05 نوفمبر 2018

نوبات الهلع ما زالت مستمرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إسمي مريم.. عمري 14 عشر سنة.. حالتي عندما أكون في البيت وحدي أو منعزلة أشعر بالخوف الشديد، وألم في صدري، و تزداد دقات قلبي، و جسمي يرجف، وتتساقط دموعي، وتراودني أفكار ووساويس بأنني سوف أموت أو بأنني مريضة بمرض القلب.. لكن عندما دهبت إلى الطبيب لم يجد عندي شيئ، لكن في هذه الأيام لم أعد أخرج من البيت لمدة شهر.. أصبحت أخاف من الناس.. كانت عندي نفس الحالة عندما كنت في العاشرة والحادية عشرة
عزيزتي مريم/
وصلتني استشارتك في صحتك، ونشكرك على ثقتك بنا، راجين أن نكون عند حسن ظنك.
ما تصفينه يتشابه جدًا وأعراض نوبات الهلع، ويمكنني فهم ما يسببه لك من الضيق والألم.

نوبات الهلع هي حالة نفسية مؤقتة تتشابه مع نوبات الأزمات القلبية، ولكن بدون مسبب عضوي، وتنتج عن استثارة الجهاز العصبي بشكل زائد.


تحدث نوبات الهلع بشكل زائد لدى الأفراد الذين لا يحسنون التعبير عن مشاعرهم، فالنوبة الأولى قد تكون عرضًا نفس - جسمانيًّا، ثم يحدث ارتباط شرطي ما بين بعض الأوقات أو المواقف والأحداث وبين حدوث ذات النوبة، فنبدأ بالترقّب.

يعمل الترقّب بذاته، على تحفيز واستثارة الجهاز العصبي، فنبدأ بالشعور بازدياد النبض وسرعة التنفس والعرق، وهي أعراض الاستثارة العصبية، التي يفسّرها مريض الهلع على أنه اقتراب الأجل ودنوّ الموت.



هذه الحالة تستجيب بشكل طيب للعلاج النفسي والتدخل الدوائي، وخاصة عقار الباروكستين، وهو عقار لا يتم تناوله إلا بالوصف الدقيق للطبيب النفسي.

ويمكننا هنا الاستعانة بمهارة جدلية هي فحص الحقائق، وتهتم هذه المهارة بمساعدتنا على تلمس الحكمة في المواقف الصعبة، فالمواقف الصعبة تتكون من حقائق [يتفق كل حضور الموقف على وصفها]، وافتراضات وتفسيرات شخصية.

تطبيق المهارة هنا بأن نفحص الحقائق عند بدء شعورنا بالترقب، والحقائق ستكون ارتفاع النبض وسرعة التنفس، وهي حقائق لا ترتبط بالضرورة بنوبات الهلع فضلًا عن الموت.



ثم نبدأ بممارسة تمارين التنفس المنظّم [خمسة عدات للشهيق وثمانية عدات للزفير] أو الاسترخاء المتدرّج [بشدّ كل مجموعة عضلية لثلاث ثوان ثم بسطها لثلاث أخرى]، أو غيرها من تمارين التأمل والاسترخاء.

ولا تترددي بطلب المساعدة المتخصصة، وتمنياتي لك بالسكينة والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
05 نوفمبر 2018