يُعدّ السفر والترحال تجربة شيقة وممتعة، ولكنّ ركوب الطائرة لفترات طويلة هو من أسوأ فقرات الرحلة، وما يدفعنا لتحمِّل هذا التعب والإرهاق هي فقط حقيقة أن هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى وجهتنا.
يُسبِّب ركوب الطائرة لفترة طويلة جداً التعب والإرهاق، وهو ما نشعر به وبآلامه أكثر عند وصول الطائرة والنزول منها، فكيف يمكننا التقليل من التعب والآلام التي ترافق رحلات الطيران الطويلة؟ لنتعرَّف على ذلك معاً.
هل يقتصر تأثير الرحلات الطويلة على التعب والألم فقط؟
يتعدّى تأثير الجلوس لفترات طويلة في رحلات الطيران مجرد الشعور بالتعب، فهو يؤدي أيضاً إلى العديد من التأثيرات السلبية على الجسم، منها تيبُّس المفاصل، وتشنُّج العضلات، وركود السوائل والدم في الجسم، وقد يؤثِّر أيضاً في عمليات في الجسم، مثل الهضم والأيض، ويسبب الجفاف.
من أبرز المشكلات التي قد يؤدي إليها الجلوس لفترات طويلة في الطائرة هي ما يُعرَف بالخثار الوريدي العميق، والذي يتمثّل في تشكُّل جلطة دموية في أحد الأوردة العميقة في الجسم، وتحديداً في الساق، وذلك بسبب انخفاض تدفّق الدم في الأوردة العميقة وركود الدم فيها، وقد يؤثّر هذا بشكل كبير على الصحة، فقد تتحرك الخثرة هذه من الساق وتصل إلى الرئتين، وتُسبِّب الانصمام الرئوي الذي يهدد الحياة (انسداد أحد الأوعية الدمويّة الكبيرة في الرئتين).
لتفادي التعب الشديد والألم والمضاعفات الأخرى التي قد تكون خطرة، لا بُدّ من الحرص على القيام ببعض الخطوات أثناء رحلات الطيران الطويلة.
كيف يمكن الوقاية من هذه المشكلات؟
- الحركة هي أهم ما يمكن القيام به في هذه الحالة، وهنا يَنصح الخبراء بالوقوف قليلاً كل ساعة لتمديد الساقَين، وتخفيف الضغط عن العمود الفقري، ويمكن أيضاً القيام ببعض التمارين البسيطة أثناء الوقوف، والتي لا تسبب الإزعاج لباقي الركّاب، ومن أهم التمارين في هذه الحالة رفع الساقين لتحريك الدم فيها وإعادته إلى القلب وتجنب ركوده.
- يمكن أيضاً ممارسة بعض التمارين أثناء الجلوس، ولكن ضمن الحيز الخاص بك لتجنب إزعاج من حولك، فيمكن مثلاً شد عضلات الجسم وإرخائها بشكل متكرر، وتحريك المفاصل قد الإمكان، وذلك لتحريك الأنسجة الرخوة المحيطة بالمفاصل، وكذلك لتحريك الدم في الطرفين السفليَّين، وقد تتمثل هذه التمارين بشدّ أصابع القدم نحو الأرض مثلاً، ثم بسطها عدة مرات، وتحريك الكاحلين للأعلى والأسفل وإلى الجانبين وبشكل دائري.
- يُنصَح في الرحلات الطويلة بالحرص على شرب القدر الكافي من السوائل، بغض النظر عن المجهود الذي يبذله الشخص، فالجفاف يسهم في زيادة فرص حدوث الشد العضلي، ويمكن أيضاً تفادي تناول الوجبات المقدَّمة على الطائرة لأنها غنية بالملح الذي يسبب مزيداً من الجفاف.
- إذا اضطررت للنوم أثناء الرحلات الطويلة، فيفضَّل ألا تنام والجسم في وضعيات غريبة، فمثلاً يُنصح بعدم وضع رِجْل فوق الأخرى، أو ثني الظهر بطريقة غريبة، وأفضل وضعية للنوم في هذه الحالة هي وضعية الجلوس العادية مع وضع منشفة أو قميص مَثْنِيّ بشكل دائري أسفل الظهر (الجزء القطني من العمود الفقري) للحفاظ على العمود الفقري بوضعية سليمة، ويمكن أيضاً استخدام وسادات العنق للمزيد من الراحة.
- بعد انتهاء الرحلة والوصول إلى غرفتك في الفندق، يَنصح الخبراء بممارسة بعض التمارين البسيطة -مثل اليوجا- لتحريك مفاصل الجسم والعضلات، واستعادة التوازن لحركتها، ويمكن أيضاً المشي لمسافة قصيرة لتنشيط الجسم وتحريك الدورة الدموية فيه.
المصدر:
