27 مارس 2019

أعراض ما بعد صدمة الفقد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لم أستطع التكلم عن الأمر حتى الآن.. لا أعرف من أين سأبدأ.. في وقت سابق كنت كأي فتاة مليئة بالحيوية.. اجتماعية.. أكلم الصغار و الكبار، وليس للخجل طريق لي.. حتى توفى والدي الذي كان قريبا مني.. فقد صدمت من موته حتى أخذوني للمستشفى بمهدئات.. الخ، و بعد هذه الحادثة صرت إنسانة أخرى، لا أكلم الناس، أحب العزلة، لا أتكلم حتى مع الناس الأقربين لي، فقد صار الخجل والعزلة شعاري.. حتى في المواقف التي أحتاج فيها للتكلم لا أستطيع، وإذا حادثني شخص ما.. كل ما أفعله هو تحريك رأسي أو السكوت.. وأشعر أن رأسي فارغ كلياً، وأعاني من قفدان الثقة بالنفس في حين كانت الثقة عنواني في السابق، هكذا دائما حتى في حضور الأصدقاء لا يمكنني الحديث لأن عقلي فارغ كلياً.
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
أنت بالفعل عبرت عما حدث لك نفسياً بالكلمة العلمية الصحيحة، فهناك ما يعرف علميا بكرب ما بعد الصدمة، وهي مجموعة من المشاعر والأفكار والتصرفات تحدث للشخص بعد تعرضه لصدمة نفسية، والحقيقة أن أثر الصدمة النفسية على الإنسان يختلف من شخص لشخص، حسب تكوينه النفسي، ومتانة جهازه النفسي، واتساع وعيه، وكذلك باختلاف البيئة المحيطة به؛ فكلما كانت هذه البيئة متفهمة مشاركة داعمة آمنة؛ تمكن الشخص من تجاوز محنته الصادمة.



ولكن في الأغلب الأعم الصدمة النفسية تقوم بعمل ضغط نفسي كبير يظهر بأشكال مختلفة عند كل شخص، فأنت تقولين إنك صرت تشعرين بالخجل، ولا تتمكنين من مواجهة الناس والتعامل معهم، وستجدين رأسك كأنه فارغ تماما، وهذا الضغط النفسي يمكن للمعالج أن يساعدك في التحرر منه بشكل متدرج وبطيء، مما يمكنك من الرجوع لسابق حياتك، وهناك طرق كثيرة للعلاج منها العلاج بالسيكودراما، أو العلاج النفسي الجسدي، أو العلاج المعرفي السلوكي، وقد يقرر الطبيب هل أنت في احتياج لبعض الأدوية، كما سيساعدك ويدربك على مواجهة ضغوطات الحياة.. هيا يا ابنتي ابدئي رحلة عودتك لنفسك من جديد.. فأنت تستحقينها.
آخر تعديل بتاريخ
27 مارس 2019