28 يونيو 2018

معاناة مع وسواس الموت

بقالى شهرين او ثلاثه يعاني من وسواس الموت، وخايفه جدا من الموت وعذاب القبر، وكانت بتجيلي نوبات هلع وخوف شديد رحت لطبيب نفسي، واتحسنت شويه ونوبات الهلع راحت، لكن التفكير موجود، بقيت أخاف أعمل أي حاجه لأن بحسها لآخر مرة، لو ضحكت أقول في حاجه هتحصل، وأحلام كتير كلها فيها موت،أنا تعبانه قوي لدرجه بقيت مش مركزة فى كلام الناس حواليا من كتر التفكير، وعماله أفتكر الناس اللي ماتوا، نفسي اطمن وبقيت الحمد لله بصلي وبقرا قران واذكار، ولسه الخوف جوايا، ارجو حد يساعدني ويطمني
عزيزتي رحاب/
معاناتك مقدرة ومفهومة؛ فالتخلص من أحد المخاوف الفطرية الصحية التي تجاوزت الحدود الطبيعية ليس سهلا، فالخوف من الموت يعتبر أحد المخاوف الفطرية الطبيعية التي تساعد الإنسان علي البقاء على قيد الحياة، وبالتالي لا يمكن أن يختفي تماما، وهو في هذه الحالة "خوف صحي"؛ فلو كنت على حافة إحدى العمارات، وبدأ هذا الخوف يتسرب إلي قلبك ليحذرك من أن حياتك في خطر فهو في هذه الحالة خوف صحي.


ولكن يصبح هذا الخوف مشكلة حينما يسيطر على حياتك، ويتحكم بها تماما فيحدد مثلا متى تخرجين من المنزل، ومن تقابلين وأي نشاط تمارسين، وهكذا تكون كل حياتك نابعة من الخوف.

* من المهم جدا هنا تحديد هل هذا الخوف من الموت عرض أم سبب
1. فقد يكون الخوف من الموت أحد الأعراض لمرض آخر
- فنوبات الهلع على سبيل المثال يصاحبها هذا الخوف من الموت.
- أنواع القلق الآخرى كذلك قد تكون مصحوبة بالخوف من الموت مثل اضطراب القلق العام، أو اضطراب كرب ما بعد الصدمة الذي ينتج نتيجة تعرض الإنسان لخبرة مهددة لحياته أو لحياة شخص آخر، وكان هو شاهدا عليها.
- وكذلك قد يكون هذا الخوف عرضا لمرض الوسواس القهري، وتكون الفكرة الوسواسية الملحة عبارة عن فكرة الموت.

إذن هناك مجموعة من الأمراض أو الاضطرابات يمثل الخوف من الموت عرضا لها، وهنا يكون العلاج موجها في البداية لعلاج المرض نفسه كالقلق العام أو نوبات الهلع أو الوسواس أو اضطراب كرب ما بعد الصدمة.



2. وقد يكون الخوف من الموت سببا في حد ذاته
وذلك حين لا يكون مرتبطا بأي مرض عضوي أو نفسي آخر، ويتحول من الخوف الصحي الطبيعي إلي الخوف المرضي الذي يسيطر على حياة الشخص ويوجهها.

في هذه الحالة يكون التعامل العلاجي معه على أنه خوف "فوبيا"، ويتبع فيها الطرق التقليدية لعلاج الفوبيا، مثل التعرض التدريجي للموضوع المثير للقلق، مع ممارسة وتعلم بعض مهارات التنفس والاسترخاء حتى يزول الخوف أو على الأقل لا يعود مسيطرا على حياتك.



أخيرا متابعتك للطبيب النفسي مهمة، وطالما قد حدث تحسن ملحوظ، وبقيت بعض الأعراض فربما يحتاج الأمر إلي بعض الوقت، واستكمال الخطة العلاجية مع طبيبك النفسي فقد ذكرت أن الأعراض قد بدأت منذ شهرين فقط، وهذه ليست بالمدة التي يتوقع اختفاء الاعراض فيها تماما فالوقت جزء من العلاج.
آخر تعديل بتاريخ
28 يونيو 2018