31 أغسطس 2021

أمي تعاني ونادمة بعد موت والدي وهما متخاصمان

السلام عليكم ارجو الرد عن سؤالي توفي أبي فجأة وامي لا تتحدت معه وهو غير راض عن أمي ونفس اليوم الذي توفيه فيه قال لي أنا لن أسامح أمك وقال لي الله لا يسامحها كان ربطت عليا بمعني لا تلبس العدة وحسب ربي فيها .. مع العلم أن أمي قاسية القلب مع أبي وهجرته وتدعي عليه حتى بالموت، ودايما تقول لنا أنا كرهته تقصد أبي ودائما تفتعل معه المشاكل وحنا ابنائها دايما ننصحوها  لكن هي لا تسمع منه . مع العلم هي الآن نادمة فماذا تفعل كي تكفر عن ذنبها وهل تدخل أمي النار
عزيزتي؛
نحن هنا موقع نفسي يتعامل مع المشكلات النفسية وليس الدينية، فأنا لا أعلم مصير والدتك ولا أي شخص، حتى إن كان شيخا جليلا؛ فمصير الإنسان لا يحكم عليه ولا يرى فيه الحقيقة الكاملة سوى الله سبحانه وتعالى، وحتى مع من نراهم متقين يراعون الله، يقول الله تعالى "ولا تكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" صدق الله العظيم...



سأتحدث معك في الجانب النفسي الذي أفهم جيدا فيه، وأبدأ من حيث والدك يرحمه الله ووالدتك، فعليك أن تفرقي جيدا بين كونهما زوجين كرجل وامرأة وبين كونهما أبوك وأمك؛ فهما كزوجين بينهما ما بين الزوجين من واجبات وحقوق واحتياجات ومشوار حياة فيها ضغوط وصعوبات وأفراح وهذه هي المساحة التي فيها الغضب والقسوة كما ذكرت وعدم التسامح، كما قال يرحمه الله..

أما كأب وكأم فهما مختلفان، بالنسبة لك وإن كنت قد انزلقت أو هما بدون وعي منهما أقحماك فيما بينهما من علاقة كزوجين، فعليك من الآن دون انتظار أن تعودي لموقعك الطبيعي في أسرتك كابنة، فأنت لست صديقة لأمك لتحكي لك عن مساوئ زوجها، ولا أنت أم والدك يرحمه الله ليبث شكواه ممن تزوجها ولم تسعده..


أعلم أن تلك الخطوة ليست سهلة ولكن حين تركزي فيها ستتمكني من ضبط حدود تأثرك النفسي فلا تكوني في مكان يستنزفك من دون داع؛ لأنهما ببساطة كانا كبيرين بشكل كاف لأن يحلا معضلة زواجهما بدلا من الاختباء وراء مصلحة الأبناء أو نفسياتهم أو غيره. لأن مصلحة الأبناء الحقيقية وسلامة نفسيتهم تكتمل بالحب بين الأبوين الذي يجعل مناخ الحياة يختلف في صدور ونفوس الأولاد، ولم يكن حل الطلاق أو العلاج الزواجي حلا مناقضا لتلك المصلحة..

وكذلك ما يمكنك فعله هو أن تدعيها لتكف عن الغرق في الإحساس بالذنب من دون عمل يذهبه، ففي يدها أن تدعو الله له وتقرأ له القرآن وتواصل أهله إن أحبت، وأن تراجع نفسها في ردود أفعالها التي قلت إنها قاسية، لتكون شخصا آخر يجتهد في تغيير نفسه، والله رحيم غفور..


آخر تعديل بتاريخ
31 أغسطس 2021