الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) هو فيروس تنفسي يسبب العدوى في الرئتين والأنف والحنجرة.
يؤثّر الفيروس المخلوي التنفسي على جميع الأعمار، بما في ذلك الرضع الصغار، ويصيب نحو 64 مليون شخص على مستوى العالم كل عام.
ما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟
الفيروس المخلوي التنفسي (RSV-respiratory syncytial virus) هو فيروس يمكن أن يؤدي إلى عدوى الجهاز التنفسي عند الرضع والأطفال والبالغين من جميع الأعمار.
تسبب عدوى الفيروس المخلوي التنفسي مرضًا خفيفًا يشبه نزلة البرد، ويختفي خلال أسبوع إلى أسبوعين. لكن يمكن أن يسبب الفيروس المخلوي التنفسي في بعض الأحيان أعراضًا حادة، ويؤدي إلى مضاعفات، خاصة عند الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين فوق سن 65 عامًا، والأشخاص الذين يعانون من ضَعف الجهاز المناعي.
غسل اليدين كثيرًا وتجنب التجمعات الكبيرة خلال موسم الشتاء يمكن أن يساعد في البقاء بصحة جيدة. إذا أُصبت أنت أو طفلك بالفيروس المخلوي التنفسي، فغالبًا ما تكون الرعاية المنزلية كافية للتعامل مع الأعراض حتى تزول العدوى. لكن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى الرعاية في المستشفى حتى التعافي تمامًا، وهذا وفقًا لما يوصي به الطبيب.
ماذا تقول الإحصاءات؟
كما أسلفنا سابقًا، تشبه أعراض الفيروس المخلوي التنفسي أعراض نزلات البرد لدى البالغين والأطفال الأكبر سنًا، إلا أنها قد تكون مرضًا أكثر خطورة لدى كبار السن والأطفال الصغار والرضع.
أفاد الباحثون أن الفيروس المخلوي التنفسي هو السبب الأكثر شيوعًا لدخول الأطفال الرضع إلى المستشفى في البلدان المتقدمة.
تُعَد عدوى الجهاز التنفسي مسؤولة عن نحو 3.6 مليون حالة دخول إلى مستشفيات الجهاز التنفسي لدى الأطفال الصغار كل عام، منها 1.4 مليون حالة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 إلى 6 أشهر.
لهذا السبب، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) بأن تحصل الحوامل على لقاح الفيروس المخلوي التنفسي للمساعدة في تحصين أطفالهن من المرض قبل الولادة. ولكن ما هو هذا اللقاح، وهل هو آمن؟
لقاح الفيروس المخلوي التنفسي للحوامل كيف يعمل؟
من بين لقاحَي الفيروس المخلوي التنفسي المتوفرَين حاليًا، هناك لقاح واحد فقط، وهو لقاح أبريسفو (Abrysvo) من إنتاج شركة فايزر، تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) والمفوضية الأوروبية لاستخدامه من قبل النساء الحوامل.
المرأة الحامل التي تتلقى لقاح الفيروس المخلوي التنفسي في الأشهر الثلاثة الأخيرة -الأسابيع 32 إلى 36- سيُنتِج جسمها أجسامًا مضادة ضد الفيروس المخلوي التنفسي، والتي ستنتقل إلى الجنين وتحمي الرضيع منه.
بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة بسبب الفيروس المخلوي التنفسي والتي يمكن أن تؤدي إلى دخول المستشفى، مما يتطلب إعطاؤهم الأكسجين ومساعدتهم على التنفس باستخدام أجهزة التنفس. ونظرًا لكون الأطفال الرضع معرَّضين للخطر الشديد، يجب إعطاء لقاح أبريسفو (Abrysvo) للنساء الحوامل للمساعدة في توفير الأجسام المضادة، التي من شأنها حماية الوليد من مرض الفيروس المخلوي التنفسي الوخيم بعد الولادة.
ما مدى فعالية لقاح الفيروس المخلوي التنفسي؟
يَمنع لقاح أبريسفو (Abrysvo) أمراضَ الجهاز التنفسي السفلية الشديدة الناجمة عن الفيروس المخلوي عند الرضع منذ الولادة وحتى عمر 6 أشهر.
تتم حماية الأطفال من الفيروس المخلوي التنفسي عند الولادة إذا تلقت الأم الحامل اللقاح قبل أسبوعين على الأقل من ولادتها.
في دراسة نُشرت في أبريل 2023 على 3500 امرأة حامل تلقَّينَ لقاح أبريسفو؛ ساعدَ اللقاح في تقليل خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي الشديدة بنسبة 81.8% خلال 90 يومًا بعد الولادة، وبنسبة 69.4% خلال 180 يومًا بعد الولادة، مقارنة بأولئك الذين تلقوا علاجًا وهميًا (placebo).
بالإضافة إلى ذلك، في مجموعة فرعية من النساء الحوامل اللاتي تلقَّين اللقاح خلال 32 إلى 36 أسبوعًا من الحمل، انخفض خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي بنسبة 34.7%، وانخفض خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي الشديدة بنسبة 91.1% خلال 90 يومًا بعد الولادة مقارنةً باللاتي تلقَّين العلاج الوهمي (placebo).
ماذا يحدث إذا لم تأخذ الحامل اللقاح؟
قد تكون هناك بعض الحالات التي لا تتمكن فيها المرأة الحامل من تلقي لقاح الفيروس المخلوي التنفسي. على سبيل المثال، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، لا ينبغي إعطاء لقاح للحوامل اللاتي تقل أعمار حملهن عن 32 أسبوعًا، نظرًا لوجود تقارير عن الولادة المبكرة.
كما قد لا تتمكن المرأة الحامل من تلقي لقاح الفيروس المخلوي التنفسي إذا كان لديها تاريخ من الحساسية الشديدة تجاه أي مكون من مكونات اللقاح.
إذا كانت المرأة الحامل غير قادرة على الحصول على اللقاح أثناء الحمل، فإنها ستكون مرشحًا مثاليًا لتلقي نيرسيرفيماب (Nirservimab)، الذي يُعطى مباشرة إلى الطفل بعد الولادة للحماية من الفيروس المخلوي التنفسي.
أحد عيوب دواء نيرسيفيماب هو أنه قد يكون من الصعب إعطاؤه، خاصة خلال مواسم الخريف والشتاء العالية المخاطر.
هل يجب الحصول لقاح الفيروس المخلوي التنفسي أثناء الحمل؟
يشدد خبراء الطب على ضرورة تناول لقاح الفيروس المخلوي التنفسي خلال فترة الحمل للحماية من هذا الفيروس المعروف بتأثيره السلبي على الأطفال الصغار.
يُعدُّ أخذ اللقاح من قبل الأمهات في الأسابيع 32-36 من الحمل خطوةً حيوية لضمان بداية صحية للمولود، نظرًا لعدم اكتمال جهاز المناعة عند الأطفال.
وتوضح التوجيهات الطبية أن تلقّي اللقاح في هذه المرحلة يمكن أن يحمي الطفل، ويخفف من تأثيرات الإصابة بالفيروس.
ختامًا، لقاح الفيروس المخلوي التنفسي يَبرز كخيار آمِن وفعّال للحوامل، مما يمنحهنّ الثقة والراحة خلال فترة الحمل. من خلال الأبحاث والدراسات، نجد أن هذا اللقاح يسهم في حماية الأم والجنين من الإصابة بالفيروس ومضاعفاته. لذا، دعونا نعمل جميعًا على تعزيز الوعي، وتشجيع النساء الحوامل على استشارة أخصائي النساء والتوليد حول اللقاح، لضمان بداية صحية وآمنة.
