الأخ حبيب؛
من الناحية النظرية قد تحصل عقابيل تأثيرات بعيدة بعد الشفاء من التهاب السحايا، ومنها إصابة طريق السمع الممتد من الأذن الوسطى وحتى مركز ترجمة السمع في قشر المخ، لذلك فالفحص الدقيق لمعرفة مكان الخلل الحاصل مهم جداً.

ويبدأ التقييم بفحص الأذن عند الطبيب المختص بأمراض الأذن، لنفي الأسباب الموضعية التي قد تكون ربما رافقت التهاب السحايا كبقاء التهاب أذن وسطى مصلي مزمن، واحتمال وجود سائل خلف طبلة الأذن، وهذا ما يمكن كشفه بفحص المنظار المباشر وبإجراء اختبار المعاوقة السمعية، وعند وجود مشكلة على هذا المستوى فالعلاج ممكن والتحسن قريب المنال.

​

أما إذا كان ذلك الفحص سليماً فعلينا كشف مشاكل النقل العصبي، ويتم ذلك بإجراء تخطيط للسمع بالطريقة العادية متبوعاً بتخطيط لجذع الدماغ لمعرفة فعالية النقل عبر الأعصاب الواصلة إلى الدماغ، وإذا كان هناك عيب عصبي على هذا المستوى فالأمر سيكون أصعب وفرصة التحسن أقل.

​

ويجب ألا ننسى أن الإصابة بالتهاب السحايا قد تحمل فرصة الإصابة لاحقاً بمشاكل غير مادية أي غير تشريحية، ومنها تراجع الذكاء وتغيرات الشخصية والاكتئاب والتي قد تفسر أحياناً مظاهر عدم الاهتمام بالتعلم والمشاركة الاجتماعية كما وصفتها حضرتكم باللامبالاة.

ويرجى إجراء الاختبارات المذكورة للتأكد من مستوى الإصابة ونتمنى أن تكون المشكلة في المستوى القابل للعلاج.