صحــــتك
09 يونيو 2023

الأفكار السلبية تحرمني النوم والعيش الرغيد

لا أستطيع النوم جيدا بسبب الأفكار السلبية. زوجتي تتعامل معي بجفاف ودائما أكون محط اتهام ومهاجم. أنا أحب الرومانسية والكلام الحلو وأكتب الشعر وعندي إحساس مرهف ولكنني لا أجد من يسمعني. أتمنى الموت ولكن الإنتحار حرام، فقدت الشغف والأمل في الحياة ولا أشعر بالسعادة، فما الحل؟

DefaultImage

الأخ الكريم:

هوّن عليك، يبدو أن مزاجك متأثر، وحين يتأثر المزاج لدرجة لا يمكن احتواؤها بالشكل الكافي والمناسب تظهر تلك الأمنيات حول الهروب من كل ما تسبب في هذا المزاج لدرجة الهروب إلى الموت، وإذا لاحظت أن هذا المزاج لا يتوقف لمدة أسبوعين متتاليين ومعه أحياناً  الإحساس بالذنب، وأنك تنظر لنفسك نظرة دونية، وتفقد طعما للحياة، ولا تتأثر بأخبار تحزن أو تفرح في الطبيعي، وتتكاسل وليس لديك طاقة، لفعل شيء، ويغمرك إحساس بالحزن يتسرب للمشاعر، وتنسى ويقل تركيزك، وربما أمور أخرى؛ فإن كان هناك 5 أمور مما قلت تستمر لمدة أسبوعين بلا انقطاع فهي إشارة لاحتياجك لمتخصص يساعدك على التحرر من الزائر ثقيل الظل المعروف بالاكتئاب.

والاكتئاب لا ينتج أبدا عن علاقة واحدة في حياة شخص مهما كانت أهمية تلك العلاقة، وهذا ما أريد أن أحدثك عنه قليلاً؛ فالإنسان منذ ولادته يتعرض لبيئة يكبر فيها؛ كلما كانت هذه البيئة آمنة له، وشبع فيها من تقديم الحب المعنوي والمادي، والقبول، والتشجيع، وبث الثقة، والاحترام لكيانه ككل؛ كاحترام مشاعره وحرية التعبير عنها بلا ضغوط ،والاستماع لها باحترام وتقدير، واحترام طريقة تفكيره، واحترام لخصوصيه وهواياته وتفاصيله، حتى وإن اختلفت عمن في تلك البيئة نفسها؛ فهي بيئة آمنة له؛ تجعله يكبر وهو مستقر نفسياً، ويثق في نفسه، وفي الحياة، وفي الناس، ولكن إن لم يحدث ذلك بالشكل الذي يحتاجه الطفل- فهم مختلفون فيما بينهم في الإشباع كماً وكيفاً-؛ يخرج للحياه وهو يتخبط، ولا يثق في نفسه، أو في غيره؛ حتى وإن مثَّلْ غير ذلك من الخارج، ناهيك عن أن البعض لا يكلف نفسه مخاطرة أن يرى ما حدث ويحدث معه، وكل ذلك بدرجات يتفاوت أثرها على الإنسان وفقاً لتكوينه الجيني والنفسي وتجاربه الشخصية والثقافة التي تحيطه، بجانب علاقته الأساسية بمن قدم الرعاية له منذ نعومة أظافره.

وحين يكبر الشخص وهو في حالة من عدم الاستقرار العاطفي والنفسي-بدرجات- حين يقابل شخصا ويكون معه في علاقة مهمة جداً مثل علاقة الزواج؛ يضع كل أمنياته فيها، ويطلب من تلك العلاقة كل ما كان يحتاجه من والديه دون أن يعي، وربما لا يصدق بالأساس ويرفض الفكرة! ويكون وقتها وكأن آخر أمل في الراحة والسعادة قد انهار؛ فينهار معها، وهذا بالمناسبة غير صحيح تماماً، على عكس الشخص الآخر الذي كبر في محضن محب مشجع قابل له ويدعمه؛ حين يقابل شخصا ويكون معه في علاقة مهمة مثل الزواج، يتأثر بالطبع ولكن دون انهيار، ودون التورط في معارك نفسية ضارية بداخله تزعج استقراره، وكأني أريد أن أقول:

  • انتبه لمزاجك العام، ولاحظ هل فعلاً مستمر بنفس الوضع لأكثر من أسبوعين متصلين؟ فإن وجدت ذلك، فلا تتردد في تلك المحاولة الأهم من زواجك، وهي التخلص من هذا المزاج الذي يجعلك ترتدي نظارة داكنه اللون ترى من خلالها كل شيء نفي فسك وغيرك وتصرفات من حولك، الخ.
  • احذف من قاموسك كلمة انتحار؛ فحياتك أغلى وأقدس وأهم من أي شيء وأي شخص، ولا يوجد في هذا الكون شيء أو شخص يستحق أن تفعل ذلك بسببه، فالانتحار مشكلة ألم في الحياة، ومشكلة ألم الحياة يمكن حلها بطرق كثيرة دون أن يخسر الإنسان حياته ودينه، وأعلم أنك لا تفكر في الانتحار، ولكنها فرصة لأتحدث عنها معك في العموم، فدينك يحميك يا فنان، الحمد لله.
  • ما قلته لتوضيح ما تمر به، وإن كان يبدو مزعجاً؛ إلا أنه فرصة صادقة؛ لمراجعة ما قد يكون حادثا ولا تراه، ويخص علاقتك بزوجتك، وهذه الخطوة لا تقوم بها إلا بعد التأكد من عدم وجود درجة اكتئاب معطلة للرؤية السليمة -تذكر النظارة-، لتتفقد أوقات غضبها أو اتهاماتها ماذا تقول، كيف ترى الأمور، لماذا تراها هكذا، ودع الفضول يملؤك لتسأل بفضول حتى مع ما تتصور أنه مفهوم ومعروف وسمعته؛ فستجد عجباً، وتدرك أنه لا زال هناك أشياء لا تعرفها عنها في طريقة تفكيرها أو استنتاجاتها أو استقبالها لتصرفاتك والعكس، وهذا يختلف تماماً عن الهَدْهَدْة، والصبر، والصمت، أو السماع بشكل سطحي دون فضول للتوضيح أكثر.
  • ربما يكون مناسباً في وقت هاديء بينكما أن تتحدث عما يصل لك منها بوضوح؛ كأن تقول لها: أنك تشعر من كلامها معك أنك مخطىء، أو أن هناك أمرا أنت الذي تسببت به، أو أنك لا تتمكن من الحديث معها بهدوء وأمان وأن هذا يحزنك ويجعلك بين المطرقة والسندان، ويجعلك لا تتمكن من الحديث فيما تتكلم فيه غير الدفاع أو مقابلة الغضب بغضب أو صمت وانعزال، دعها ترى أثر ما تفعله فيما بينك وبينها دون اتهام أو تجريح، أنت فقط تشرح ما يحدث معك في تلك الأوقات، ولا تكرر النمط الدائر بتبادل الاتهامات والانتقادات دون شيء يذكر، وستجد استجابه مختلفة.
  • وأخيراً إن لم تجد تغيرا يمكن البناء عليه بعد فترة طويلة نسبيا بما تطيقه دون إفراط أو تفريط، لا مانع من اقتراح الذهاب لمعالج، وليس مستشار علاقات زوجية ولا كوتش، ولكن هناك علاج للعلاقة الزوجية، وأرشح طريقة أثبتت فعاليتها جدا بين الأزواج وهي طريقه (Emotional Foucing Therapy EFT).
آخر تعديل بتاريخ
09 يونيو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.