صحــــتك
30 مايو 2023

أعاني من اضطراب علاقتي بوالدتي بعد فقدان أبي

هل الاضطراب فى المشاعر بينى وبين أمى بعد وفاة أبي طبيعي؟ أشعر بأنه لم أعد أهتم لغيابها، وأشعر أنها ستتركني، بقيت بعيدة عنها، ولا أود مشاركة شيء معها خوفًا من أن تتركني لوحدي، لا أستطيع فهمها، ولا حتى أن أحبها مثل الأول، وعلاقتنا حاليًا كانت جيدة قبل وفاة الوالد، لكنها الآن سيئة، ماذا أفعل؟

عزيزتي:

قد يحدث بالفعل تخبّطٌ في المشاعر لبعض الناس تجاه أحد الوالدين بعد وفاة أحدهما، ولكن حل تلك المعاناة يحتاج لفضول صادق، والفضول الذي أقصده هو الفضول الوحيد الصحي الذي يأتي بنتائج صحية وواقعية في نفس الوقت، وهو الذي لا يقترب لا من بعيد ولا من قريب بالتحقيق أو إثبات وجهة نظري، ولكن في صيغة فضول، ولا بالاتهام والتكذيب واللوم أو السخرية بأشكالها المختلفة، هو فقط فضول صحي لمعرفة ماذا يحدث هنا، ودون أي سابق خلفية، وصادق أقصد به درجة شفافية وقرب حقيقي ووعي لما يحدث بحيادية ومسؤولية ونضج:

  • راجعي علاقتك بوالدك -رحمه الله- كيف كانت وكيف كنتِ ترينه؟
  • وكيف كانت علاقتك بوالدتك وكيف كنتِ ترينها؟
  • هل تبنّيتِ مثلا وجهة نظرها في والدك، ولم تسمح لك تلك القصة برؤيته كما ترينه أنت كأب ورجل؟
  • هل كانت علاقتك به أكثر تفهماً وراحة مثلاً عن علاقتك بوالدتك؟
  • إن كان بعيداً واحتكاك بوالدتك كان نتيجته الطبيعية بعض التوترات، فمن يربّي ويتابع هو من يحتك وتحدث معه التشابكات، أم فقط هو الخوف من الفقد فكأنك تتبعي مثل “بيدي لا بيد عمرو”؟

 وعلى أية حال أرجو أن تقومي بما اقترحته، وسأترك لكِ عدة نقاط لإدراكها  فيما ذكرتيه أنت عما تشعرين:

  1. الذكي من لا يميت الحي مرتين، فيشعر بالفراق مضاعفاً، فأمك لا زالت تحيا معكِ، فبُعدكِ عنها يجعلك تشعرين غيابها عن حياتك مرتين، الآن وحين تموت فعلاً. تذكري أنها متألمة من فقد زوجها، فلا تجمعي عليها فقدك أنتِ أيضاً.
  2. كثيراً ما يجمعنا التشارك في المرور بنفس التجربة وما فيها من وجع، فيقوّينا أننا فقط معاً في ذلك، وليس الغرق فيه، ولا تجاهله، ولا حتى انتظار الحل، فقط مشاركة الطريق بدلاً من أن يكون كل واحد منا وحده.
  3. حين نقبل بصدق وتسليم لله سبحانه موتنا نحن شخصياً؛ نتمكن من قبول موت أي آخر، مهما زعمنا أننا نقبل موتنا دونه، ومهما كان غالياً قريباً بداخلنا.
  4. الفقد الحقيقي؛ يكون حين نقطع جزءًا أصيلًا من حياتنا مرَرْنا به بأفكارنا ومشاعرنا، وذكرياتنا، وروحنا، إلخ، فمن يفعل ذلك يكون قاسٍ جداً على نفسه، ويحتاج لنضوج يجعله يرى أن الغالي الذي فقدناه بجسده لا زال بداخلنا بصوته وذكرياته وحبه ونصائحه، ويتمكن بمرور الوقت من الاستئناس بكل ذلك، دون مرارة ولا غرق في الحزن يؤذينا ويؤذيه؛ لأنه لا يريد ذلك لنا حتماً، ولا يؤذي المتألم بزيادة ألمه باقتطاع جزء من حياته من مسيرته عمداً، فيفقد الأهم، وهو فقدانه لجزء منه هو شخصياً.

دمت بخير أنت ووالدتك، حتى تلتقيا معاً في مستقر رحمته، بلا فراق بلا موت.

آخر تعديل بتاريخ
30 مايو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.