ولدي يعاني الوسواس القهري ويرفض العلاج

أهلا وسهلا بك عزيزتي؛
الوسواس القهري لا علاقة له بالكذب، ولا علاقة له بعدم احترامكما. ولعل هاتين النقطتين هما ما يحتاجان للإصلاح في العلاقة بينكما كوالدين وابنكما يا صديقتي؛ فلماذا يكذب عليكما في شأن مستقبله؟ ولماذا لا يحترمكما كما تقولين؟ فلابد من الرد الصادق جدا على هذين السؤالين، ولا أخفيك سرا أن الوسواس القهري رغم أنه يحمل نسبة وراثية إلا أنه يظل يظهر عند الشخص حين يتعرض لضغوط نفسية شديدة الوطأة عليه "هو"، فلا يجوز المقارنة هنا بأحد أبدا، وربما يكون بسبب تكوينه الحساس القلق، فيتحول بمرور الضغط عليه إلى شخص يعاني من الوسواس القهري..


وإنني أطلب منك أن تأخذي مسافة كافية للوراء كامرأة، وليس كأمّ، وتشاهدي شريط حياة ابنك منذ صغره وفترة نموه كيف كانت حياته وكيف كانت علاقتكما به. وليس بالضرورة أن يكون الضغط النفسي بسبب الأسباب التي تسمعين عنها بالضرب أو الإهانة.. إلخ. ولكن الملاحقة المستمرة لتصرفات الطفل ضغط، إشعاره بالذنب والتقصير بشكل كبير ضغط، المحاسبة الدقيقة على النتائج الدراسية والتوقعات الكبيرة ضغط، المثالية الزائدة ضغط، التعامل مع أب / أم قلق ضغط، وتفاصيل كل ذلك بدرجاته المختلفة مع درجة حساسية الشخص والظروف الحياتية حوله؛ هي ما ينتج عنه في النهاية قدر هذا الاضطراب النفسي المعروف بالوسواس القهري.



الآن، أريدك أن تعودي أماً لهذا الابن الذي ضغط عليه المرض وأثر في نفسيته ويعيش معاناة ثقيلة الظل؛ لتبدئي في التعامل معه بتفهّم كبير لمعاناته وما قد يحمله من غضب تجاه ما قد عرفه عن حياته وهو أصغر من ذلك؛ قدّمي له الحرية وتوقفي عن التحقيقات والتأنيب أولا؛ لأنها بلا نتيجة كما تلاحظين، ثانيا قبولك له بصدق وليس تمثيلا، وحبك له أنت ووالده بدون شروط حقيقة، لا تمثيلا، هي بوابة رغبته للعلاج وعودته إلى أفضل مما هو عليه الآن، وأبشرك بأن علاج الوسواس القهري مع معالج يقدم علاجا متكاملا يشمل جلسات نفسية ومعرفية، بجانب الدواء، يحقق أكثر من 98% من الشفاء، حين يلتزم الشخص بخطط العلاج ومدتها وجرعتها.
والآن، ابدئي بالتحدث الأكبر الذي بين يديك لتصلي لتجدي المرض وهو الأصغر. وفقك الله ودمتم جميعا بخير.