23 مايو 2020

نوبات هلع ومعاناة بعد وفاة مفاجئة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، منذ ثلاثة أشهر توفيت زوجة أخي فجأة من دون مقدمات، تلقيت الخبر في ذهول، ولكن بعدها ذهبت للعمل وبدأت الأمور تسير كالسابق، وفي مرة وأنا في عودتي من العمل شعرت بتسارع شديد في ضربات قلبي، وشعرت بأني سوف أموت وخفت كثيراً، ذهبت إلى طبيب قلب وأخبرني بأني في حالة جيدة، وكذلك طبيب الباطنة. خلال هذه الفترة كنت أفكر كثيراً في الموت، وبدأت أخاف من كل شيء، بعدها بدأت الوساوس تطاردني، وبدأت أشك في إيماني. استعذت بالله وبدأت الوساوس تطاردني من جانب آخر بأن هذه الدنيا سراب، ولا يوجد شيء حقيقي، وأشعر الآن بأني منفصلة عن العالم، كأني في حالة بين الموت والحياة، ذهبت اليوم للمقابر، وهناك تسارعت ضربات قلبي، وخفت كثيراً، وصف لي طبيب القلب عند ذهابي إليه دواء مودابكس، لكني لم اتناول منه حتى الآن.

أهلا شيماء؛
ما وصفته من شعور مبالغ من الخوف والرهبة هو ما نسميه نوبة الهلع، وهذه النوبة تأتي فجأة بشعور شديد من الخوف والتوتر، وتستمر عادة لمدة ثلث ساعة ثم تتوقف من دون أي تدخّل.

هذه النوبات تدل على أن هناك قلقا داخليا مستمرا لديك من قبل ذلك، ومعنى ذلك أن هناك قلقا داخليا مستمرا ولو بدرجة بسيطة لكنه يزيد في بعض المرات ليصل إلى درجة الانفجار التي تحدث نوبات الهلع، وكذلك فإن ارتباط المشكلة لديك بحادثة الوفاة وتفاعلك معها بالطريقة التي ذكرتها وذهابك للمقابر يدل على أنك ما زلت غير مستوعبة للصدمة التي حدثت، مما يصل إلى درجة كرب ما بعد الصدمة. وهذا الكرب مع الهلع والقلق الذي ذكرته كل هذا يدخل في مجموعة اضطرابات القلق، والتي تستلزم مساعدة طبية متخصصة، لا سيما وأن طبيب القلب الباطني لاحظ البعد النفسي للمشكلة التي لديك.

لذلك، فعليك أن تزوري طبيبا نفسيا لبدء العلاج النفسي، والذي سيشمل الأدوية وجلسات علاجية، ومن الأمور المهمة لك هو مساعدة نفسك في تقبل صدمة الوفاة بأنك تتعاملين مع الحادث بأنه أمر طبيعي يحدث كثيراً بدون سابق إنذار، وما هو مكتوب للشخص سيراه، وعلينا التعامل مع الحياة بحلوها ومرها، وأن تسير للأمام دائماً.

اقرئي أيضاً:
أعراض ما بعد صدمة الفقد
مات زميلي وأخشى الموت
20 خطوة لإنهاء نوبات الهلع
نوبات الهلع.. إنذار الخطر مستمر
9 خطوات للتعامل مع نوبات الهلع


آخر تعديل بتاريخ
23 مايو 2020