صحــــتك
30 يناير 2018

أفكار قهرية تافهة.. أطردها وتهزمني

لا أعرف كيف أبدأ لأني لم أفعل هذا من قبل، أعني الحديث عن مشاكلي الشخصية، على أي حال ما أريد معرفته هو: كيف أسيطر على تدفق أفكاري أو وساوس الشيطان بالأحرى؟ في بعض الأحيان لا أجدني أستطيع التوقف عن التفكير والتحليل والاستنتاج ومعاينة كل أبعاد المشكلة أو الموقف أو أيا كان ما أفكر به وهو في الغالب لا يستحق الالتفاف له ولا الخوض فيه ولكن عقلي لا يهدأ قبل أن أفهم كل شيء وأبرر كل تصرف قمت به أو قام به شخص آخر، وقد قادني هذا مرة إلى البكاء والمرة الأخرى ضربت الحائط بذراعي محاولا عبثا أن أتوقف عن التفكير ولو للحظة
الإفكار القهرية
ابنتي العزيزة:
في البداية أحب أن أوضح أنني سأخاطبك على أنك فتاة لأنك ذكرت هذا في خانة الجنس، رغم أن الاسم الذي اخترته لنفسك أقرب لأن يكون اسم فتى.. فاعذريني إن كنت مخطئة.

كنت أتمني أن تشرحي لنا بعض المواقف؛ لأتمكن من القرب أكثر من حقيقة ما تعانينه، ولكن على أية حال ما تتحدثين عنه يصرخ بوجود مخاوف كثيرة وقلق وقد يصل لدرجة الوساوس، وهي بلا جدال وساوس نفسية وليست شيطانية؛ فهناك مرض نفسي شهير جدا، يظهر نتيجة القلق الشديد الذي يكمن في اللاوعي، ويعرف باسم "الوسواس القهري"، وهو ببساطة شديدة - أرجو ألا تكون مخلة - عبارة عن فكرة أو أفكار تخرج من رأس صاحبها، وهذه الأفكار تتميز بما يلي:

1. تظل في حالة "زن" مستمر عليه.
2. يتصور الشخص أنه كلما قاومها، وتعارك معها ستنتهي، ولكنه يكتشف أنها تزداد، أو يتصور أنه حين يستجيب لتلك الأفكار سيتخلص منها، ولكنه يكتشف أن استجابته لم تنهها، بل جعلتها تزداد وتستمر.
3. الشاهد الثالث الذي يظهر في كلامك، والذي يجعل المتخصص يرى أنها وساوس قهرية هي أن الشخص نفسه يرى أن  تلك الأفكار أفكار تافهة أو سخيفة أو لا تستحق؛ فنجد من يكبر تكبيرة البدء في الصلاة عشرات المرات ولا يطمئن؛ لأنه مقهور تحت فكرة أنه لم يبدأ التكبيرة الصحيحة للصلاة، أو من يدخل ليتوضأ لصلاة الظهر حتى يؤذن للعصر، ومن يرفض لمس أي شيء غير متأكد من نظافته، أو من يتوهم المرض من أي ألم يشعر به، أو من "يجتر" الأحداث ليعيد التفكير فيها مرات ومرات؛ ليحاسب نفسه أوغيره، والكثير غير ذلك من تلك الأمور.

ولأنك ذكرت أكثر من عامل يتشابه، ويقترب من الوسواس القهري؛ فأطمئنك أولا بأن شهرته وانتشاره جعلا علاجه معروفا جدا، والشخص الذي يحترم إرشادات الطبيب بالجرعة والمدة التي يحددها؛ يتخلص فعلا من تلك الوساوس بنسبة تتخطى الـ 98%، وهذا المرض هو نفسي بالأساس بالرغم من وجود دراسات أثبتت وجود جزء وراثي فيه، ولا علاقة له إطلاقا بالشيطان ووساوسه؛ حتى ولو تعلقت تلك الأفكار بالله تعالى في بعض الحالات، وأن من يبدأ في العلاج مبكرا يكون هو الأوفر حظا، وأسرع في النتائج، بالتالي يوفر على نفسه سنوات من المعاناة الصامتة التي يأتي بعدها الشخص متأثرا أكثر، ويحمل معاناة نفسية إضافية بجانب الوساوس بفعل الزمن.

فلتبدئي بمد يد العون لنفسك بنفسك، وتواصلي مع متخصص ليحسم وجود تلك الوساوس من عدمها بسماع تفاصيل منك أكثر يستوضحها، وستجدين فرقا كبيرا في حياتك بعدها، والمتخصص سيساعدك بشكل مهني متكامل بجانب الدواء من خلال جلسات نفسية، ومعالجة للأفكار، وتعديل السلوك بخطط تتناسب مع طاقتك وظروفك.. هيا ابدئي.

اقرئي أيضاً:
اضطراب الوسواس القهري (ملف)
آخر تعديل بتاريخ
30 يناير 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.