ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يزيد من الإصابة بأمراض القلب

من المفهوم الشائع أن ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية مرتبطة بأمراض الكبار في السن، لكنه في الحقيقة قد يصيب الأطفال والمراهقين أيضًا، كما أنه قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى البعيد. أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ماكماستر في أونتاريو بكندا، أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة بما يقارب أربعة أضعاف للإصابة بأمراض القلب الخطيرة على المدى الطويل، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبات القلبية. تم عرض هذه الدراسة في الاجتماع السنوي لجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال (PAS) الذي عُقد في مدينة تورونتو في كندا، ونُشرت نتائجها في مجلة جاما لطب الأطفال (JAMA Pediatrics) في 6 مايو 2024.

ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال.. خطر متزايد

أصبح انتشار ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ظاهرة صحية مقلقة، ورغم انتشاره الواسع، فإن تأثيره على صحة الأطفال والمراهقين على المدى الطويل لا يزال غير واضح تمامًا.

ولفهم تأثير ارتفاع ضغط الدم على صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال والمراهقين على المدى الطويل، أجرى باحثون من جامعة ماكماستر في كندا دراسة واسعة النطاق استخدموا فيها بيانات صحية من قواعد البيانات الصحية الإدارية للمقاطعات الكندية.

دراسة تأثير ارتفاع ضغط الدم على صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال

شمَلت هذه الدراسة بيانات 25605 أطفال مراهقين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم في الفترة بين عامي 1996 و2021، بالإضافة إلى بيانات 128025 شخصًا لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وتمت مقارنة هذه البيانات بعد مطابقة كل شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم مع 5 من الأشخاص الأصحاء حسب العمر، والجنس، والوزن عند الولادة، ومراعاة تاريخ إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والأمراض المتزامنة التي أصيبوا فيها سابقًا (مثل مرض الكلى المزمن، والسكري، وجراحة القلب والأوعية الدموية)، بالإضافة إلى عوامل أخرى قد تزيد من خطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم.

ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لاحقًا

وفي خلال فترة المتابعة التي بلغ متوسط مدتها 13 عامًا، وجدت الدراسة أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم كانوا أكثر عرضة بمقدار يتراوح بين ضعفين إلى أربعة أضعاف للإصابة بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وقصور القلب، والحاجة إلى الجراحة القلبية، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم (من 2.2 إلى 4.6 لكل 1000 طفل-سنة). وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تُظهر أهمية فحص مستويات ضغط الدم وعلاجه خلال مرحلة الطفولة لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة في مرحلة لاحقة من الحياة.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور كال روبنسون من مستشفى تورونتو للأطفال المرضى قائلًا: "تخصيص المزيد من الموارد لفحص ضغط الدم لدى الأطفال والسيطرة عليه يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل لدى الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم".

كما أكد الدكتور روبنسون على أهمية زيادة الوعي بأهمية الفحص والمتابعة المنتظمة لارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، وذلك لوقايتهم من تطور أمراض القلب الخطيرة في مرحلة لاحقة من الحياة.

ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال؟

عادة لا تظهر أي أعراض عند معظم الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من الأعراض الآتية:

• الصداع.
• عدم وضوح الرؤية.
• الدوار وفقدان التوازن.
• الغثيان.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• صعوبة التنفس.
• القيء.
• نزيف في الأنف.

ختامًا، أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين يشكل خطرًا كبيرًا على صحتهم على المدى الطويل، إذ يزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة في مرحلة لاحقة من حياتهم، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبات القلبية وقصور القلب. وذلك يؤكد على أهمية الكشف المبكر عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم وعلاجه بشكل فعّال لمنع تطور أمراض خطيرة على المدى البعيد.