11 مايو 2018
العقلانية سلاحنا للانفصال عن الألم ولكنه خانق
كنت كل ما بيكون قدامي إني أختار عقلي ولا قلبي؛ كنت باختار عقلي حتى ولو أنا مش عايز ده، كنت بعمل ده لأنه هو الأحسن أو زي ما كنت فاكر كده، فده خلاني مش حاسس بأي حاجة، وبقيت حاسس إن روحي بتنشف وتتشقق مش بتتمدد، أنا اكتشفت اني كنت مبالغ بس مش عارف أرجع التوازن بين عقلي وقلبي ازاي، ده باختصار علشان عدد الحروف مقيدني.
أهلا وسهلا بك يا صديقي،
الحل يكمن في طرح السؤال الحقيقي، والسؤال الحقيقي ليس كما تتصوره بأنه ماذا أفعل الآن، ولكن لماذا فعلت هذا؟ ولا أخفيك سرا؛ فلقد اكتشفنا أن الإنسان قد يأخذ قرارا نفسيا عميقا "غير واع" بأن يتجنب المشاعر لوجود معاناة نفسية تؤلمه.
وهذا القرار يكون له عدة أسباب منها أن التربية التي تعرض لها الطفل منذ صغره قد افتقرت للتعبير عن المشاعر بشكل واضح، والتلقائية بشكل خاص، ويتم هذا من خلال نمط التربية العلمية (وعكسها التربية السيكولوجية التي تهتم بالمشاعر) في بيوتنا ومؤسساتنا التعليمية، والتي يتربى فيها الطفل بطريقة علمية حريصة افتقرت للعاطفة والتلقائية، ووصلت له رسالة مضمونها أن المشاعر هي أمر يخص الضعفاء أو المندفعين، وحين عبر عن مشاعره لم يتم تقديرها بشكل يحترم تلك المشاعر، أو وصل له أن المشاعر أمر مخجل، أو أن المشاعر لا تأتي بخير، وتذهب بالشخص لمجهول، أو تؤدي لمشكلات غير محسوبة العواقب.
وسواء تم هذا بالتلميح أو التصريح؛ فإنه يدفع الجهاز النفسي للشخص لبناء دفاع نفسي يقلل الألم الذي يتعرض له الشخص في واقعه، وذلك بأن "يعقلن" كل ما يحدث؛ فيرى أسبابا عقلية تجعل والده يقسو جداً عليه مثلاً، أو يسيطر على تصرفاته، أو مسؤوليته عن اختياراته؛ فالعقل يقول إن له الحق، وإن مثلا إهمال الأم له بسبب الانشغال في العمل، وإن رفض فلان له بسبب تقصيره في حق هذا الفلان، وهكذا.
لذا عليك الآن مناقشة تلك الاحتمالات، وغيرها مما لم أذكر، وحين تضع يدك على حقيقة مخاوفك؛ سيكون بداية الطريق الممهد لسماحك لنفسك بأن "تشعر"؛ فما تم اتخاذه بقرار نفسي غير واع؛ يزيله قرار نفسي مضاد؛ ولكن تلك المرة يكون بوعي، وقد يساعدك بجانب ما قلته لك؛ بعض الأمور مثل:
- مساندة آخر لك.. آخر محب لك يقبلك كما أنت بكل مشاعرك؛ ويكون بجوارك سند ورفيق بدون عقلنة أو تهوين من مشاعرك.
- ولا مانع من القيام بواجب عملي عميق صادق جدا مع نفسك بأن تناقش جملة تكشف بها مخاوفك التي تمنع تواصلك الحقيقي مع مشاعرك مثل جملة "أنا عاوز أحس بس خايف لحسن.."، واكتب على الأقل عشرة أسباب صادقة جدا.. هيا ابدأ، فأنا أراك واعياً شجاعاً، ويمكنك متابعتنا بالأخبار؛ لنقوم سويا بتكملة رحلة تغييرك.
اقرأ أيضاً:
العقلانية وكتم المشاعر.. الانفصال عن الذات
فرفوشة وعندي طاقة.. والآن مكتئبة
الحل يكمن في طرح السؤال الحقيقي، والسؤال الحقيقي ليس كما تتصوره بأنه ماذا أفعل الآن، ولكن لماذا فعلت هذا؟ ولا أخفيك سرا؛ فلقد اكتشفنا أن الإنسان قد يأخذ قرارا نفسيا عميقا "غير واع" بأن يتجنب المشاعر لوجود معاناة نفسية تؤلمه.
وهذا القرار يكون له عدة أسباب منها أن التربية التي تعرض لها الطفل منذ صغره قد افتقرت للتعبير عن المشاعر بشكل واضح، والتلقائية بشكل خاص، ويتم هذا من خلال نمط التربية العلمية (وعكسها التربية السيكولوجية التي تهتم بالمشاعر) في بيوتنا ومؤسساتنا التعليمية، والتي يتربى فيها الطفل بطريقة علمية حريصة افتقرت للعاطفة والتلقائية، ووصلت له رسالة مضمونها أن المشاعر هي أمر يخص الضعفاء أو المندفعين، وحين عبر عن مشاعره لم يتم تقديرها بشكل يحترم تلك المشاعر، أو وصل له أن المشاعر أمر مخجل، أو أن المشاعر لا تأتي بخير، وتذهب بالشخص لمجهول، أو تؤدي لمشكلات غير محسوبة العواقب.
وسواء تم هذا بالتلميح أو التصريح؛ فإنه يدفع الجهاز النفسي للشخص لبناء دفاع نفسي يقلل الألم الذي يتعرض له الشخص في واقعه، وذلك بأن "يعقلن" كل ما يحدث؛ فيرى أسبابا عقلية تجعل والده يقسو جداً عليه مثلاً، أو يسيطر على تصرفاته، أو مسؤوليته عن اختياراته؛ فالعقل يقول إن له الحق، وإن مثلا إهمال الأم له بسبب الانشغال في العمل، وإن رفض فلان له بسبب تقصيره في حق هذا الفلان، وهكذا.
لذا عليك الآن مناقشة تلك الاحتمالات، وغيرها مما لم أذكر، وحين تضع يدك على حقيقة مخاوفك؛ سيكون بداية الطريق الممهد لسماحك لنفسك بأن "تشعر"؛ فما تم اتخاذه بقرار نفسي غير واع؛ يزيله قرار نفسي مضاد؛ ولكن تلك المرة يكون بوعي، وقد يساعدك بجانب ما قلته لك؛ بعض الأمور مثل:
- مساندة آخر لك.. آخر محب لك يقبلك كما أنت بكل مشاعرك؛ ويكون بجوارك سند ورفيق بدون عقلنة أو تهوين من مشاعرك.
- ولا مانع من القيام بواجب عملي عميق صادق جدا مع نفسك بأن تناقش جملة تكشف بها مخاوفك التي تمنع تواصلك الحقيقي مع مشاعرك مثل جملة "أنا عاوز أحس بس خايف لحسن.."، واكتب على الأقل عشرة أسباب صادقة جدا.. هيا ابدأ، فأنا أراك واعياً شجاعاً، ويمكنك متابعتنا بالأخبار؛ لنقوم سويا بتكملة رحلة تغييرك.
اقرأ أيضاً:
العقلانية وكتم المشاعر.. الانفصال عن الذات
فرفوشة وعندي طاقة.. والآن مكتئبة
