23 أبريل 2021

خفقان ونوبات هلع مع وساوس موت

أعاني من سرعة بضربات القلب تم التشخيص أنها نفسية نتيجة لتوتر أو زعل من 10 سنين، تطورت لنوبات من الذعر تأتي وقت الزعل أو الغضب، والآن أعاني أيضا من القولون العصبي وزادت نوبات الذعر مع وساوس بأفكار عن الموت أو المرض تأتي يوميا ليلا، وذلك بعد إصابتي بنزلة معوية شديدة سببتلي جفاف، من بعدها أعاني من النوبات وأحلام كتيرة أثناء النوم، آخذ كالمسيف ومنظم لضربات القلب وقت النوبة لكنها مزعجة وتسبب خنقة وضيق نفس لساعات حتى آخذ المهدئ. أرجو المساعدة.

شكراً لاستشارتك لنا عزيزتي؛
استشارتك لنا هي بداية الحل فقط، وأريدك أن تكملي المشوار، وتستشيري طبيباً نفسياً من أجل الوقوف بالضبط على حالتك النفسية، ومناقشة حيثياتها والمواضيع التي تحتاج لمعالجة ومساعدتك في بدء وتطبيق الخطة العلاجية، حيث إن الخطة العلاجية في مثل هذه الحالة قد تتضمن جلسات علاج معرفي سلوكي أو( compined therapy)، أي جلسات نفسية مع علاج دوائي.


لكن أحب قبل هذا أن أساعدك على فهم ما تمرين به، وهو من الأمور شائعة الحدوث، حيث إن الكثيرين يعانون من أعراض مشابهة، وقد لا يصلون إلى استشارة طبيب نفسي من الأساس.... عزيزتي، عند تعرضنا لضغط، أو صدمة أو حدث نفسي، قد تكون شدة تأثيره علينا قوية (حتى لو كان الحدث نفسه غير شديد)، شدة التأثير هذه قد يلجأ العقل إلى تحويلها من شكلها النفسي الأساسي البحت إلى شكل عضوي جسدي أساسي.. لماذا؟!

لأنه من الأسهل والأفضل للعقل أن يتعامل مع عرض جسدي بالمقارنة مع الأعراض النفسية أو مشاعر الحدث الأساسية، فهي تسبب ضررا واضطرابا شديدا، لذلك يتم تحويلها لأعراض جسدية. وهو ما يسمى بالأعراض النفسوجسمانية (psychsomatic symptoms) حيث تكون هذه الأعراض اضطرابا بحد ذاتها أو ممكن أن تكون جزءا من اضطرابات أخرى كالاكتئاب أو القلق أو نوبات الهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة وغيرها.

ومن خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي، سيتم تسليط الضوء على الحدث الأساسي ومن ثم التعاطي مع مشاعره والأزمة بصورة واضحة وداخل بيئة نفسية سليمة، وأيضا تعلم طرق التأقلم الصحيحة وطريقة التفكير السليمة وطريقة التعاطي مع الأعراض الجسدية وأيضا نوبات الهلع.


إلى أن يكون الأمر واضحا وجاهزا لكِ عزيزتي من أجل استشارة طبيب نفسي، أرجو منك القيام بالخطوات التالية:
أولا: لنبدأ بعدم التركيز على الأعراض الجسدية رجاء، دعينا لا نحاول إيجاد تفسير لها، نحن نعرف التفسير أصلا، إنها ذات منشأ نفسي، لذلك لا جدوى من إضاعة الوقت والجهد بملاحقة تشخيص غير الموجود أصلا.

ثانيا: عند مرورك بنوبة ذعر أو نوبة هلع، فكري مع نفسك "أنا أعرفها، ليست بجديدة عليّ، صحيح هي مزعجة ولكنها غير مؤذية، في كل مرة كنت أخرج منها كما دخلت، إنها غير مؤذية"... هذه هي النقطة الأهم، نوبات الذعر تتغذى على الخوف منها، وكلما قاومت أثارت رعبك، ستستمر، لكن لنقف ثانية في كل مرة أنت تجاوزتِها، المخاوف استمرت كونها مخاوف فقط، إذن لنبدأ بالتفكير بالعكس... اتفقنا؟.

ثالثا: دعينا نوقف أي محاولات للبحث عن التفسير العضوي، سواء على الإنترنت أو من خلال متابعة التحاليل.

رابعا: ابدأي ومن الآن بوضع خطة لاستشارة طبيب نفسي يقدم جلسات علاج معرفي سلوكي، وأدعوك بشدة للالتزام بها لأن الموضوع جدا قابل للحل وهذا أكيد ما تستحقين عزيزتي..
دمتِ بكل الود والصحة النفسية والعافية..

آخر تعديل بتاريخ
23 أبريل 2021