صحــــتك
06 يناير 2019

علاج الوسواس القهري بالدواء والجلسات

أعاني من وسواس قهري. أشك في كل شيء. وأصوات دعاء على نفسي تتردد في رأسي.. أشعر بالذنب الشديد والحزن وتأنيب الضمير. أصبحت أكره نفسي. أشعر بأني بظلم أحد أو أخرب حياه أحد وحياتي.. عندي شك لازم أغسل إيدي أربع مرات.. إذا سويت الاكل أحس أني سوف أعاقب.. أفكار في رأسي لا تذهب.. كأني فعلت ذنب أهلكني.. هذا الوسواس حتى عند النوم لا يذهب من رأسي.. أتمنى الموت.


علاج الوسواس القهري بالدواء والجلسات
أهلا وسهلا بك يا ريناد،
أشعر بمدى معاناتك الشديدة يا ابنتي، وكم هي مرهقة، ومجهدة ومستنفدة لطاقتك النفسية، وبالتالي البدنية، والحقيقة أنك تعانين من مرض نفسي شهير جدا وهو الوسواس القهري، والذي يتدرج فيه صاحبه من مجرد وساوس، ثم تصرفات مبنية على تلك الوساوس، ثم الوصول فعلا للتعطل القائم على الأفعال القهرية المبنية على تلك الوساوس.



وهناك مدرستان أساسيتان في علاج تلك الوساوس:

- الأولى.. هي مدرسة الدواء
والدواء حتى يؤتي ثماره يحتاج من الشخص إلى أن يثابر على تناول الجرعة بالوقت الذي سيحدده الطبيب النفسي حتى لو شعر الشخص بتحسن ملحوظ بعد فترة أسبوعين مثلا؛ فلا يجوز التوقف عن الدواء من دون الرجوع للطبيب؛ لأن وقف الدواء يرتبط بعوامل كثيرة يحددها الطبيب، أولها شدة الوساوس، وقابليتها للعودة بطريقة قد تكون أشرس، وهنا يحتاج الشخص إلى التواصل الإيجابي مع طبيبه؛ فيلتزم بموعد الطبيب، ومناقشته في أي أمور تخص الدواء، وجرعته؛ ليقوم الطبيب بالتعديلات - الجرعة/ نوع الدواء/ مدة تناوله - اللازمة لراحة الشخص قدر الإمكان، وهنا يسقط أشخاص كثيرون في رحلة العلاج فقط بسبب التحسن الأولي، أو الضيق من مدة العلاج، أو عدم مناقشة الطبيب في تغيير أي شيء في العلاج ليحقق راحة أكثر.



- المدرسة الثانية هي مدرسة "العلاج النفسي"
وهو يتطلب بطبيعة الحال وقتاً وجهداً ومثابرة وتحملاً أكبر من مدرسة الدواء.

وهناك من يجمع بين المدرستين في العلاج لفترة، ثم المواظبة على العلاج الذاتي حتى تمام الشفاء، وهذه أول حقيقة، وهي أن الشفاء يصل إلى نسبة 100 % إن التزم الشخص، والعلاج النفسي سيتطلب متخصصاً ولكن بلا دواء، وهناك من تمكن من العلاج بدون دواء تماما ولكنهم قليلون، وهذا النوع يتمحور حول علاج الأفكار نفسها، أو جعلها في حجمها الطبيعي، أو الانتهاء من وجود بعضها، وهناك خطط سلوكية يومية يتم ممارستها.

وسأترك لك هنا بعض النقاط لحين التواصل مع متخصص، أو الوصول لكتب علمية متخصصة في العلاج المعرفي السلوكي للوسواس القهري:
- جددي رؤيتك للأفكار، وتخيلي أنك ترينها على مسافة؛ وراجعي كم هي تحتل مكانة ضخمة من تفكيرك، وكم هناك من مغالاة في تصور إمكانية حدوثها في الواقع من خلال الواقع نفسه، ومدى تحميلك لنفسك مسؤوليات ليست من مسؤولياتك كأمور ترتبط بالشارع/ المرض/ الموت/ إلخ، وتُحملي نفسك ثقل حدوث أي مكروه لأي آخر.

- راجعي البراهين التي تتماشى مع أفكارك، والتي تدل على عكسها تماما من خلال الواقع، وانظري لنسبة حدوثها فعلا.


- ما هي المنفعة الحقيقية التي حصلت عليها من تلك الأفكار - فكرة تلو الفكرة - وهل هناك طريقة أخرى لرؤية تلك الفكرة غير أنها حتما، ربما تحدث؟.

- ما هو أفضل أمر يتعلق بتحقق تلك الوساوس، وما هي أسوأها، وحاولي أن تردي على سؤال مهم في كل مرة وهو.. ثم ماذا؟ حتى تصلي لحقيقة مخاوفك لتدركيها، وتركني على حلها؛ فقد تجدينها في النهاية الخوف من الفقد، أو الوحدة، أو الخطأ.

- اختبري المواجهة، والبقاء في القلق لفترات تتزايد كل ثلاثة أيام مثلا؛ فالمكوث مع القلق وتحمله يضعف قوته؛ فقد تقلقين من استخدام أدوات تشكين في نظافتها، فتحملي قلقك هذا قبل غسلها لمده 3 دقائق لمدة ثلاثة أيام، ثم زيديها دقيقة لمدة ثلاثة أيام اخرى، ثم اجعليها 5 دقائق لثلاثة أيام إضافية، وهكذا حتى تصلي إلى 20 دقيقة، وهنا ستجدين فرقا كبيرا.

وأخيرا.. أنا اقترحت عليك بعض النقاط القليلة كتوضيح لطبيعة العلاج، ولكن أنصحك بالتواصل مع معالج متخصص ليدعمك خلال فترة العلاج.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
06 يناير 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.