السرعة في تناول الطعام قد لا تكون خطيرة، غير أن كثيرًا من الدراسات ربطت بين تناول الطعام بسرعة وخطر الإصابة بمرض السكري والسُّمنة، ولكن ما صحة هذه العلاقة؟ وهل هناك على الأقل نظرية تُثْبتها؟ تابِع القراءة لتعرف أكثر.
عندما يتعلق الأمر بخطر السُّمنة ومرض السكري من النوع 2، هناك العديد من العوامل التي تؤثّر على خطر إصابة الشخص به، مثل:
- الوزن الزائد.
- العامل الوراثي.
- العمر.
- مستوى النشاط البدني.
- التدخين.
- النظام الغذائي المُتبع.
في حين أن ما تأكله يمكن أن يؤثّر بالتأكيد على خطر إصابتك بمرض السكري، لكن هل طريقة تناولك للطعام يمكن أن تلعب أيضًا دورًا في ذلك؟ تشير الأبحاث إلى أن تناول الطعام بسرعة قد يكون سببًا للإصابة بمرض السكري من النوع 2 مقارنة بأولئك الذين يأكلون بشكل أبطأ.
تفاصيل الدراسة: هل تناول الطعام بسرعة يسبب السكري؟
أُجريت بعض الدراسات التي تبحث في كيفية تأثير تناول الطعام بسرعة على نسبة السكر في الدم ومرض السكري، ولكن لا تُعَد كل الدراسات متّسقة، ويبدو أن الأدبيات تشير إلى أنه عند تناول الطعام بسرعة، يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل أسرع.
على الرغم من أن الأبحاث حول مخاطر تناول الطعام بسرعة لم تكن حاسمة إلى حد ما، فإن هناك العديد من الفوائد المعروفة لتناول الطعام ببطء، إذ نكون أقل عرضة للإفراط في تناول الطعام عندما نأكل ببطء أكبر، ويساعدنا على الشعور بالشبع بشكل أسرع.
كيف يؤثر تناول الطعام بسرعة على خطر الإصابة بالسكري والسُّمنة؟
لا يُعرف سوى القليل عن سبب تأثير سرعة تناول الطعام على نسبة السكر في الدم، لكن الخبراء لديهم نظرية فحواها أننا قد نأكل بسرعة عندما نشعر بالجوع، مما قد يؤثر على مقدار ما نأكله. ونجد أن الناس غالبًا ما يأكلون بشكل أسرع عندما يقضون وقتًا طويلًا دون تناول الطعام، لأنهم جائعون جدًا.
يمكن أن يسبب الجوع بسبب عدم تنظيم وقت الوجبات انخفاضًا في نسبة السكر في الدم، مما يمكن أن يساهم في تناول الطعام بسرعة، ومن ثم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في نسبة السكر في الدم.
مع مرور الوقت، يمكن أن يزيد ارتفاع نسبة السكر في الدم من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، في حين أن الإفراط في تناول الطعام، والذي يمكن أن يحدث عندما يأكل الناس بسرعة كبيرة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسُّمنة، وبهذا يرتفع السكر أكثر، وتميل أجسادنا لمقاومة الأنسولين وإلى تفاقم وزيادة في خطر الإصابة بمرض السكري.
على الرغم من أن بعض الباحثين ربطوا تناول الطعام بسرعة مع زيادة خطر الإصابة بالأمراض، فإنه لا يوجد دليل على أن أحدهما يسبب الآخر، وتُظهر بعض الدراسات وجود علاقة بين سرعة تناول الطعام وتطور مرض السكري، ولكن ليس لدينا أي دليل على أنها تسبب مرض السكري بشكل مباشر.
فوائد الأكل ببطء
يقول الخبراء إن تناول الطعام ببطء قد يساعدك على تجنب الإفراط في تناول الطعام، وبالتالي يمكن أن يكون مفيدًا إذا كنت تحاول إنقاص الوزن، وهذا يعود لأننا عندما نأكل بشكل أبطأ، نكون أكثر وعياً بالطعام الذي نتناوله، مثل النكهة والكمية وأشياء من هذا القبيل.
تناول الطعام ببطء يمكن أن يساعدك أيضًا على تجنب مشكلات الجهاز الهضمي، فبحسب الخبراء؛ إذا تناولنا الطعام بسرعة أكبر، فإننا نميل إلى ابتلاع المزيد من الهواء وتكوين المزيد من الغازات، مما قد يسبب عدم الراحة، ويمكن أن يسبب أيضًا الشعور بالشبع غير المريح، وهو ما قد يكون صعبًا بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معيّنة، مثل الأشخاص الذين يعانون من مرض الارتجاع المريئي.
يمكن أن يؤدي تناول الأكل ببطء أيضًا إلى تسهيل هضم الطعام، لأنه يساعد في عملية الهضم والامتصاص، فعندما تمضغ الطعام لفترة أطول، فإن المعدة لديها عمل أقل للقيام به.
نهايةً، إن مراعاة مستوى السكر في الدم أمر مهم بشكل خاص للأشخاص المصابين بداء السكري، ولكن من المهم أن يأخذه الجميع في الاعتبار.
ويحتاج الأشخاص المصابون بمرض السكري إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لمستويات السكر في الدم، فمعظم الناس يشعرون بتحسن عندما يكون مستوى السكر في الدم مستقرًا دون تقلبات كبيرة.
والطريقة لتحقيق ذلك هي من خلال عدم السماح لنفسك بالوصول إلى نقطة الشعور بالجوع الشديد، لدرجة أنك تأكل الكثير بسرعة كبيرة. ويمكن أن يساعدك تناول الطعام بانتظام طوال اليوم في الحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يمنعك من الوصول إلى نقطة التجويع، وقد يساعد هذا في تقليل سرعة تناول الطعام، والذي يدعم الحصول على نسبة السكر في الدم بشكل متوازنة.
