برغم أن الشكوى متعددة الأعراض إلا إنها مهمة ومهم أخذ تفاصيلها محمل الجد، وسيكون صعباً أن أشرح مسببات كل عرض على حدة، لأن هذا سيأخذ وقتاً وقد يصيبكم بالملل أو الحيرة، لذا سأحاول التركيز على النقاط المهمة:
- أولاً:
الكالسيوم والماغنيسيوم هي أملاح بالجسم مهمة جداً، فكلا هذين النوعين من الأملاح يتدخل في عمل العضلات بالجسم وخاصة القلب، وملح الكالسيوم بالذات لا يدخل فقط في عملية انقباض وانبساط عضلة القلب، ولكنه له دور أساسي في كهرباء القلب (جهد العمل الكهربي).

​

ولأن كهرباء القلب ذاتية أي أنها غير معتمدة على كهرباء المخ، فتصبح زيادة أو نقصان أملاح مثل الكالسيوم والماغنيسيوم مؤثراً على كهرباء وانقباض وانبساط القلب، ويؤدي أما الى تسارع أو تباطؤ أو اضطراب في تناسق ضربات القلب، وقد يؤدي لتوقف القلب المفاجئ.

ولهذا فالأمر يحتاج الى الوقوف على أسباب نقصان الكالسيوم والماغنيسيوم لديكم، وخاصة أنهما مرتبطان ببعضهما وتغير أحدهما يؤدي إلى تغير في الآخر. فنحتاج الى عمل فحص لوظائف الغدة الجاردرقية ووظائف الكلى ونسبة الكالسيوم المصحح ونسبة الماغنيسيوم والفوسفور.

بالإضافة إلى بقية الأملاح كالبوتاسيوم والصوديوم والكلورايد بالدم ونسبة فيتامين د وتحاليل أخرى، ومن ثم البحث في أسباب انخفاض الكالسيوم والماغنيسيوم من حيث الأمراض والمتلازمات المعروفة والأسباب المكتسبة أو الموروثة والبحث في التاريخ العائلي.

​

وهذه التحاليل تحتاج لعرضها على استشاري الباطنية أو الغدد الصماء لمراجعتها، وبالمناسبة حدوث تشنجات في اليدين أو عند العين أو بالشفاه هي غالباً نتيجة نقص الكالسيوم والتي تحتاج لأدوية الكالسيوم الوريدي، مع مراقبة رسم القلب عن طريق جهاز رصد ضربات القلب وأعطائه ببطء مع متابعة عن كثب لمستوى النبضات.

- ثانياً:
نحتاج إلى عمل رسم قلب عادي وموجات صوتية (ايكو) على القلب وتركيب جهاز هولتر لمدة ٢٤- ٧٢ ساعة، لمعرفة شكل ضربات القلب أثناء اليوم وعرض هذه النتائج على استشاريي القلب.

ومن الممكن أن يحولوكم لاستشاريي الدراسات الكهربية بالقلب للإطلاع عليها وعمل اللازم من فحوصات أخرى أو البدء في العلاج، وقد يكون سبب انخفاض الضغط هو ما ذكرنا من أسباب تخص الكالسيوم والماغنيسيوم عن طريق اضطراب ضربات القلب وأيضاً قد يحدث هذا حالة ضيق النفس التي تشتكون منها.

​

- ثالثاً:
صعوبة المشي قد يكون سببها وهن العضلات نتيجة نقص الماغنيسيوم والكالسيوم وقد يكون بسبب ضعف في عضلة القلب لأي سبب، وهو ما يظهر في صورة عدم قدرة على المشي وضيق النفس وقد يحدث ألم أسفل الصدر وأعلى البطن وهي منطقة مهم البحث في أسبابها.

فمن أسباب الألم في هذه المنطقة (فم المعدة) أن يكون هناك قصور في أحد شرايين التاجية للقلب وأيضاً يمر من هناك الشريان الأورطي، ومهم أن يتم عمل سونار على هذة المنطقة أو أشعة مقطعية لمعرفة إن كان هناك أي مشكلة مثل التمدد الشرياني.

وطبعاً هناك أسباب أخرى للألم في هذه المنطقة، مثل أسباب تخص الجهاز الهضمي، وطبعاً هذه الشكوك نحن نطرحها لأننا لسنا أطباء معالجين والموضوع واسع جداً فنحن نعدد أسباباً، ولكن مؤكد ان أطباء القلب أثناء الفحص الاكلينيكي والتحدث معكم سيستثنون أسباباً كثيرة، فلا تقلق مما سردناه.

​

- رابعاً:
الأفضل هو زيارة الأطباء قبل عمل الفحوص لعمل الفحص الأكلينيكي ومعرفة التاريخ المرضي والعائلي، ولإعلامكم بما يريدونه من فحوصات معملية وأشعات ويكون الأمر تحت إشرافهم حتى لا يتم عمل فحوصات غير ضرورية أو فحوصات ناقصة، ولذا ننصحكم بزيارة طبيب الغدد الصماء وطبيب القلب ويفضل أن يكونا استشاريين.
في النهاية تحياتنا لكم وتمنياتنا الخالصة لكم بالشفاء ودوام الصحة والعافية ودمتم بخير.