يعد الوصول إلى الخدمات الطبية أحد أبسط الحقوق الإنسانية التي تحثّ عليها منظمات الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان، فمهما كان عِرقك أو دينك أو لونك، لا بد من تمتعك كإنسان بهذا الحق البسيط الذي حُرم منه المواطنون في قطاع غزة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية القائمة والحرب التي شنّتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يفتقر إلى أبسط الإمدادات الطبية.
كم عدد المستشفيات في غزة؟
توجد 14 مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة في الضفة الغربية، بسعة سريرية شاملة قدرها 1,661 سريراً؛ وهو ما يعادل 50% من مجمل أسرة مستشفيات وزارة الصحة، بينما توجد 13 مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة في قطاع غزة في فلسطين؛ ويبلغ عدد أسرّة مستشفيات وزارة الصحة في قطاع غزة 1,664 سريراً، أي 50% من مجمل أَسرّة مستشفيات وزارة الصحة في فلسطين. أكبر مستشفيات غزة هي مستشفى الشفاء في مدينة غزة. والسؤال المطروح هنا، كيف كانت قدرة هذه المستشفيات على استيعاب الجرحى والقتلى نتيجة جرائم الحرب التي ارتكبها العدو الصهيوني.
ما هو الوضع الراهن للمستشفيات في غزة؟
مع ارتفاع عدد الشهداء في القطاع، لم تتمكن معظم المستشفيات من استيعاب هذا العدد المهول من الجثث في ثلاجات الموتى، ما اضطر المستشفيات إلى تكديس هذه الجثث على الأرض أمام المستشفيات في وضع مؤلم لا يمكن للعقل البشري أن يستوعبه بعد عمليات قصف المنازل على أصحابها، وقتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي، الأمر الذي ينافي جميع القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
عدا عن ذلك، قامت الحكومة الإسرائيلية الصهيونية بوقف وصول الإمدادات الطبية من معدات وأدوية، حتى لا يتسنّى للجرحى والمصابين البقاء على قيد الحياة، لتخالف بهذا أبسط القواعد والأعراف الدولية.
ولم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد، بل قامت بقصف عدد من المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف المحمّلة بالجرحى، واستهدفت عددًا من المسعِفين، واستشهد عدد كبير منهم وهم على رأس عملهم، هذا بحسب ما أشارت إليه "منظمة أطباء بلا حدود".
أما بالنسبة للمستشفيات التي ما زالت تعمل، فقد قالت المنظمة الطبية الخيرية إن إسرائيل أنذرت بعضها بضرورة إخلاء المنشآت الطبية بينما كان المسعِفون ما زالوا يعالِجون المرضى، لتغلِق بهذا جميعَ الأبواب أمام العاملين من طواقم طبية في إسعاف المصابين.
ما الذي يمكن فعله تجاه الوضع الصحي في غزة؟
طالبت علا الجعبري -ممثلة عن منظمة أطباء بلا حدود- بالتدخّل الفوري لوقف هجمات إسرائيل العنيفة على المرافق الطبية.
ودَعَت المنظمة إلى وَقف "القتل العشوائي" وسَحب الإنذار بإخلاء المستشفى، وحماية مرافق الرعاية الصحية والمدنيين في قطاع غزة.
ويأتي الدور الأكبر إلى توصيل الصورة الواضحة والكاملة لما يحدث، وإيصال هذه الرسالة إلى جميع المنظمات الدولية بشتى الأساليب. فلا بد للعالم أجمع أن يدرك مدى تردّي الوضع الصحي في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي لا يراعي أي حقّ من حقوق الإنسان، ولا حقّ الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة.
المصادر:
