في تطوّر حيوي يعكس الجهود المستمرة لمكافحة متحور كورونا الجديد، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الاثنين عن موافقتها على استخدام اللقاحات المحدَّثة المطوَّرة بواسطة شركتي "مودرنا" و"فايزر/بيو إن تك"، لمكافحة تفشي الفيروس وتحسين الحماية الصحية للمواطنين.
يأتي هذا القرار في ظل تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وظهور مخاوف متزايدة من تأثيره خلال فصلي الخريف والشتاء.
وفقًا للمعلومات المقدَّمة من الشركات المصنِّعة للقاحات، تمت مراجعة نتائج الاختبارات التي أُجريت على هذه اللقاحات، وأظهرَت نجاحها في مواجهة سلالة EG.5 التي تنتشر حاليًا في الولايات المتحدة.
تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا يدفَع للموافقة على اللقاحات الجديدة
وجَدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نفسها مضطرة للموافقة على لقاحات كورونا، في الوقت الذي شهدت فيه الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالمتحور الجديد من هذا الفيروس.
وقد جاء هذا القرار بالتزامن مع تزايد المخاوف من تأثير موسم الخريف والشتاء المقبلَين، إذ يتوقَّع أن يكون متحور الفيروس الجديد جزءًا من مجموعة متحورات أخرى تشمل الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).
تمثّل اللجنة الاستشارية لممارسات الوقاية واللقاحات مجموعة من الخبراء المستقلّين الذين يقدّمون توصيات للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بشأن قرارات التطعيم. بعد تقديم هذه التوصيات وموافقة مدير مركز السيطرة على الأمراض عليها، سيتمكّن الأفراد من تلقي اللقاحات المحدّثة.
تحديثات إدارة الغذاء والدواء لتعزيز الحماية من فيروس كورونا
مع اقتراب فصلَي الخريف والشتاء، تأخذ تحديثات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أهمية خاصة، إذ تهدف إلى تعزيز الحماية من فيروس كورونا خلال هذا الموسم الحَرج. كما تعزّز هذه التحديثات الأملَ في تقليل انتشار الفيروس وتقليل الأثر الصحي للمصابين.
تشجّع السلطات الصحية الأفراد على تلقّي الجرعة المحدّثة من اللقاح بمجرد توفّرها، وذلك بناءً على الزيادة في حالات الاستشفاء من الفيروس في الفترة الأخيرة، والمخاوف المتزايدة من تأثير موسم الخريف والشتاء القادم.
تأتي هذه التحديثات في إطار جهود مستمرة للسيطرة على الفيروس ومكافحته، وتعزيز الحماية العامة، مع توفير اللقاحات المحدّثة للمواطنين الأكثر عرضة للمخاطر.
ما يجب معرفته عن لقاحات كورونا الجديدة
الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أكثر، بغض النظر عن تلقيهم لقاح كورونا في السابق، مؤهّلون لتلقي جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19 المحدَّث، بعد مرور ما لا يقل عن شهرَين من آخر جرعة لأي لقاح سابق ضد هذا الفيروس.
الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات وقد تلقّوا اللقاح سابقًا مؤهّلون لتلقي جرعة واحدة أو جرعتَين من اللقاح المحدّث بناءً على اللقاح السابق الذي تلقّوه، وتوقيت التطعيم.
الأفراد الذين لم يتلقّوا اللقاح، وتتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات مؤهّلون لتلقّي ثلاث جرعات من لقاح Pfizer-BioNTech COVID-19 المحدَّث، أو جرعتَين من لقاح Moderna COVID-19 المحدَّث.
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية واثقة من سلامة وفعالية هذه اللقاحات المحدّثة، وتُظهِر تقييمات الفائدة والمخاطِر للوكالة أن فوائد هذه اللقاحات للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر وما فوق أكبر من مخاطرها. من المتوقع أن توفّر اللقاحات المحدّثة حماية جيدة ضد فيروس كورونا من السُّلالات الحالية المنتشرة.
باستثناء ظهور سلالة أشد فتكًا بشكل ملحوظ، تتوقّع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن تحتاج تكوينات لقاحات كوفيد-19 إلى تَحديث سنويًا، مثلما يتم ذلك للقاح الإنفلونزا الموسمية.
وقد اجتمعت لجنة المستشارين للتطعيم التابعة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الثلاثاء 12 سبتمبر لمناقشة التوصيات السريرية حول مَن ينبغي لهم تلقّي لقاح محدَّث، بالإضافة إلى الاعتبارات الإضافية لفئات سكانية معيَّنة، مثل الأفراد الذين يعانون من ضَعف في جهاز المناعة وكبار السنّ.
أعلنَت الشركات المصنِّعة علنًا أن اللقاحات المحدّثة ستكون جاهزة هذا الخريف، وتتوقَّع إدارة الغذاء والدواء أن تكون اللقاحات المحدّثة متاحَة في المستقبل القريب.
نهايةً، تأتي هذه الموافقة كخطوة مهمة في مكافحة جائحة كوفيد-19، وتشير إلى التزام السلطات الصحية بتوفير أعلى مستويات الحماية للجمهور. تشجّع السلطات الصحية الأفراد على تلقي الجرعة المحدّثة فَور توفّرها، مع التركيز على الحاجة الملحَّة لتحسين الوقاية من الفيروس خلال الأشهر القادمة. تعكس هذه الخطوة التزامًا جِدِّيًا بصحة العامة وسلامة الجميع، وتأمل السلطات أن تكون لقاحات كورونا المحدّثة نقطة تحوُّلٍ مهمة في الحملة العالمية لمكافحة هذا الفيروس المستجِد.
المصدر:
