15 سبتمبر 2019

أعاني من خيالات تعيب في الذات الإلهية وأريد التوبة

وانا اغتسل تأتيني صور جنسية ورغبة ملحة في عمل العادة السرية، رغم اني اقلعت عنها منذ أربعة أشهر، وهذه الخيالات تصاحبها خيالات كفرية مرعبة ترتبط بالذات الإلهية والعياذ بالله.. أريد أن أتوب.
عزيزتي نهى؛
الذي تعانين منه في أغلب الظن - حتى يتم تأكيد التشخيص بمراجعة الطبيب النفسي المعالج - هو أحد صور مرض الوسواس القهري، وهناك صور شائعة للوسواس القهري كالتكرار؛ تكرار الوضوء أو الصلاة... إلخ، أو وسواس النظافة؛ كالخوف من البكتريا والعدوى، وتكرار غسل الأيدي مراراً للتأكد من النظافة... إلخ.



وهناك صور أقل شيوعاً مثل الصور التي ذكرتها، والتي لها علاقة بأفكار وصور جنسية تهجم على العقل، ويصعب التخلص منها كأفكار جنسية ترتبط بالذات الإلهية أو الأنبياء والشخصيات المقدسة حيث يتصور المريض أشياء رهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الدين أو الأخلاق لا يمكن دفعها، أو سب قهري لأشياء مقدسة وغالية على النفس مثل سب الله عز وجل أو سب الأنبياء، مع العجز عن وقف هذه الأفكار.

الوسواس القهري له صور متعددة لا حصر لها يجمع بينها التعريف العام، فالوسواس فى الطب النفسي عبارة عن أفكار، وصور تقتحم العقل بطريقة مكررة لا يقوى العقل على دفعها، أو منع تكرارها، أو التخلص منها، فتلح عليه وهو يحاول جاهداً مقاومتها دون جدوى، وكلما قاوم هذه الأفكار تزايد عنده القلق، وهو يعلم يقيناً أنها أفكاره هو وليست دخيلة عليه، ويعلم أنها تافهة، ومع ذلك فإنه مضطر للتفكير فيها لاإرادياً.



أما الأفعال القهرية فهي أعمال وسلوكيات متكررة جبرية استجابة لأفكار وسواسية لتخفف أو تمنع القلق والإزعاج الناتج عن تلك الأفكار، ولا يستطيع المريض مقاومتها، وهي تستحوذ عليه لفترة طويلة، وهو غير راضٍ عنها ولا يحبها، لكنه مقهور على استمرار عملها، والقيام بها.

فالذي أنصح به هو زيارة أقرب طبيب نفسي لمناقشة الخطة العلاجية، والتي قد تشمل العلاج الدوائي من خلال مضادات القلق والاكتئاب، والتي اثبتت فعالية كبيرة في علاج مرض الوسواس أيضاً، وقد يقترح عليك البدء ببعض الجلسات النفسية العلاجية كالعلاج المعرفي السلوكي، والذي يمكنك من السيطرة على هذه الأفكار والأفعال المتكررة بدرجة كبيرة.



كلا نوعي العلاج يحتاج لوقت حتى تبدأ الأعراض بالتحسن، وكلاهما يحتاج وقتاً بعد التحسن حتى نضمن عدم الانتكاس مرة أخرى؛ لذلك فالجمع بين نوعي العلاج الدوائي والنفسي هو الأفضل كما أكدت ذلك الكثير من الدراسات والأبحاث.. مع خالص تمنياتي لك بالسلامة والسكينة.
آخر تعديل بتاريخ
15 سبتمبر 2019