صحــــتك
15 يوليو 2018

اكتئاب ووسواس قهري وأسرة مضطربة

اكتئاب ووسواس قهري، احساس بالعجز والفشل والوحده، تعبت من المقاومة، ومن وجودي في بيئه ضد شخصيتي وضد حياتي، حرب قايمه جوايا بين تأنيب ضمير، وبين إني رافضه الحياة دي، مش قادرة أعيش مع أهلي، ومش قادرة أتحمل طباعهم، الضحك ممنوع، جدال دايما ومشاكل دايما، وعايزيني انا أحكم بينهم، إدمرت نفسيا بسبب صراعاتهم وكرههم لبعض، ومش عارفه أنعزل نفسيا عنهم.
DefaultImage
أهلاً بك يا فاطمة،
أجمل ما في سطورك رغم ما تحمله من معاناة أشعر بها تماماً، وبمدى عمقها، وأثرها؛ هو أنك تتمكنين من رؤية ما يحدث؛ فأنت تَعين أن لديهم صراعاتٍ، وأنهم يتجادلون، ويكرهون بعضهم كما تقولين، وكثير من الأبناء ينخرطون في مثل تلك البيئة، ولا يتمكنون من رؤية مدى اضطرابها، أو حتى "تسمية" ما يحدث باسمه الحقيقي كما تفعلين.



وعيك هذا سيساعدني في الحديث معكِ بشكل أسهل، وأوضح، وسأجعل حديثي لك في صورة نقاط:
* لا أعلم مدى تأكدك من وجود الاكتئاب والوساوس، ومشاعر العجز، ولكن على أي حال.. كلها يمكن أن تكون تبعات للأصل، وهو القلق؛ فحين يزداد القلق عن حده المقبول؛ يضطر الجهاز النفسي لدينا للتعبير عنه بأشكال مختلفة منها الوساوس، وتراكم الوساوس يسبب مشاعر الاكتئاب، وكل ذلك بدرجات، وفيها درجات غير مزعجة؛ تذهب بتغيير طرق تفكيرنا في الغالب، وأدعوك لقراءة ما كُتب في الموقع عن القلق، والوسواس القهري، والاكتئاب؛ للاستفادة منها، أو على الأقل التأكد من حقيقة وجودها، أو درجاتها من خلال المتخصصين وما وصفوه.


* الغرق في مشاعر الذنب هو جذر عميق من جذور بقاء القلق؛ وخصوصاً مشاعر الذنب غير المبررة والتي تقعين فيها؛ فأنت قلت أنهم يريدون منك أن تحكمي بينهم، وهذا دور مؤذٍ لا ناقة لك فيه ولا جمل؛ فحين تحكمين؛ ستسمعين ما حدث أولاً، وتتفهمين مقصد وسبب تصرف كل طرف، ثم تقولين أين الحق، أو تصلحين بينهم، وربما تتابعينهم؛ لتتأكدي أن كلاً منهم يفعل ما حكمت به، وهذا في قمة الأذى؛ لأنه يؤدي للعبة نفسية - غير متعمدة بالطبع - تجعل منك مسؤولة عما حدث ويحدث أو سيحدث، وهذا هو "فخ" الشعور بالذنب غير المبرر.

فكل واحد منهم يترك نفسه يتصرف كما يحلو له؛ لأنه يعلم أنك ستقومين بالواجب؛ برد الحق، أو حماية ماء وجههم من عناء المواجهة أو الصلح؛ والسؤال هنا ما هي حقيقة مسؤوليتك في علاقاتهم معاً؟ وهل تدخلك الذي يحمل أسباباً طيبة أحدث تغييراً حقيقياً؟ أو هل تدخلك جعل أحداً منهم يقرر أن يكون مسؤولاً عن علاقته بالآخر؟ لا بكل تأكيد؛ هل تعرفين لماذا؟ لأنك تقومين بدور غير دورك.


كل واحد منهم مسؤول عن علاقاته، وتغيير ما فيها من مشكلات بوعي ونضوج، وهو ما لا يمكننا أن نقوم به بدلاً عن صاحبها أبداً مهما أحببناه؛ فهي مسؤولية ذاتية لا يقوم بها إلا صاحبها، مثل مسؤوليتك تجاه فهم نفسك، وإدارة مشاعرك، وتغيير تصرفاتك، لا يمكن أن تكون مسؤولية أي آخر سواك مهما أحبك، وأراد لك الخير؛ لأن هذا معنى وحقيقة وجوده؛ فهل يمكن لإنسان أن يكون له وجودان؟ هل والقيام بمسؤولية آخر عن نفسه يعلمه أن يكون مسؤولاً؟ أم أن هذا يؤكد لديه عدم مسؤوليته عن نفسه؟

صديقتي أدعوك للانتباه لتلك اللعبة النفسية التي تحدث دون وعي منكم جميعاً، وأن تقرري التحرر من أي مسؤوليات لا تخصك، وستجدين نفسك مختلفة، وقادرة على القيام بأمور أخرى غير الغرق في تفاصيلهم، وهنا تحتاجين أن تسمي الأشياء باسمها كعادتك؛ فتحررك من مسؤوليات من حولك عن أنفسهم، أو علاقاتهم ليس "تخلياً"، أو "ضياعاً للأسرة"، هي حقيقة مساعدتهم؛ ليكونوا مسؤولين حتى وإن طال الوقت، وحقيقة مساعدتك لنفسك بالتركيز على مسؤوليتك، ومساعدتهم للقيام بمسؤولياتهم الذاتية؛ فانتبهي.


* لا أعلم حقيقة ما تتحدثين عنه فيما يخص كراهيتهم لبعضهم البعض؛ فكثيراً ما يختفي وراء الكره حبٌّ غاضبٌ؛ فالحديث عن المشاعر، وما نحتاج له من بعضنا البعض يكشف كثيراً عن حقيقة الموجود؛ فلا تضعي ما تجدينه كالحواجز وتصدقينها؛ فمن الذي لا يريد السعادة، والضحك؟ ولماذا لا تتحدثين في سبب منع الضحك في البيت؟ وما الذي سيحدث لو ضحكتِ؟ تحدثي في ذلك دون خوف، وستجدين عجباً.

* املئي حياتك التي تقوقعت على أسرتك فقط؛ بأمور أخرى تسعدك، وتغير من مزاجك، وانخرطي في أنشطة قد تجدين فيها علاقات صحية تعيد توازنك الداخلي، وهي من أهم أسباب الشفاء النفسي على الإطلاق، فالحياة أوسع، وأرحب من أسرتك لو قررت ذلك من داخلك حتى وإن لم تتمكني من تركهم.
آخر تعديل بتاريخ
15 يوليو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.