صحــــتك

خرافات عن التدخين والإقلاع عنه لم تعرفها من قبل

الصورة
avatar

أصبح واضحًا وبشكلٍ لا لبس فيه، أن التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة، وأن أضرار التدخين أصبحت وخيمة ولا بد من الوقاية منها، من هنا تنبع أهمية الإقلاع عن التدخين بأي ثمن.

أفاد استطلاع أن ما يقارب 70% من المدخنين يرغبون في التوقف عن التدخين، لكنّ تحقيق هذا غالبًا ما يكون حافلًا بالصعوبات، ويتطلب القيامَ بأكثر من محاولة.

كما انتشرت على مدى الأربعين عامًا الأخيرة خرافات كثيرة عن التدخين والإقلاع عنه، وعن أدوية الإقلاع عن التدخين، بعضها نابع من مفاهيم خاطئة، والبعض الآخر تم تسريبه عمدًا من قبل مصنِّعي السجائر لحث الناس من أطفال ومراهقين وبالغين على البدء أو الاستمرار في التدخين، وقد ساهمت إلى حدّ ما في تقويض برامج مكافحة التدخين.

ما أهم الخرافات المتداولة عن التدخين والإقلاع عنه؟

يتم تداول العديد من الخرافات سواء من قِبل الأشخاص المدخنين أنفسهم لتبرير عدم قدرتهم على الإقلاع، أو من خلال بائعي السجائر للحفاظ على تجارتهم، ومن أهم هذه الخرافات:

1. النيكوتين هو العنصر السامّ الرئيسي في السجائر

النيكوتين في السجائر هو العنصر الذي يدفع إلى الإدمان على التبغ، ولكنه ليس العنصر الضار الوحيد، فهناك أكثر من 4000 مادة كيميائية أخرى ضارة في التبغ، خاصة القَطران وغاز أول أوكسيد الكربون، وما لا يقل عن 70 مادة من تلك المواد يُعرَف عنها أنها من المواد المحفزة  للسرطان.

2. التوقف عن التدخين فجأة هو السبيل الوحيد

التبغ مادة تسبب الإدمان بامتياز؛ لأنه يجعل الشخص تابعًا له جسديًا ونفسيًا وسلوكيًا، من هنا تأتي صعوبة الإقلاع عنه فجأة عند البعض، لأن محاولاتهم غالبًا ما تنتهي بالفشل، وقد تدفع إلى الشعور بالذنب.

على المدخن ألا يشعر بالذنب من فشل محاولاته لوقف التدخين، بل على العكس، يتوجب عليه أن يحاول مرارًا وتكرارًا، مع طلب المشورة الطبية، واستعمال بدائل النيكوتين وأدوية الإقلاع عن التدخين، فهذه من شأنها أن تزيد من احتمالات النجاح في التوقف عن التدخين بنسب عالية.

3. أنا مدخن منذ سنوات طويلة، ولا جدوى من التوقف عن التدخين

هناك دائمًا فوائد عديدة للتوقف عن التدخين، بغضّ النظر عن العمر. تبدأ فوائد ترك التدخين منذ اليوم الأول لوقف التدخين، وهي فوائد تراكمية، بعضها فوري مثل استعادة مذاق الطعام، والحصول على تنَفس أفضل، وتوفير المال، وفوائد أخرى يتم الحصول عليه بعد أسابيع وأشهر وسنوات من التوقف عن التدخين، وتبدو آثارها واضحة على جميع أعضاء الجسم، خاصة على الجهاز التنفسي والجهاز القلبي الوعائي.

لا شك أن فوائد الإقلاع عن التدخين تكون أكبر عندما تتوقف عنه مبكّرًا، ومع ذلك، فإن الاقلاع عنه في سنّ الستين يزيد من متوسط العمر المتوقع بمقدار 3 سنوات مقارنة بالذين واظبوا على التدخين.

4. لا يمكن التوقف عن التدخين من دون كَسب الوزن

ليس أمرًا حتميًا أن يتم اكتساب الوزن بعد التوقف عن التدخين، وهذا ما شوهد عند ثلث الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إجراء تغييرات على صعيد نمَط الحياة ( النظام الغذائي والرياضة، ... إلخ).

يمكن للأشخاص الذين استعاضوا عن نقص التبغ بتناول وجبات خفيفة أن يزداد وزنهم من 2 إلى 3 كلغ، ولكن سرعان ما يتم ضبطه بسرعة. المدخّن -ككلّ الناس- يجب أن يأكل جيدًا، وأن يتحرك بما فيه الكفاية لكي يضبط وزنه، عدا ذلك، فإنه حتى ولو زاد الوزن، فإن المخاطر الناجمة عن زيادة الوزن تبقى ضئيلة بالمقارنة مع المخاطر الناتجة عن الاستمرار في التدخين.

5. العلاج ببدائل النيكوتين ضار كالسجائر العادية

العلاج ببدائل النيكوتين هو دائمًا أكثر أمانًا من التدخين، إذْ تَسمح بدائل النيكوتين بضخ جزء ضئيل من النيكوتين الذي يتلقاه الجسم من تدخين السجائر، وبآثار جانبية قليلة.

يأتي معظم الضرر الناتج عن تدخين السجائر العادية من القَطران وغاز أول أوكسيد الكربون اللذَين لا يوجدان في بدائل النيكوتين، كما أن النيكوتين الآتي من البدائل يكون انتشاره بطيئًا، ولا يسبب تضيقًا في الأوعية الدموية.

6. عند استعمال بدائل النيكوتين، فإن التدخين ممنوع

لا يوجد خطر إضافي للتدخين مع استعمال بدائل النيكوتين في آن معًا، يمكن للمريض أن يدخن لأن دماغه يُعبِّر عن الحاجة لذلك، وفي هذه الحالة يجب ضبط جرعة لصقات النيكوتين.

7. علاجات الإقلاع عن التدخين تزيد من مخاطر حدوث أزمات قلبية خطيرة

أفادت دراسة أميركية واسعة النطاق بقيادة باحثِين من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بأن علاجات الإقلاع عن التدخين لا تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الخطيرة، لا أثناء العلاج ولا بعده، مما يدعم فكرة استخدامها لمساعدة المدخنين على التخلي عن عادتهم السيئة، وبالتالي التقليل من المخاطر الصحية والموت المبكِّر.

8. الجَمع بين عدة بدائل للنيكوتين في نفس الوقت يشكّل خطورة على الصحة

لا يحمل استعمال عدة بدائل للنيكوتين في نفس الوقت أية خطورة تُذكَر، بل يساهم في زيادة فرص الإقلاع عن التدخين، خاصة عند أولئك الذين يعتمدون بشدة على النيكوتين.

يجدر التنويه هنا، أنه إذا استمرت الرغبة في التدخين، على الرغم من استعمال بدائل النيكوتين، فهذا يدل على أن جرعة النيكوتين الموصوفة غير كافية، وهذا ما يحتم ضبطها بشكل ينفع ولا يضر. 

 


9.  قمت بعدة محاولات وفشلت في التوقف عن التدخين، فهذا دليل على أنني لن أستطيع هجره نهائيًا

بيَّنَتْ التحريات أن كل محاولة للتوقف عن التدخين تُقرِّب وترفع من حظوظ النجاح في الوصول إلى الهدف، أي إيقاف تدخين السيجارة كليًا، لأن المدخن سيستفيد من تجاربه السابقة، ويُعلِّل على تطوير استراتيجيات جديدة من شأنها أن تزيد من حظوظ التوقف عن التدخين.

10. تساعد السجائر على التركيز

"أريد أن أقلع عن التدخين ولكن السيجارة تساعدني على التركيز"، مَن منا لم يسمع بهذه العبارة التي يمكن وصفها بأنها خرافة من الخرافات.

في البداية يحفّز النيكوتين على إفراز هرمون الغضب الأدرينالين الذي يملك تأثيرًا على اليقظة، ولكنْ سرعان ما يتهاوى مستوى هذا الهرمون، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الوارد من غاز الأوكسجين إلى كل الأعضاء، بما فيها المخ، فتكون النتيجة ظهور أعراض شتى، مثل التعب والنعاس والصداع، وتباطؤ ردود الفعل، وكل هذه التأثيرات تعني أكثر ما تعني المزيد من الصعوبات على صعيد التركيز والتفكير وكافة المهارات الإدراكية الأخرى.

11. التبغ يساعد على تخفيف التوتر النفسي

أظهرت الأبحاث أن التدخين يزيد من مستويات التوتر بشكل عام، ويرجع معظم التأثير المهدئ للسيجارة إلى تخفيف الأعراض، مثل الأرق والقلق والتهيج، الناتجة عن انسحاب النيكوتين. أيضًا، فإن بعض الاسترخاء الذي يشاهَد عند المدخن يَنتُج عن أخذ قسط من الراحة وبعض الأنفاس العميقة، وليس من السيجارة نفسها.

يزيد التدخين من التوتر النفسي عن طريق التسبب بفترات انسحاب متكررة تحصل خلال اليوم ما بين تدخين السيجارة والأخرى، ويَنتُج عن ذلك المزيد من التوتر عند الشعور بالذنب جراء التدخين والمخاوف المتعلقة بآثاره الصحية، وما أكثرها.

عدا هذا وذاك، فإن النيكوتين في السيجارة يُحرِّض على إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، التي تُسرِّع من ضربات القلب، وتَرفع ضغط الدم، وتجعل الأعصاب في حالة استنفار، وهذه كلها تدفع إلى إثارة التوتر والقلق.

12. يزيل فلتر السيجارة معظم الأشياء السيئة فيها

ابتُكِر الفلتر منذ أكثر من 50 سنة لكي يعمل على تصفية المواد السامة في السيجارة، ومن أجل إعطاء المستهلك المزيد من الأمان. لكنْ تبيَّن فيما بعد أنها بِدْعة العصر، إذ كشف الباحثون أنه -أي الفلتر- لا ينفع في تصفية المواد السامة، ولا يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

مَن منا لم ير تلك البقعة البُنّية في عقب السيجارة المستهلَكة؟ ما نراه هو غيض من فيض لا يزال يسرح ويمرح في دهاليز الرئتين. 

13. يمكن تقليل المخاطر الصحية للتدخين من خلال الإقلال منه

صحيح أنه إذا كنت تدخن 5 سجائر في اليوم بدلًا من 20 سيجارة، فإن خطر الموت المبكِّر على مدار حياتك سيكون أقل، إلا أن نتائج أربع دراسات كبرى، كشفت أن تقليل عدد السجائر لا يقلل تمامًا من المخاطر، إذا كنت تنوي -قولًا وفعلًا- في تقليل المخاطر، يجب عليك أن تُقلع عن التدخين كلّيًا.

من باب العلم، فإن التبغ يحتوي على آلاف المكونات الضارة، وأن خطر الوفاة بنوبة قلبية يزداد ثلاث مرات، وأن خطر الوفاة بسرطان الرئة يزداد من 3 إلى 5 أضعاف عند تدخين من 1 إلى 4 سيجارات في اليوم.

14. ضرر النرجيلة أقل

تدخين النرجيلة (الشيشة) ليس آمنًا، ولا أقل ضررًا على الجسم من تدخين السجائر العادية، فعندما تُدخّن نرجيلة واحدة فهذه تعادل تدخين علبتَين من السجائر، ما يعني أنك تمتص دخانًا أكثر، ومنتجات سامة أكثر بكثير من نظيرتها الموجودة في السيجارة، فكيف تكون النرجيلة أقل ضررًا؟ يعاني مدخنو النرجيلة من أعراض أسوأ، مثل الالتهابات التنفسية المتكررة، والسعال المستمر، ومعدل سريع في ضربات القلب، واضطرابات على صعيد النوم. إن الإقلاع عن التدخين يلزمه التخلي عن جميع أنواع التبغ لتفادي المشكلات الصحية.

تدخين النرجيلة لا يقل خطراً عن تدخين السجائر

15. لا يشكل التدخين خطرًا على الآخرين

باتت مخاطر التدخين السلبي على غير المدخنين حقيقية، وأكّدتها الدراسات والبحوث، فهو  يثير أمراضًا جديدة، ويساهم في تأزيم الأمراض الموجودة عند غير المدخين، وتزداد هذه المخاطر كلما زادت مدة التعرض، وكلما زادت شدة التدخين. إن التدخين يقتلك، ويؤذي عائلتك وأطفالك، وكل من يستنشق دخان سجائرك، فهل هذا ما تريده؟

 


16. السجائر الخفيفة أقل ضررًا

السجائر الخفيفة Light ضارة، ولا تُقلل من خطورة الإصابة بسرطان الرئة والجلطات القلبية والدماغية، مقارنة مع نظيرتها السجائر العادية، فالمستويات القليلة من النيكوتين والقطران تُجبِر المدخن إما على استنشاق الدخان بشكل أعمَق، أو على تدخين المزيد من السجائر يوميًا، من أجل تلبية الطلبات المُلحّة لمراكز الإدمان في الدماغ.

17. السيجار أقل خطرًا من السيجارة

لا يقل السيجار خطورة عن السيجارة، فهو يحتوي على نفس المركبات السامة والمسرطنة الموجودة في السيجارة، من هنا فإن السيجار ليس بديلا آمنًا للسيجارة العادية. علاوة على هذا، فإن مدخني السيجار هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطانات الفم والبلعوم والحنجرة.

السيجار ليس أقل ضرراً من السجائر العادية

18. لا تَظهَر أضرار التدخين على الصحة إلا بعد عقود من الزمن

تَظهر الأعراض الأولى لأضرار التبغ على المدخن بعد وقت قصير من بدء التدخين، وتشمل هذه الأعراض:

19. التدخين على تخوم النافذة يحمي من التدخين السلبي

يبقى دخان السجائر عالقًا في الهواء على مشارف النافذة لمدة طويلة، وهو غالبًا ما يَجِدُ طريقه إلى الداخل بفعل تأثير الرياح، مما يضر بكل مستنشق لذلك الدخان، وتبقى رائحته عالقة في المنزل لفترة من الزمن مسببة الأضرار لساكني المنزل، ومنها الأمراض التنفسية والحساسية والتهابات الجيوب الأنفية وغيرها.

20. العلاج بالتنويم المغناطيسي والوخز بالإبر من الطرق الفعَّالة للإقلاع عن التدخين

لا يوجد أي دليل علمي يُثْبت أن العلاج بالتنويم المغناطيسي والوخز بالإبر فعَّالين في تسهيل عملية الإقلاع عن التدخين، من هنا فإنه من المنطقي استخدام علاجات أخرى أثبتت نجاعتها، لأنه كلما تأخرت في الإقلاع الناجح عن التدخين باستعمال استراتيجيات غير مُثْبتة، سيزيد من الضرر الذي يَلحق بالجسم.

مسك الختام

نختتم مقالنا هذا بالخرافة رقم 21، ربما صادفت شخصًا مدخنًا تعرفه أو لا تعرفه، يَلُفّ سيجارته شاخصًا بنظره إليك وهو يقول: "السجائر المصنَّعة مليئة بالإضافات الكيميائية، في حين التبغ الذي في سيجارتي هذه هو طبيعي". ماذا نفهَم من هذا القول؟ ما نفهَمه هو أن المواد الكيميائية في السيجارة الصناعية هي أصل المشكلة، في حين أن التبغ الملفوف كونه طبيعيًا فلا بأس به. يا للهول! على أنصار السيجارة الملفوفة أن يعلَموا أنها تحتوي على كمية أكبر من القطران، وعلى كمية أكبر من أول أوكسيد الكربون، وعلى كمية أعلى من النيكوتين، وأنه غالبًا ما يتم تدخينها من دون ترشيح، أي من دون فلتر، وأن احتراقها أكثر صعوبة، لذلك نرى المدخن يولع سيجارته كثيرًا، ويضطر الى الاستنشاق بعمق أكبر مع كل سَحبة، فأين هو الطبيعي في هذه السيجارة؟ وكيف تكون أقل ضررًأ؟

 

المصدر:

Myths around stopping smoking

20 myths about smoking that will not die

10 common myths about smoking and quitting

Cigars

Smoking Cessation Therapies Do Not Raise Cardiovascular Risk

آخر تعديل بتاريخ
22 أغسطس 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.