صحــــتك
25 أغسطس 2017

خطة تفصيلية للتعايش مع الوالد المريض نفسياً

كيف أتعامل مع أهلي وأحمي نفسي من المرض النفسي، والدي عنده ‏Bipolar، وعدواني ويكرهنا ويريد أن نقعد كلنا في البيت، ويعاملنا معاملة سيئة. أصابنا بالاكتئاب، وأعصابنا تلفانة وحشة، والبيت كله خناقات وشتائم، وبسبب والدي ومرضه أصبحنا منبوذين وابيعد عنا القريب والبعيد، حتي أنا وأختي لا عرسان يتقدمون لخطبتنا، ودايما حابسنا في البيت حتي الولاد لو بيخرجو بيتخانق معاهم صعب قوووووي، دائما يعاتب أمي المتوفاة لماذا تزوجته.

تعبت من والدي المضطرب نفسيا والمهووس، مش عارفه أعيش حياتي لا أنا ولا إخواتي حياتنا واقفة وبايظة، ومش معترف بمرضه ولا بعلاجه أعمل إييييه؟ وبيفرّج علينا الناس وإخواتي بسببه أصبح عندهم مشاكل نفسية، وهو أنانيلا يحب غير نفسه ولا يحبنا، كرهته وكرهت أمي أكتر عشان هي السبب  وعمرها ماعوضتنا بحنانها، بالعكس كانت قاسية.

إصابة أحد الوالدين بالمرض النفسي
أهلا بك يا ابنتي؛
مريض اضطرابات الوجدان مريض يصعب التعايش معه فعلا دون علاج منظم لمزاجه، وكما قلت تماما أنه لا يعترف بمرضه، ولا بالعلاج، وهما تحديان كبيران يواجههما المعالج نفسه.

والحقيقة أنك تعانين من عدة مساحات منها.. مرض والدك، وخوفك على نفسك من المرض النفسي، وغضبك من والدتك يرحمها الله؛ ﻷنها من وضعتكم في هذا الموقف الصعب المزمن، وتحملين هم عدم زواجك بسبب ظروفك، وفي نفس الوقت تكرهين الرجال بسبب كل الرجال الذين يعيشون معك في المنزل.

ويمكنك أن تستمري في البكاء، ويمكننا أن نختار خياراً آخر؛ فدعينا نتحدث حديث الواقع بدلا من البكاء بلا جدوى يا ابنتي؛ والدك مريض وجدان؛ أي مريض يتعلق مرضه بالمزاج، وهذا المرض أثبتت الدراسات أنه يعود ﻷسباب عضوية نتيجة خلل في المواد الكيميائية الطبيعية التي تجعل الخلايا العصبية تتواصل مع بعضها البعض، ولهذا هو مرض عضوي يحدث فيه وراثة، والوراثة في ثنائي القطبين قد تصل لنسبة 25% إن كان أحد الوالدين يحمله؛ فالحمد لله أنك لم تكوني من ضمن تلك النسبة؛ فأنت بإذن الله لن تعاني مزاجيا بشكل عضوي مثل الوالد.

ويمكنك أن تحمي نفسك من أي مرض نفسي آخر.. كيف؟ هذا ما سأحاول أن أبينه لك في خطوات:
1. حين تدركين "بصدق" أن انفعالاته الشديدة، وعصبيته، ونوبات قلة نومه مع تسارع كلامه ونشاطه كلها خارجة عن إرادته، ولا يتعمدها بنسبة قد تصل لأكثر من 90% في حالات المرض الشديدة.

2. وأنك في مثل تلك الفترات عليك أخذ الموقف "الوسطي" فلا تتصادمي معه، ولكن تحدثي معه بود، ونصح هادئ حاسم، وإن صعب عليك؛ فيمكنك أن تتخيري شخصاً له تأثير عليه ويقدره ويحترمه ليقوم بتلك المهمة في الأوقات مابعد انتهاء النوبة.

3. نفس هذا الشخص يمكنه بدبلوماسية أن يعرض عليه المتابعة، والانتظام في العلاج من أجل نفسه، ومن أجل من حوله، ويطلب منه ملاحظة الأعراض التي تسبق النوبة، أو النمط الذي يسبقها؛ ﻷنه غالبا يتكرر؛ ومن خلال هذه الملاحظة يمكنه استباق النوبة بالعلاج فيما بعد، وسيجد نفسه يتحسن؛ على أن يستمر في أخذ أدوية تثبيت المزاج وغالبا سيحتاجها طوال عمره؛ ليتلافى نوبات اكتئابه، وهوسه.

4. كذلك يمكنك زيارة طبيبه - بعد استئذانه - ليقترح عليك من خلال حديثك معه بعض الاقتراحات التي تساعدك في التعامل معه في تلك الأوقات التي يكتئب فيها، أو يصل للهوس، والتي قد تشمل إعطاءه أدوية بانتظام، أو الحقن، والتي تكون ذات مفعول ممتد طويل الأجل بطرق ينصحك بها.

5. وفي كل الأحوال أنت تحتاجين لعدم التصادم معه، وعدم ترك العنان له بطرق حاسمة ودية؛ فلا تخضعي لعدم خروجك، ولا تخضعي لتحكماته في التصرفات المالية، وعليك أن تحاولي الحصول على عمل؛ لتحصلي على بعض المال الذي يتيح لك بعض الاستقلالية.

6. تذكري أنك لست مسؤولة عنهم مسؤولية والدتك؛ فأمك كانت زوجته، وكانت أما ﻷولادها، وهذا كان دورها الذي اختارته بنتائجه، أما أنت فلست زوجته، ولست أما ﻷخويك؛ فلتعودي بهدوء وثبات لحقيقة دورك داخل أسرتك كابنة صارت مسؤولة عن حماية نفسها من التأثر السلبي بتحكمات الوالد، وأخت لهما تنصحينهما، أو تتقاسمين المهام معهما (التعامل معه/ الموقف الوسطي/ مهام المنزل/الخ) معهما بوضوح، وثبات، ونصح بالمتابعة الطبية؛ لتتمكنا من ممارسة حياتهما بشكل طبيعي أو قريب من الطبيعي.

7. أما والدتك يرحمها الله فمن الظلم رؤية جانب واحد فقط من اختيارها بالبقاء مع والدكم؛ فأنت قد لا تدركين مخاوفها من الطلاق حسب اجتهادها الشخصي الذي لم يستنر بالكثير مما تستنيرين أنت به الآن، وقد يكون السبب المادي سبب بقائها معه، وقد يكون تصورها للحفاظ على صورتكم الاجتماعية، وقد يكون احتياجها له في مساحات أخرى لا تعلمينها كالعلاقة الجنسية مثلاً، ورغم خطأ، وعدم واقعية بعض تلك الأسباب؛ إلا أنها كانت أسبابها بقدر اجتهادها الذاتي، والآن حان دور اختياراتك المختلفة على صعوبتها، دون إلقاء اللوم كله عليها، فلقد أخطأتْ ولكن كان هذا قدر اجتهادها.

8. وأخيرا أقول لك: دورك ومسؤوليتك أن تتحرري من سجن مرض والدك، وسجن اكتئاب أخويك؛ وهما سجنان موجودان فعلا، ولكن بيدك أن تتحرري منهما بحسم هادئ مسؤول عن اختياراتك، حتى لو توصلت ﻷن تطلبي تركهم، والعيش مع أقارب لك ترتاحين لهم فهم عائلتك ويتفهمون جيدا سبب انتقالك، أو أي مكان آمن لك، وأعلم أن ما أقوله صعب، ولكنه ليس مستحيلا، وقد يجعلك هذا تتمكنين من عذر والدتك في قرار الانفصال حتى لو كنت لا تجدينه قراراً صحيحا.. أعانك الله يا ابنتي.

اقرئي أيضاً:
هوس واكتئاب وعذاب بلا حدود
نوبات الهوس والهوس الخفيف
نوبة الاكتئاب الرئيسي
آخر تعديل بتاريخ
25 أغسطس 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.