صحــــتك

ما يهمك معرفته عن رهاب الماء بعد داء الكلب

سمي رهاب الماء بهذا الاسم لأن الإصابة به تتمثل في الخوف من الماء. ولا يتضمن رهاب الماء في الواقع الأعراض النفسية المعتادة مثل الخوف والذعر، ولكنه يتَّسِم بتقلصات مؤلمة ولا إرادية في الحلق يسببها فيروس داء الكلَب. هذه التشنجات الحلقية يمكن أن تجعل ابتلاع الماء مؤلمًا وصعبًا للغاية.

يتطور الخوف من الماء عادة بسبب الأعراض الجسدية المصاحبة لداء الكلَب، لذلك فهي حالة مرَضية جسمية، وليست حالة نفسية. ويحدث رهاب الماء فقط في المرحلة المتأخرة من داء الكلَب، ويتبعه الموت في أغلب الحالات. وسنلقي في هذا المقال نظرة على رهاب الماء بعد داء الكلَب بمزيد من التفصيل، بما في ذلك سماته الشائعة، والأسباب والأعراض، والتشخيص.

ما داء الكلَب وعلاقته برهاب الماء؟

داء الكلَب هو عدوى فيروسية قاتلة تصيب المخ والأعصاب. يمكن أن ينتشر من خلال عضة أو خدش من حيوان مصاب بهذا المرض. وهو عدوى فيروسية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار (الكلاب والخفافيش والثعالب والبشر). وغالبًا ما يظل فيروس داء الكلَب كامنًا لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر قبل أن يبدأ في مهاجمة الجهاز العصبي المركزي، وتبدأ الأعراض في الظهور.

تظهر الأعراض على شكل سلوك غير طبيعي، وتقلّب في الوعي، وزيادة الرغوة في الفم ورهاب الماء، وبمجرد حدوث هذه الأعراض، يصبح العلاج غير فعال، ويكاد يكون الموت حتميًا.

وعلى الرغم من أن داء الكلَب يصيب عددًا من الحيوانات ذوات الدم الحار كما ذكرنا من قبل، إلا أن رهاب الماء هو أحد الأعراض التي تحدث بشكل أساسي عند البشر، فيتطور الخوف من الماء خلال المراحل المتقدمة من داء الكلَب. وغالبًا ما يتطور عندما يكون الشخص مصابًا بداء الكلَب الغاضب -وهو نوع من داء الكلَب- يؤدي إلى التهاب الدماغ.

ويعتبر داء الكلَب الغاضب هو النوع الأكثر شيوعًا من داء الكلَب، يحدث في 80٪ من الحالات، حيث يدمر التهاب الدماغ الخلايا العصبية الموجودة في منطقة جذع المخ، والمتحكمة في تنفس الشخص، كما يمكن أن يؤدي هذا بعد ذلك إلى تقلصات شديدة في عضلات البلعوم، وهي انقباضات وتشنجات في عضلات الأنبوب الذي يربط الأنف والحلق بالمريء. يمكن أن تجعل التشنجات عملية البلع صعبة ومؤلمة للغاية، ويمكن أن تتسبب أو تتفاقم بسبب شرب الماء.

يتسم رهاب الماء الناتج عن داء الكلَب بأعراض جسدية يمكن أن تؤدي إلى صعوبات في البلع أو ألم عند البلع. يمكن أن تؤدي هذه التشنجات اللاإرادية والمؤلمة في الحلق إلى الخوف الشديد، أو الرعب، أو الذعر عندما يرى الشخص الماء، أو يشعر به، أو يتذوقه، ويؤدي توقع حدوث الألم وعدم القدرة على البلع إلى رفض الشخص شرب الماء، بغض النظر عن مدى عطشه، أو مدى أهميته لبقائه على قيد الحياة.

ولأن الماء مهم لصحتنا وبقائنا، فإن الخوف من الماء يمكن أن يكون ضارًا للغاية. فلا يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة أكثر من ثلاثة أيام تقريبًا دون ماء. ومع ذلك، نظرًا لأن الشخص الذي يعاني من رهاب الماء مصاب أيضًا بفيروس داء الكلَب، فمن المحتمل بالفعل أن يكون جسمه ضعيفًا، مما يعني أن وقت بقائه على قيد الحياة سيكون أقل.

ما الفرق بين رهاب الماء بعد داء الكلَب (Hydrophobia)، والخوف من الماء (Aquaphobia)؟

يختلف رهاب الماء بعد داء الكلَب (Hydrophobia) عن الخوف من الماء؛ لأن الخوف من الماء (Aquaphobia) هو رهاب نفسي من الماء غير مرتبط بداء الكلَب، وعادة ما يتطور بعد تجربة مؤلمة تتضمن الماء. فيحتمل أيضًا أن يواجه المريض به بعض الأعراض مثل:

  • الشعور بالخوف الشديد أو الذعر أو القلق الذي يصعب إدارته.
  • الخوف أو القلق الذي لا يتناسب مع الخطر الحقيقي.
  • خوف من الماء لمدة ستة أشهر على الأقل.
  • سلوكيات التجنب لمنع مواجهة الماء.
  • الخوف من الماء الذي يتعارض مع حياتهم اليومية، أو الشعور بالأمان.

لذلك، فعلى الرغم من أن رهاب الماء بعد داء الكلَب والخوف من الماء قد يشتركان في بعض العلامات والأعراض المتشابهة، إلا أنهما حالتان طبيتان مختلفتان تمامًا يمكن للأطباء التفريق بينهما بسهولة. فكلاهما له أسباب وتوقعات وعلاجات مختلفة.

ما أعراض رهاب الماء بعد داء الكلَب؟

نظرًا لأن رهاب الماء مرتبط بفيروس داء الكلَب، فغالبًا ما يكون موجودًا بالاقتران مع الأعراض الشائعة الأخرى لداء الكلَب مثل:

  • فرط النشاط.
  • الهياج أو العدوانية أو الارتباك.
  • صعوبة في التنفس.
  • هلوسات بصرية أو سمعية (مثل رؤية أو سماع شيء لا يستطيع أي شخص آخر القيام به).
  • تشنجات عضلية.
  • إفراز اللعاب المفرط (اللعاب)، الرغوة في الفم أو سيلان اللعاب.
  • تقلب في درجة الوعي.

ينتشر فيروس داء الكلَب في اللعاب، ويقلل البلع من انتشار الفيروس. ولذلك فإن أحد الأعراض الرئيسية لداء الكلَب مرتبط برغبة الفيروس في الانتشار. يغير داء الكلب إفراز اللعاب، مما يتسبب في إفراز الجسم للمزيد من اللعاب (وهذا هو السبب في سيلان اللعاب، وهو علامة شائعة للإصابة بداء الكلَب).

قد يعاني الشخص المصاب برهاب الماء أيضًا من أعراض رهاب الهواء، وهو خوف شديد من الهواء النقي؛ وذلك لأن تنفس الهواء يمكن أن يؤدي إلى الألم، أو الانزعاج الناجم عن رهاب الماء.

كيف يُشخص رهاب الماء بعد داء الكلَب؟

إذا كنت تعتقد أنك أو أي شخص آخر تعاني من رهاب الماء، خاصة إذا كان لديك أي أعراض مقلقة كالمذكورة أعلاه، فيجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور، وحتى إذا كنت لا تعاني من أي أعراض لرهاب الماء ولكنك تعرضت مؤخرًا (في الأشهر الثلاثة الماضية) للعض أو الخدش من قبل حيوان من ذوات الدم الحار مثل كلب أو ثعلب أو راكون أو خفاش، فيوصى بزيارة أقرب مستشفى أو مركز طبي في أسرع وقت ممكن؛ وذلك لأن العلاج المبكر يمكن أن يكون فعالًا للغاية، ويمنع داء الكلَب من التقدم إلى المرحلة التي يتطور فيها إلى رهاب الماء.

يتم تشخيص داء الكلَب باستخدام اختبار الأجسام المضادة الفلورية المباشرة (DFA). يكتشف الاختبار مستضدات فيروس داء الكلَب في أنسجة المخ. وتشمل الاختبارات التشخيصية الأخرى التي يمكن استخدامها ما يلي:

  • خزعة الجلد: تُؤخذ عينة صغيرة من الجلد ويتم فحصها لمعرفة ما إذا كان الفيروس موجودًا.
  • اختبار اللعاب: تُؤخذ عينة من اللعاب ويتم فحصها لمعرفة ما إذا كان الفيروس موجودًا.
  • البزل القطني: تُزال عينة صغيرة من السائل الدماغي النخاعي باستخدام إبرة ويتم فحصها بحثًا عن الأجسام المضادة لداء الكلَب.
  • فحص الدم: تُؤخذ عينة دم ويتم فحص الأجسام المضادة لداء الكلَب.

ومع ذلك، قد لا يتم رصد هذه الأجسام المضادة إلا في المراحل المتأخرة من داء الكلَب. لذلك، يوصى الأطباء بالبدء في إعطاء العلاج في معظم حالات الاشتباه في الإصابة قبل تأكيد التشخيص.

كيف يتم علاج رهاب الماء بعد داء الكلَب؟

يعتمد علاج داء الكلَب على ما إذا كنت قد بدأت في إظهار أي علامات أو أعراض للعدوى. فبحلول الوقت الذي يتطور فيه فيروس داء الكلَب بما يكفي للتسبب في رهاب الماء، يكون دائمًا قاتلًا، ومن المرجح أن يكون العلاج غير فعال، فيحتمل أن يموت الشخص أو الحيوان المصاب بداء الكلَب الغاضب في غضون ستة أيام من ظهور الأعراض، وفي غضون أيام قليلة من ظهور أعراض رهاب الماء، فإذا تم علاج العدوى بسرعة في يوم الإصابة، فيكون الأمر مطمئنا.

إذا تعرضت للعض مؤخرًا مع احتمالية التعرض لداء الكلَب، فقد يشمل علاجك ما يلي:

  • تنظيف وتعقيم منطقة العض.
  • أربع جرعات من لقاح داء الكلَب على مدار شهر إذا لم يتم تطعيمك من قبل، أو جرعتين إذا تم تطعيمك.
  • الغلوبين المناعي (Igs) ويكون على الأرجح عن طريق الحقن في منطقة العضة أو الخدش لتوفير أجسام مضادة فورية، وحماية قصيرة المدى إذا لم تتمكن من الحصول على اللقاح فورًا، أو قبل أن يبدأ اللقاح في العمل.
  • يمكن علاج العدوى بمزيج من لقاح داء الكلَب والغلوبين المناعي لداء الكلَب، مما يساعد على إنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمكافحة فيروس داء الكلَب.
  • بمجرد ظهور الأعراض الفسيولوجية والعصبية لداء الكلَب مثل رهاب الماء، فيكون العلاج غير فعال، وبدلاً من ذلك سيتم إعطاء الفرد علاجات لجعله هادئًا، ولحماية الأشخاص الآخرين. فبمجرد أن يصاب الشخص برهاب الماء، فهذا يعني أن دماغه وأعصابه قد أصيبت بالعدوى. وهذا يجعل من المستحيل علاج داء الكلَب ورهاب الماء، ويتمكن الفيروس من مواصلة مهاجمة الجهاز العصبي المركزي.

وأخيرًا..

إذا ظهرت أعراض رهاب الماء وتم تأكيد تشخيص داء الكلَب، فسيركز العلاج على جعله هادئًا قدر الإمكان، بدلاً من علاج العدوى. ونظرًا لأن الشخص المصاب برهاب الماء لا يمكنه شرب الماء، فيمكن إعطاؤه سوائل عن طريق الوريد من خلال طريق التنقيط. ولكن للأسف، بمجرد ظهور أعراض رهاب الماء، تحدث الوفاة عادةً في غضون أيام قليلة، بسبب توقف القلب والجهاز التنفسي.

المصادر:

What is Hydrophobia?

 

WHY DOES RABIES CAUSE HYDROPHOBIA?

آخر تعديل بتاريخ
15 نوفمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.