08 يونيو 2017

المحيطون ينظرون إلي.. لا أحتمل نظراتهم

باحس دايما ان الناس في الشارع وأنا مايشة أو راكبة باحس انهم بيبصولي، أنا عارفة إن مفيش حد بيبصلي، بس على طول عندي الاحساس ده، وزايد قوي في الفترة دي، ومش عارفة أحل المشكلة دي ازاي.. أرجو الافادة و شكرا
الطبيب:

د.

عزيزتي نهال

أشكرك جداً على سؤالك الذي أراه مهماً جداً.

سأتحدث معك على مستويين: مستوى الأعراض ومستوى (معنى الأعراض).

بخصوص هذا العرض (أن من حولك ينظرون إليك) فله مسميات وتفسيرات نفسية تشخيصية متعددة، حسب درجة قوته وحسب معنى تلك النظرات بالنسبة لك. هل هي نظرات إعجاب مثلا؟ أم نظرات اهتمام؟ أم نظرات سوء نية وتآمر؟

لك أن تعلمي أن 10 إلى 15 بالمائة من الناس يشعرون بمثل ما تشعرين في فترة معينة من حياتهم، وغالبا ما يكون شعورهم بأن الناس ينظرون إليهم بسوء نية. ويتراوح ذلك من مجرد أفكار (Paranoid ideas) إلى ضلالات (معتقدات خاطئة بشكل ثابت لا تقبل التشكيك).

ويوجد هذا العرض في بعض الأمراض النفسية مثل الفصام واضطراب ضلالات الاضطهاد، وأحيانا بعض حالات الاكتئاب الذهاني وغيرها. وينبغي هنا الانتباه إلى وجود أية أعراض مصاحبة، حتى نحدد التشخيص الدقيق والعلاج السليم.

أما بخصوص (معنى الأعراض) فأود أن أهمس إليك بأن هذا العرض يشي بأن لديك احتياجاً نفسياً أساسياً وبسيطا جدا اسمه (الاحتياج للرؤية). الاحتياج لمن يراك، لمن ينظر إليك، لمن يهتم بك، لمن يقدرك، وأن هذا الاحتياج غير مشبع لديك بالدرجة الكافية فقام عقلك بصياغة هذا العرض حتى يشبع احتياجك ولو بشكل مرضي مؤقت.

بالطبع هناك مسببات ومعان أخرى لهذا العرض (نفسية وعضوية)، لكنني هنا أتحدث عن أبسطها وأوضحها.

حالتك يا صديقتي لا تستدعي القلق، لكنها تستدعي التحرك المبكر والبدء في العلاج الذي قد يكون علاجا دوائيا كيميائيا أو علاجا نفسيا متخصص بحسب باقي تفاصيل حالتك.

نهال، أنت تستحقين الرؤية وتستحقين الاهتمام، ولكن ليس بهذا الشكل.
دعواتي معك


اقرئي أيضاً:
احتياجك أن تُرى.. احتياج إنساني متبادل
الضلالات والهلاوس من أعراض الفصام
كيف تُكتشف الإصابة بالفصام؟
أنت والطبيب في مواجهة الفصام

آخر تعديل بتاريخ
09 يونيو 2017