15 مايو 2018

وسواس الموت اختفى وترك أعراضاً غريبة

كان عندي وسواس الموت، وتعافيت منه بفضل الله بنسبة كبيرة، ولكن في فترات تأتيني حالة من الهلع، وأحيانا أشعر بضعف القدرة أو الطاقة للقيام بأي عمل، وأحيانا أخرى أشعر بنشاط مباغت. أشعر بالخوف الشديد من هذا الشعور، وينتابني الخوف مره أخرى.. فما تفسير ذلك.. أرجو  الاهتمام.
عزيزتي منى/
يبدو من سؤالك أنك خضت رحلة طويلة مع المعاناة تعددت أشكالها، بداية من وسواس الموت.. إلى نوبات الهلع.. انتهاء بفقدان الطاقة والقدرة على العمل، بكل ما يحمله ذلك من تأثير على باقي جوانب حياتك الاجتماعية والوظيفية، وهذه المعاناة لا بد أن تقدر وتحترم، وفي محاولة مني لاستكشاف هذه الأعراض والعلاقة في ما بينها سأمر معك مرورا مفصلا على هذه الأعراض.



* أولا:
تحديد المصطلحات أمر في غاية الأهمية.. ما المقصود بوسواس الموت؟ هل تقصدين التفكير الدائم في الموت؟ هل تقصدين الخوف من الموت أم الرغبة في الموت؛ لأن البعض يستخدم الكلمة نفسها ويقصد بها المعنى الآخر؟


* ثانيا:
القلق والهلع عموما في أصلهما يكون الخوف جزء منهما، ومتى سيطر الخوف على الإنسان فإنه يفقد القدرة على التحرك، وعندما يقل الخوف يتحرك الإنسان بشكل أسرع وأخف، وهذا أحد التفسيرات.

ولكن لو شئنا الدقة فإن السؤال عن باقي الأعراض هو أمر في غاية الأهمية، وقد يغير التشخيص، فعلى سبيل المثال:
- إذا تصاحب فقدان الطاقة والقدرة على العمل مع باقي أعراض الاكتئاب، مثل المزاج المكتئب، وفقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة، واضطراب الشهية، والنوم زيادة ونقصانا؛ فقد تكون هذه نوبة اكتئابية.
- كذلك التفكير في نوبات النشاط المبالغ فيه يدفعنا للسؤال عن باقي أعراض الهوس، مثل ارتفاع المزاج، وقلة النوم، وزيادة الكلام، والرغبة الجنسية، وغيرها من أعراض نوبة الهوس، فهذا يغير التشخيص كلية وننتقل إلى الاضطراب الوجداني.



الأعراض التي ذكرتِها مشتركة بين أعراض القلق وأعراض الاكتئاب، وهنا تكون مراجعة الطبيب المختص ذات فائدة كبيرة.. ليساعد على تحديد المشكلة.. ووضع الخطة العلاجية المناسبة.
آخر تعديل بتاريخ
15 مايو 2018