التخلص من إدمان العادة السرية والأفلام الإباحية

الابن العزيز:

سأختار أن أحدثك عن أمر أرى من المهم معرفته، بما أنك تتمكن لفترة 20 يومًا أن تتوقف عن هذه الممارسات؛ ألا وهو ملء الفراغ الذي يُحْدِثه هذا التوقف، فممارساتك وصلت لحد الإدمان، وهذا يجعل الاعتماد على السعادة مربوطاً بها بشكل كبير، فأول شيء مهم جداً فعله؛ هو ملء هذا الفراغ بأمور شيقة وتسعدك، وتحقق لك راحة نفسية مكانها فوراً؛ لأن وقف هذا الكم من الاعتمادية على الراحة والسعادة صار فارغاً، وسيكون على أفضل توقع من هذا التوقف، هو جلب التخيلات الجنسية، لتملأ الفراغ، فمن الطبيعي أن يحدث الوقوع في هذه المشكلة مرة أخرى ولو بعد حين، وهكذا تتكرر تلك الدائرة ولا ينتج عنها سوى الإحباط من حدوث تغيير، لذلك املأ هذا الفراغ النفسي بأمور تحبها وترتاح فيها وتتلذذ بتذوقها، واجعل استكشاف ذلك هو واجبك الفوري الآن، فكثير من الناس مثلا يتلذذون وكأنهم يتناولون غذاءً يمتع أرواحهم حين يقرؤون أنواعًا معينة من القراءات، وآخرون حين يتطوعون في أعمال تفيد من حولهم، وآخرون في أنواع معيّنة من العبادة، وآخرون في تعلم متخصص في هواية لهم يشعرون تجاهها بالحماس، وآخرون بالمساعدة لناس عانوا من نفس معاناتهم، وغيرها الكثير الكثير، فلكل إنسان منا طبيعته ونسيجه الذي يتلذذ منه بأمور معينة تخصه هو تحديداً، سواء اشتهر هذا الأمر بين الناس وتعارفوا عليه مثل الرسم والموسيقى وغيرهما أم لا، فالمهم أن يكون صحياً، أي لا يؤذي صحتك النفسية، ويحقق الراحة والاستقرار بوسائل صحية تعود عليك بالإنتاج الصحي لك ولمن حولك.

ليأتي الأمر الآخر بعد ذلك؛ وهو التعرف بصدق وقرب حقيقي من نفسك على خبراتك التي مررت بها في نشأتك وعلاقاتك القريبة مع والديك، والأصدقاء، وغيرهم، لتقف على أسباب وجود جانب منك ذهب لهذه الممارسات غير الصحية، هل هو هروب من واقع يزعجك؟ أم هروب من المسؤوليات وما يتبعها من مسئوليات أكبر؟ أم مساحة الجنس التي تحتاج للتعرف عليها بشكلها الطبيعي؛ لأن تلك الأفلام لا تمت للواقع الحقيقي بصلة، فأذكر أن جاءني أحد من يقومون بتمثيل هذه الأفلام وكان يقول أنه يقوم بعمل شاق لمدة يومين أو ثلاثة ليظهر على الشاشة مدة 5 أو 7 دقائق تظهر مستمرة بلا توقف، ويظهر جسمه قويًا لامعًا دائم الانتصاب والسعادة كذباً، أو ربما تكتشف أنك في الأساس شخص قلِق، وحين يزداد القلق يعبّر عن نفسه عند بعض الناس في شكل وساوس وتخيلات، ولسبب مرورك بالمراهقة وازدياد الرغبة الجنسية فيها جاءت الوساوس في شكل تلك التخيلات، وما استتبعها بهذا الإدمان، أو غير تلك الاحتمالات، والتي لن تتعرف عليها بصدق إلا بعد ملء فراغ الإدمان بأنشطة صحية.

من المهم أن تكون من النوع الذي يحقق مشاعر سارة لك، وهذا في النهاية سيجعل بداخلك ”براحًا” نفسيًا حقيقيًا، وطاقة حقيقية للقيام بمسؤولياتك الدراسية دون هذا “الثقل” الذي اعتدت أن تشعر به حين تقرر  البدء بالالتزام بالتحصيل الدراسي، هيا ابدأ يا بنيّ، وستجد فارقاً بإذن الله، ودمت بخير.