هل تقلل بدائل الملح من خطر ارتفاع ضغط الدم؟

إعداد بتول أبو زغلة

بدائل الملح.. الإفراط في استهلاك الملح هو أحد الأسباب العالمية لحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، فهل تستطيع بدائل الملح أن تقي من هذه الأمراض؟

يشير بحث جديد إلى أن استخدام بدائل الملح، أي المضافات الغذائية التي تحتوي على كمية أقل من الصوديوم، بدلاً من ملح الطعام يمكن أن يساعد في تقليل خطر ارتفاع ضغط الدم، إذ وجَدت الدراسة أن كبار السن الذين يعانون من ضغط دم أعلى من المعدل الطبيعي والذين يَستخدمون بدائل الملح، لديهم معدلات أقل للإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما كان لديهم أيضاً انخفاض في ضغط الدم بشكل عام مقارنة بأولئك الذين استخدموا ملح الطعام.

بدائل الملح تخفض خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 40%

يأتي هذا البحث من تجربة DECIDE-Salt، وهي تجربة متعددة المراكز أجريت في 48 منشأة لرعاية المسنين في الصين، وكان نحو 75% من المشاركين من الذكور، وكان متوسط عمر المشاركين 71 عاماً.

وطوال التجربة التي استمرت عامين، أراد العلماء أن يروا كيف ستؤثر أنواع الملح المختلفة على ضغط دم المشاركين، وأظهر المشاركون الذين تلقوا بدائل الملح تحسنًا في ضغط الدم.

ولمزيد من التحقيق في هذه النتائج، أراد الباحثون أن يروا كيف سيؤثر بديل الملح فقط على الأفراد الذين لديهم ضغط دم أقل من 140/90 ملم زئبقي. وشملت الدراسة ما يقرب من 600 مشارك، تم تقسيمهم بالتساوي إلى مجموعتين، واحدة تلقت الملح العادي، والأخرى حصلت على بديل الملح، وهو ملح يحتوي على كلور البوتاسيوم بدلا من كلور الصوديوم.

ولكي يتم تضمينهم في التجربة، كان على المشاركين أن تكون قراءة ضغط دمهم أقل من 140/90 ملم زئبقي لتلبية متطلبات ضغط الدم "الطبيعية" لمؤلفي الدراسة، ولا يمكنهم تناول أي دواء لضغط الدم خلال فترة التجربة.

وعلى مدار عامين من الدراسة، وجَد الباحثون أن الأفراد في مجموعة بدائل الملح كانوا أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 40٪ مقارنة بمجموعة الملح العادي، ولاحظ الباحثون أن بديل الملح يبدو أنه يمنع ارتفاع ضغط الدم بدلاً من التسبب في انخفاضه. ويساعد هذا التمييز في تفسير سبب بقاء حالات انخفاض ضغط الدم على حالها تقريباً.

هل يتوجب عليك التخفيف من استهلاك الملح؟

ارتبط استهلاك الملح بارتفاع ضغط الدم ونتائج صحية سلبية أخرى مثل:

  • النوبة القلبية.
  • السكتة الدماغية.
  • تلف الكلى.
  • هشاشة العظام.

تظهر الأدلة المتزايدة أن بدائل الملح يمكن أن تكون وسيلة رخيصة وفعالة لتقليل تناول ملح الطعام العادي (كلور الصوديوم). ومن الناحية المثالية، يجب على الأفراد اختيار المنتجات المناسبة في السوبر ماركت والتي تحتوي على كمية منخفضة من الملح، ويجب ألا يضيفوا الملح إليها بأنفسهم.

الملح المخفي في الطعام

استهلاك الصوديوم ليس له علاقة بالملح الموجود على طاولة الطعام فقط، بل يتعلق أكثر بكيفية معالجة الأطعمة في أيامنا هذه، إذ يأتي نحو 10% فقط من كمية الصوديوم من تناول ملح الطعام العادي، والغالبية العظمى منه تأتي من الأطعمة المكرَّرة والمعالَجة وتناول الطعام خارج البيت. لذلك يوصى بتجنب الأطعمة المصنّعة، واستبدال الملح بالأعشاب وبدائل الملح الغنية بالبوتاسيوم.

ما كمية الصوديوم المسموح باستهلاكها يومياً؟

غالبًا ما يتم استخدام مصطلحات الملح والصوديوم بشكل متبادل، ولكن من المهم معرفة الفرق بينهما.

يتكون ملح الطعام من كلور الصوديوم، وتتألف عناصره من 40% صوديوم و60% كلور. لذلك، في كمية معينة من الملح، مثل ملعقة كبيرة، يكون 40٪ فقط منها صوديوم، ولهذا السبب تختلف التوصيات اليومية لتناول الملح عن تناول الصوديوم.

وتوصي منظمة الصحة العالمية باستهلاك أقل من 2000 ملليجرام من الصوديوم، أو نحو 5 جرامات من الملح يومياً.

آخر تعديل بتاريخ
03 مارس 2024