أفكار وسواسية تدفعني للانتحار بعد سقوطي على طفلي
أنا مصابة بالوسواس القهري، وفكرتي الوسواسية تتمثل في الشك في طفلي ذي الاربع سنوات على أنه سيصبح مريضا بالبيدوفيليا بسبب سقوطي على رأسه وبالضبط على جبينه عندما كان رضيعا، حاولت الانتحار مرتين بسبب هذا الوسواس، أريدك أن توضح لي دكتور هل هناك علاقة بين البيدوفيليا واصابات الرأس لأني قرأت مقالا علميا ورد فيه أن هناك علاقة بين البيدوفيليا واصابات الرأس (دراسة كندية)، انني اتعذب يا دكتور، أرجوك ساعدني علما أنني أصبحت أكره طفلي بسبب هذا الوسواس
عزيزتي؛
دعيني أوضح لك أمرا مهما جدا وهو خطأ شائع يمر به الشخص المصاب بالأفكار الوسواسية القهرية، فلستِ وحدك من تقعين في هذا الخطأ، حيث يعتقد المصاب بالوسواس القهري أنه إذا ناقش الفكرة الوسواسية أو وجد لها دليلا بالإيجاب أو بالنفي ستخف الفكرة أو ستختفي، هذا الأمر خاطئ وليست له أي صحة.
والأفكار الوسواسية هي أفكار يعرف الشخص أنها غير منطقية، وفي بعض الأحيان على الرغم من أنها قد تحدث إلا أنها غير واقعية وأجد أن بعض المصابين بالوسواس القهري يصفونها بأنها أفكار تافهة لا تمت لشخصياتهم بصلة ويستمر الشخص بمقاومتها أو محاولة إقناعها وإيجاد أدلة تثبتها أو تنفيها لكن دون جدوى.. لماذا؟ لأنها ليست نتاجا لنقاش عقلي منطقي من بنات أفكار الشخص نفسه، بل هي نتيجة لخلل في الهرمونات والمستلمات العصبية في الدماغ بالذات السيرتونين والنورابنفرين. لذلك، نجد أن الوسواس القهري بجميع أنواعه يستجيب استجابة رائعة للأدوية المضادة للاكتئاب والتي تعمل على رفع مستوى هذه المستلمات بالذات إذا حدث هذا بالجرعة المناسبة وللوقت المناسب.
هذا بالضبط ما أطلبه منك... لا تجادلي الأفكار الوسواسية القهرية أبدا، حتى وإن أقنعت إحداها ستظهر أخرى، وبالتأكيد من غير السليم نفسيا أن تقضي بقية عمرك في مصارعة الأفكار وبالذات أنها تضغط عليك ضغطا شديدا أدى لمحاولات الانتحار التي ذكرتها.. استشيري طبيبا نفسيا في أقرب وقت لطفا،، أتمنى ومن كل قلبي أن تقومي بذلك في القريب العاجل..
دمتِ بخير..
