26 أكتوبر 2022

مازلت اتجرع آلام الفقد بسبب وفاة والدي

توفي أبي منذ ستة أشهر ولازأل أتجرع آلام الفقد حتى هذه اللحظة .. بإمكاني التأقلم مع زملائي في العمل ولكن أغلب تفكيري يتعلق بأبي على الرغم من التفكير في مستقبلي وماهو آت .. كان أبي يحبني أكثر من إخوتي الكبار لأنني أصغرهم وقريب منه معظم الوقت وكان كل من يعرفه يحبه لأخلاقه ومبادئه .. ولكن شعور اليتم صعب على رغم أنني الآن سند لأمي في كل شئ. أريد أن أتخطى شعوري بالحزن والفقد فقد أرهقني كثيراً ولكنني لا أريد أن أنسى أبي بالطبع.

عزيزي؛

أسأل الله العظيم أن يتقبل والدك ويرحمه ويرزقه الجنة ويلحقنا به على الإيمان، نعم يا صديقي مشاعر الفقد مشاعر ليست هينة خاصة حين تكون في مثل علاقتك المميزة مع والدك، أقول لك إن الفقد تخفّ وطأته حين تقرر أنت من داخلك أمرين معاً في غاية الأهمية وتفكك الرابط بينهما؛ لأنه رابط غير صحيح، وهما:

  • لا تنسه..
  • واستمتع بالحياة..

 فوالدك الذي أحبك وأعطاك الونس والحب والرعاية لايزال يملأ قلبك وروحك ولن يختفي أو يخرج من كيانك فكيف هذا؟ فغيابه بجسده لا يرتبط بقيمه التي تركها لك تحيا بها في حياتك، ونصائحه لن تختفي حتى في المواقف التي تجدها جديدة، فأنت تعلم كيف ستكون وجهة نظره فيها، وابتسامته حين تفعل شيئاً طيباً ستشعرها بوضوح، وهذا الحديث ليس حديثاً مرسلاً، فأنا أحدثك عما تعلمناه علمياً؛ فنحن لدينا ما يعرف بالعقل الباطن، أو اللاشعور، أو دعم من المسميات، فهناك نفس عميقة بداخلنا سواء أدركناها بشكل واع تماماً أو جزئياً تحتفظ بكل ما مر الشخص به خصوصاً العلاقات العميقة التي أثرت فينا والتي بلا أدنى شك ترتبط بالأب والأم، وأتصور أنك سمعت الكثير فيما يخص التربية أو المشكلات النفسية في غالبها تعود لأثر التربية وعلاقة الشخص بأمه أو أبيه منذ صغره حتى لو بلغ الستين من عمره!، فوالدك بداخلك يدفئك ويؤنسك ولكن دون مرارة تعيق حياتك أنت، أو حزن أكبر من حقيقة فقده بكيانه الجسماني معكم، فهو بلاشك يتمنى لك الحياه والفرح والتقدم دون نسيانه، فالحياة ليست عكس الموت، فالموت جزء أصيل من الحياة، وقبول الموت حياة، فائتنس برضا وحب وامتنان لما تركه بداخلك تعش حياة طيبة وسيرة عطرة مثله بإذن الله، دمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
26 أكتوبر 2022