29 نوفمبر 2016

تعرفت بخطيبي عبر الإنترنت.. واكتشفت الفصام مؤخراً

تقدّم لي شاب لخطبتي في تعارف على النت وعرفت للأسف أنه مريض نفسي عنده انفصام وعدوانية ومن مصدر موثوق فيه. المهم أريد تركه بالتدريج خصوصاً أني أشعر بتعلقه بي.. أريد نصيحة كيف أتركه دون أي ضرر نفسي عليه؟
أهلاً وسهلاً بك يا صديقتي نهى؛
المشكلة الأهم ليست كيف تتنصلين من الارتباط به بطريقة لا تجرحه، فالرفض في كل الأحوال مؤلم بدرجة تتناسب عكسياً مع النضوج وقبول الرفض دون أن يكون معناه أن الشخص المرفوض سيئ، وسيأخذ وقته ويزول، فقط أقترح عليكِ أن تكوني حقيقية، ناضجة، فتحدثيه عن معرفتك لمرضه، وأنك تحترمين من يقول الحقائق لتكون مسؤوليتك أمام نفسك واضحة، وباختيارك رفض الغش، وأنك مسؤولة معه عن هذا الموقف، ﻷنكِ تسرعت في أخذ قرار مثل الزواج دون معرفة مسبقة (فليعينه الله على مرضه) وهذا رأيي، وهذا ما أقبله لنفسي ولمن يسألني رأيي.

أريد أن أقول لكِ: نظراً ﻷنه مريض نفسياً بمرض صعب جداً وهو الفصام، ظهرت المشكلة الأهم لديك بوضوح ألا وهي السماح زيفاً لمشاعرك بالارتباط برجل دون أن تختبري مدى حقيقتها أو جديتها أو صدقها، فارتبطت بشخص من خلال حديثكما على الإنترنت للدرجة التي جعلتك تسمحين له بطرق بابكم رغبة منكِ في مشاركته الحياة بكل ما فيها، وهو فصامي ولديه نوبات عنف، وحين طرق الباب كان في انتظارك مفاجأة مذهلة من العيار الثقيل جعلت كل الأحلام تتبخر، فمشاعرك وحقيقة معرفتك بمن سيشاركك الحياة بعد معرفتكِ عن قرب وصدق لنفسك هي أهم شيء في الحياة، فنحن نرى كواليس الحياة الزوجية، ومرارتها، والثمن الفادح التي يدفعه الطرفان، أو أحدهما فقط ، ﻷنهما لم يقفا على الخطوة الأولى الأهم في التعرف عن قرب على نفس كل منهما الحقيقية، واحتياجاتها من الطرف الثاني ومدى قدرته على القيام بها فعلاً تجاه شريكه، ولا التأكد من قدرته في نفس الوقت بالقيام باحتياجات الطرف الثاني، ثم معرفة الشريك بناء على ذلك.

معنى وجود فصام لديه أنك لم تشعري معه بأي شيء غير عادي على مدار حديثكما إما لأنك لا تقفين على ما يستوقفك، أو أنك تتخيلين معرفتك بشخص والحاصل غير ذلك، فلتجعلي تلك الخبرة درساً فارقاً معك لاختبار وفهم وجدية مشاعرك، ومن ثم معرفة من تقررين الزواج منه.
دمت ناضجة متعلمة من الماضي لتحققي النجاح في المستقبل...

اقرأ أيضاً:
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
مريض الفصام.. كيف يعالج؟
الضلالات والهلاوس من أعراض الفصام
آخر تعديل بتاريخ
29 نوفمبر 2016