يعتقد بعض الأطباء بوجود متلازمة جديدة لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم دواء الفنتانيل أثناء الحمل. تم التعرف على ستة أطفال لأول مرة أصيبوا بها نتيجة تناول الأمهات الفنتانيل في مركز صحة نيموورز للأطفال في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، واثنين في كاليفورنيا، وواحد في كل من ماساتشوستس ورود آيلاند. قامت إيرين وادمان، مستشارة الوراثة في نيمور، وزملاؤها بتقديم تقرير عن الأطفال الرضع مؤخرًا في مجلة Genetics in Medicine Open، تحدثوا فيها عن اكتشاف متلازمة جديدة محتمَلة في أغسطس 2022، بعدما جاءت استشارة للدكتورة وادمان عن حالة طفل ولد بعيوب خَلقية، تبين لاحقاً أن والدته تناولت دواء الفنتانيل أثناء الحمل.
وجاء في تصريحٍ لها: "كنت جالسةً هناك في الموعد، وقلت لنفسي، هذا الوجه يبدو مألوفًا جدًا، هذه القصة تبدو مألوفة جدًا، وكنت أفكر فقط كيف ذكَّرني هذا المريض كثيرًا بمريض رأيته سابقًا في المستشفى، وقالت وادمان: عندها اعتقدنا أننا ربما عثرنا على شيء كبير حقًا هنا".
أعراض المتلازمة الجديدة الناتج عن دواء الفنتانيل:
يُعتقد أن الأعراض الجديدة للمتلازمة هي:
- حجم ووزن الطفل منخفض بشكل غير عادي.
- تدلي الجفون.
- أنف متجه إلى الأعلى.
- الفك السفلي في كثير من الأحيان أصغر من الحجم.
- أقدامهم مائلة إلى الأسفل وإلى الداخل.
- الأصابع الوسطى للقدم مكفوفة.
- كان لدى الأطفال الذكور تشوهات في الأعضاء التناسلية.
- واجه البعض صعوبة في التغذية.
- عدم اكتمال تكوين الإبهام.
فكَّرتْ وادمان وزملاؤها في البداية في متلازمة سميث-ليملي-أوبيتز، ومن المعروف أن الطفرات الجينية في متلازمة سميث-ليملي-أوبيتز تؤثّر على كيفية معالجة الأجنة للكوليسترول.
ولم يتم العثور على مثل هذه التغيرات لدى أي من الأطفال المصابين بهذه المتلازمة الجديدة، لذلك بدأ الأطباء يتساءلون عما إذا كان دواء الفنتانيل قد يسبب اضطرابات مماثلة في استقلاب الكوليسترول أثناء الحمل. ولكن ما هو دواء فنتانيل؟
ما هو دواء الفنتانيل؟
إنه مسكّن للألم ينتمي إلى مجموعة الأفيونات أو المسكنات المخدّرة، ويُستخدم في علاج أنواع متوسطة إلى شديدة من الألم، ويعمل على تثبيط مستقبلات الألم في الجهاز العصبي المركزي.
وقد يسبب هذا العلاج إدمانًا إذا استُخدم بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة، أو كليهما معًا. يمكن للمريض ملاحظة ارتفاع مستمر في الجرعة اللازمة لتسكين الألم بسبب اعتياد الجسم على الدواء. لذا، يجب الالتزام بتوجيهات الطبيب بخصوص الجرعة وطريقة الاستخدام.
ما مدى صحة هذه الدراسة؟
كتب الباحثون في التقرير الجديد: "على الرغم من أن تأثير الفنتانيل على استقلاب الكوليسترول لم يتم اختباره بشكل مباشر، ولكن استنادًا إلى أدلة غير مباشرة، فمن المعقول بيولوجيًا أنه يؤثّر على استقلاب الكوليسترول في الجَنين الذي ما زال ينمو داخل الرحم".
ومع ذلك، قالت وادمان: إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتأكيد النتائج، واتفق الخبراء على أن إجراء المزيد من الأبحاث أمر بالغ الأهمية.
وقالت الدكتورة نورا فولكو، مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، إن النساء في الدراسة "يتناوَلنَ الكثير من المخدرات"، وأنه "من الصعب للغاية تحديد ما إذا كان هذا مجرد تأثير الفنتانيل، أم أنه بالفعل تأثير أدوية أخرى، أو مجموعات أخرى من الأدوية؟"
وأضافت فولكو: "ومع ذلك، فإن مثل هذه التقارير مهمة للغاية، لأنها تسلط الضوء على القضايا التي نحتاج إلى التحقيق فيها بشكل منهجي".
وذُكر أن نظرية تأثير الفنتانيل على الكوليسترول سيتم استكشافها أيضًا من قبل باحثين من المركز الطبي بجامعة نبراسكا (UNMC).
قالت الدكتورة كارولي ميرنيكس، مديرة معهد مونرو ماير التابع لجامعة نبراسكا، إنها خصصت بحثًا لدراسة تأثير مجموعة متنوعة من الأدوية على استقلاب الكوليسترول.
وأوضح ميرنيكس أن الكوليسترول "ضروري لكل شيء في جسمك، وغشاء كل خلية، ولكل وظيفة فيها"، وأضاف: "إذا لم يكن هناك كوليسترول، فلن تكون هناك حياة".
تخطّط ميرنيكس لفحص دم الأطفال الذين تم التعرف عليهم في نيمور وأماكن أخرى.
وقالت رئيسة March of Dimes الدكتورة إليزابيث شيروت: “هذا أمر مثير للقلق ... بينما نرى هذه الخصائص المشتركة محددة، ربما نكون قد كشفنا عن متلازمة حقيقية".
أشادت الدكتورة سونيا راسموسن، عالِمة الوراثة الطبية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، وهي واحدة من أوائل من وَصَفوا العيوب المرتبطة بفيروس زيكا، بهؤلاء "الأطباء الأذكياء" في نيمور، لملاحظة ما يمكن أن يكون اتجاهًا مهمًا.
