02 أبريل 2019

الوسواس القهري يزعجني ويطاردني

السلام عليكم، أنا فتاة أعاني من الوسواس، وربما أمثل فأنا فعلا لا أدري هل أنا مريضة أم أمثل.. في صغري عانيت الخوف، وإلى حد الآن أعاني من بعض الرهاب الاجتماعي لكن الحمد لله.. فزيادة على شكي في عباداتي، فأنا أشك الآن في أمر متعلق بارتباطي بشخص رائع.. إذ أشعر بخيانتي له أو بالفعل خنته.. لا أدري أهي وساوس أم لا.. لكن أشك جدا أنها حقيقة، وربما لأنني ركزت على أنني لن أخونه.. سيطرت علي هذه الأفكار.. أنا لا أدري ما العمل، ولا أدري هل أنا مريضة بالوسواس أم أتعمده كي أغطي على خيانتي.. لقد تعب عقلي من التفكير وأتمنى أن تجيبوني بإذن الله وتشخصوا حالتي.. وهل شك الإنسان بأنه يتعمد الظهور بالمرض النفسي هو مرض في حد ذاته.. شكري موصول لكم.
عزيزتي أحلام؛
الوسواس القهري من أكثر الأمراض إزعاجاً؛ حيث الشك الدائم الذي ينتقل من موضع لآخر من النظافة.. إلى النظام إلى العقيدة إلى شكل الجسم وعلاقاتنا بالآخرين وغيرها والفكرة في الشك هو ذلك الصراع الذي يتكون داخل النفس، والذي يسبب القلق والخوف المستمر، وتستمر معهما المعاناة.

المشكلة في الوسواس أيضا أنه يتغير شكله مع الوقت.. فعند تحسن أحد الأعراض كالنظافة مثلاً يبدأ بعد قليل في الظهور في صورة أخرى مثل النظام.. حتى نتعلم مع العلاج كيفية التعامل مع الأفكار الوسواسية.

وهو قهري بمعنى أن هذه الأفكار تقهرنا؛ فلا نستطيع التخلص منها، كما أنها تجبرنا على فعل شيء ما للتخلص منها، كإعادة النظافة أكثر من مرة.

وجود الوسواس لا يمنع وجود الفعل حقيقة.. فليس معنى إصابتك بوسواس في النظافة أنك لا تصابين بالاتساخ، والفيصل هو الدليل.. ففي حالة الوسواس لا يكون هناك بالفعل أي دليل ملموس.. بل هي مجرد أفكار تقتحم العقل نعجز عن إيقافها.. أما الاتساخ الحقيقي فالدليل حقيقي وظاهر لا يختلف أحد على وجوده.

للوسواس علاج، وهو من الأمراض النفسية التي تتحسن بدرجة كبيرة مع العلاج الدوائي، المتمثل في مضادات الاكتئاب والقلق، والجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي هو الأفضل بشكل كبير، وهناك مدارس نفسية متعددة أظهرت الأبحاث قدرتها على مساعدة من يعانون من مرض الوسواس مثل مدرسة العلاج المعرفي السلوكي.

فالذي أنصح به هو مراجعة أقرب طبيب ومعالج نفسي لكتابة العلاج، وبدء الجلسات النفسية.



اقرئي أيضاً:

الأفكار والسلوكيات القهرية .. أقاومها فتهزمنى
دواعي العلاج السلوكي المعرفي ومخاطره



آخر تعديل بتاريخ
02 أبريل 2019