أعلن المركز الطبي بجامعة ميريلاند (UMMC) يوم الجمعة أنه وللمرة الثانية على الإطلاق، يتم زرع قلب خنزير في مُتَلَقٍّ بشري حي، وأُجريت هذه الجراحة الفريدة من نوعها في 20 سبتمبر في UMMC من قبل فريق الزراعة نفسه الذي أجرى أول عملية جراحية تجريبية من هذا النوع في عام 2022.
وفي بيان صحفي، قال المستشفى: "إن المتلقي لورانس فوسيت، البالغ من العمر 58 عامًا، يتنفس حاليًا من تلقاء نفسه، وقلبه يعمل بشكل جيد دون أي مساعدة من الأجهزة الداعمة".
تفاصيل حالة متلقي قلب الخنزير المعدل وراثياً
كان فوسيت يعاني من مرض القلب في المرحلة النهائية، وقال المستشفى في بيان إنه كان يعاني من مرض الأوعية الدموية الطرفية ومضاعفات النزيف الداخلي، مما يجعله غير مؤهل لإجراء عملية زرع قلب تقليدية، وتم قبوله في UMMC في 14 سبتمبر بعد ظهور أعراض قصور القلب، وقال لورانس إن أملي الوحيد هو نجاح تجربة زراعة قلب خنزير معدل وراثياً.
ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء، يُعَدّ هذا البرنامج مساراً محتَملاً للمرضى المصابين بمرض أو حالة خطيرة أو مهدِّدة للحياة، لاستخدامه علاجًا خارج التجارب السريرية عندما لا توجد خيارات علاجية بديلة أو خيارات مُرْضية متاحة.
ويعالج الأطباء أيضاً فوسيت بعلاج تجريبي بالأجسام المضادة لزيادة تثبيط جهاز المناعة ومنع الرفض، وستتم مراقبته عن كثب بحثاً عن أي علامات رفض أو أي تطور لفيروسات متعلقة بالخنازير.
كما كما تم فحص الخنزير -الذي استُخدِم قلبه في عملية الزراعة- عن كثب بحثاً عن أي علامات للفيروس أو أي مسببات للأمراض.
وقال الدكتور بارتلي جريفيث، الجراح الذي أجرى عملية الزرع وأستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة ميريلاند، "نحن نقدّم مرة أخرى لمريض يحتضر فرصة لحياة أطول، ونحن ممتنّون للسيد فوسيت لشجاعته واستعداده للمساعدة في تطوير معرفتنا بهذا المجال".
تجهيز قلب الخنزير للزراعة في جسم الإنسان
تم استخدام قلب خنزير معدل وراثياً من شركة Revivcor، وتم تعديل 10 جينات بالإضافة إلى تعطيل 3 جينات لإزالة سكّر ألفا غال في خلايا قلب الخنزير، والذي يمكن أن يؤدي إلى رد فعل حاد في جهاز المناعة البشري، مما يسبب رفض القلب، وتم تعديل جين آخر للتحكم في نمو قلب الخنزير لزيادة قبول الجهاز المناعي.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء لأول مرة على الخنازير المعدلة وراثياً في عام 2020 للاستخدام والاستهلاك العلاجي.
ولا توجد حالياً تجارب سريرية تَستخدم أعضاء الخنازير للزراعة في البشر الأحياء، إذ أَجرت جامعة ميريلاند أول عملية جراحية تجريبية من نوعها على ديفيد بينيت البالغ من العمر 57 عامًا، في يناير 2022. وتوفي بينيت بعد شهرين من الجراحة.
وعلى الرغم من عدم وجود علامات لرفض القلب في الأسابيع الأولى بعد عملية الزرع، فقد تبين بعد تشريح الجثة أن بينيت توفي بسبب قصور في القلب، ومع ذلك، أشارت دراسة حالة أجراها الأطباء ونُشرت في مجلة لانسيت أيضًا إلى وجود دليل على وجود فيروس الخنازير لم يتم التعرف عليه من قبل.
ما نتطلع عليه
قال الأطباء إن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى قدرة جسم فوسيت على تحمّل عضو الخنزير المزروع، وتشمل المخاوف ما إذا كان جهازه المناعي قد يرفض عضو الخنزير الغريب، أو ما إذا كان يعاني من عدوى الخنازير أو أي عدوى منقولة بواسطة الخنازير، على الرغم من أن الأطباء قبل الجراحة قاموا بفحص الخنزير -الذي استُخدِم قلبه في عملية الزراعة- بانتظام بحثاً عن العديد من فيروسات الخنازير والطفيليات والبكتيريا.
ووفقا للحكومة الفيدرالية، هناك أكثر من 113 ألف شخص على قائمة زراعة الأعضاء، بما في ذلك 3354 شخصًا يحتاجون إلى قلب، وتقول مجموعة Donate Life America إن 17 شخصًا يموتون كل يوم في انتظار عضو متبرَّع به.
بناءً على هذه البيانات والإحصاءات؛ نأمل أن يستمر نجاح العملية الثانية لزراعة قلب الخنزير في جسم الإنسان لإنقاذ حياة آلاف المرضى المهددين بالموت، بسبب إصابتهم بأمراض قلبية خطيرة، وبحاجة لزراعة قلب وإعطائهم الأمل للعيش فترة أطول.
المصدر:
