متزوجة حديثاً وحياتي صعبة بسبب البرود الجنسي
متزوجة منذ سنة وعلاقتي الزوجية صعبة ومؤلمة. علماً أن النزيف لم يحصل بعد أول جماع، حصل بعد شهر. زوجي يحاول الإيلاج لكنه لا يستطيع الإدخال بسهولة رغم الانتصاب، يشعر وكأن المهبل مغلق بغشاء. خضعت للفحص النسائي لكنه كان مؤلما جدا وبعد عدة محاولات اضطرت الطبيبة للفحص بفاحص الأطفال. للعلم أنا لدي رغبة جنسية باردة نوعا ما وزوجي يتضايق من هذا الشيء. ما حل صعوبة الإيلاج؟ وهل الرغبة الباردة شيء طبيعي؟ عمري ٣١ سنة
عزيزتي؛
شكرا لسؤالك، بالتأكيد مثل هكذا مواضيع تكون من الأمور الصعبة في التعامل معها، وبالمعتاد المشاكل الجنسية يتم التكتم عليها في البيوت الشرقية وقد يتم التطرق لها متأخرا وقد لا يتم التطرق لها أبدا، لكون مثل هذه المواضيع ليست ضمن السياق المتوقع لثقافتنا، بل نشعر معها بمشاعر سلبية مثل الخجل والإحراج وقد يصل الأمر للإحساس بالعار والذنب.
وهذا بالضبط ما يحصل في كواليس العقل اللاواعي لإناث كثيرات في المجتمعات الشرقية، كثرة العيب والخطأ والعبارات المشابهة من الأسرة وبالذات إناث الأسرة تجعل الأمر مكبوتاً والرغبة الجنسية والتعبير الجنسي والممارسات الجنسية أمراً خاطئاً يجب الابتعاد عنه. وبالطبع الممارسات غير السوية وخارج نطاق الزواج هي مرفوضة، لكن العقل يكون مشبعاً بالتخويف والترهيب لذلك لا يميز بين الحلال والحرام، فيرفض الأمر جملة وتفصيلاً.
دعيني أخبرك:
- أن مثل هذه الأفكار لا تختص بها فئة معينة من المجتمع دون غيرها، ولا مستوى معين ايضا، بل هي ثقافة مجتمع وأُسر تحاول حماية بناتها، لكن الطريقة خاطئة. ما نحاول أن نغيره من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي لمثل حالتك عزيزتي (و هي ليست شيئا نادرا أبدا، بل شائعة وقد لا تتخيلين مدى شيوعها)، نحاول أن نغير المفهوم الأساسي في الصح و الخطأ.
- نحاول أن ندخل الزوجة في الجو، بدلا من إحساسها المستمر بأن الأمر واجب وفرض ويجب أن تحققه لزوجها.
- نكسر المخاوف والتابوهات الموضوعة من قبل النساء عن العلاقة الجنسية وتصحيح هذه الأفكار.
هذا الأمر يتم بالتدريج بطريقة نفسية تسمى إزالة التحسس الممنهج ( systemic desensetization). لذلك أنا أتمنى أن تتجهي لمعالجة الأمر بصورة سليمة وأن تأخذي بالأسباب، فوضعكما العاطفي والجنسي جدا قابل للتحسن والتطور فهو بالتأكيد ليس مرضا مزمنا وإنما حالة نفسية يتم التعامل معها في كثير من الحالات. اطلبي المساعدة وتابعي مع معالج نفسي أو مع طبيب نفسي يقدم جلسات العلاج المعرفي السلوكي، ولا تبخلي على نفسك بحياة غنية من كل الجوانب النفسية والعاطفية والجنسية.
