأنها تحفز الشعيرات الدموية في الجلد.
* المصدر:
Verification of air brush effectiveness using cosmeceutical ingredients
