من حوالي ٤ أو ٥ شهور بقيت أخاف من الموت بدون سبب، وأول ما أسمع حد صغير مات بيزداد خوفي، حاولت أتحكم فيه أو أتجاهله بس من وقتها ومش عارفه، وكان سبب مكنتش بعرف أذاكر قوي غير للضروره، وأصبح عندي وسواس كل ما أحس بوجع مثلا، وأخاف أعمل أي نشاط ليكون الأخير، ببعد التفكير عني بكل الطرق بس بيزيد وقت النوم، بقى نومي ملخبط، وبحس ضربات قلبي بتزيد، ودوخه وصداع وخنقة كأن مش عارفه اتنفس كويس، والموضوع تاعبني جدا
عزيزتي ياسمين؛
أشكرك على سؤالك وعلى ثقتك..
الخوف من الموت شعور طبيعي جداً، وأعتقد أنه هام جداً أيضاً.. فهو أحد الدوافع التي تحفزنا للإصلاح من أنفسنا، ومراجعتها أولاً بأول قبل فوات الأوان.. لكنه - مثله مثل أي خوف - لو زاد عن حده، انقلب الأمر إلى ضده.
هناك عرض نفسي شهير اسمه قلق الموت Death Anxiety، تسيطر فيه مجموعة من المخاوف والأفكار والصور والهواجس الخاصة بالموت على الإنسان للدرجة التي تحرمه من الاستمتاع بحياته وبوقته وبعمله وبعلاقاته.. وبدلاً من أن يكون الخوف من الموت دافعاً لحياة أفضل، يتحول إلى عائق للحياة الطبيعية. ويصير الشغل الشاغل لصاحبه، بشكل يمنعه من التركيز ومن العمل، وأحياناً من الأكل والشرب والنوم، بجانب بعض الأعراض الأخرى التي وصفتها مثل الآلام الجسمانية والشعور بالاختناق وضيق التنفس وغيرها.
ويمكن بالطبع أن يكون هذا العرض جزءا من مرض نفسي أكبر كالقلق العام أو الهلع أو الاكتئاب أو بدايات الفصام أو حتى اضطراب الشخصية.
تحتاجين لعمل فحص نفسي جيد يا ياسمين، يستطيع الوصول إلى ماوراء هذا العرض، والوقوف على تشخيصه السليم، وتحديد طريقة العلاج المثلى له.. والتي ستكون غالباً مزيجا من العلاج الدوائي والعلاج النفسي.. حتى يمكنك التغلب على مخاوفك، وقبول حقيقة الموت بشكل صحي ونفسي سليم وغير معوق، يساعدك على الحياة بشكل طبيعي.
هوني على نفسك يا ياسمين.. وابدئي علاجك الآن.. ودعواتي معك.