إليك أهم أساليب الوقاية من تصلب الشرايين
يحدث تصلب الشرايين Atherosclerosis عندما تتراكم الترسبات أو اللويحات داخل الشرايين مما يحد من تدفق الدم وقد يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، فما هي أساليب الوقاية من تصلب الشرايين ؟
نطرح في هذا المقال أهم أساليب الوقاية من تصلب الشرايين ، إذ يحصل القلب على ما يحتاج إليه من أوكسجين وغذاء عن طريق الدم الذي يصل إليه عبر الشرايين التاجية، وهي شرايين صغيرة تتفرع في عضلة القلب التي تعمل باستمرار، وتحتاج إلى إمداد مستمر بالأوكسيجين والغذاء. وعندما تصاب شرايين القلب بمرض تصلب الشرايين تتشكل في داخلها ترسبات دهنية وكلسية، تؤدي إلى تضيُّقها وانسدادها، مما يعوق مرور الدم فيها، فتنقص بالتالي كمية الدم التي تصل إلى عضلة القلب، وخاصة أثناء القيام بعمل أو جهد أو رياضة حينما يتطلب الجسم من القلب زيادة في ضخ الدم. ولكن إذا لم يحصل القلب عندها على ما يحتاج إليه من الدم، فإنه يعبّر عن هذه الصعوبة بشكل ألم في الصدر.
ما هي أعراض وعلامات تصلب الشرايين؟
لا تظهر الأعراض عادة حتى يصبح الشريان ضيقًا أو شبه مسدود، فبحسب العديد من الدراسات الإحصائية؛ فإن نصف السكان في أمريكا والذين تتراوح أعمارهم بين 45 و84 سنة لديهم حالات تصلب في الشرايين دون معرفتهم بهذا. غالباً ما تظهر أعراض نقص التروية بعد انسداد الشريان بنسبة تزيد عن 70% وبحسب موقع الانسداد.
تصلب شرايين القلب
تشمل أعراض تصلب شرايين القلب حدوث ضيق في التنفس وألم شديد في الصدر (الذبحة الصدرية)، قد يرافقه ألم في الظهر أو الكتفين أو الرقبة والشعور بالدوار مع خفقان شديد في القلب وتعرق بارد، وقد يحصل غثيان وقيء. وإذا حدث انسداد تام في أحد شرايين القلب بسبب تصلب الشرايين وتراكم ترسبات فيه وحدوث جلطة، فقد يسبب هذا أزمة أو جلطة قلبية تظهر بشكل ألم شديد في الصدر مع تعرق بارد، وقد يترافق بالغثيان والقيء وضيق التنفس والخفقان، وربما الدوار والإغماء.
تصلب شرايين في الجهاز الهضمي
عندما توجد إعاقة لتدفق الدم في الشرايين بشكل سليم إلى الجهاز الهضمي، تظهر أعراضه على شكل ألم وتشنج في البطن بعد تناول الطعام. وقد يشعر الإنسان بانتفاخ وغازات وغثيان وقيء وإسهال، بالإضافة إلى فقدان الوزن غير المقصود بسبب الخوف من الألم بعد تناول الطعام.
تصلب شرايين الساقين والقدمين
إذا كان الشخص يواجه ضعف تدفق الدم إلى أطرافه، فقد يشعر بأعراض كآلام العضلات أو ألم شديد في القدمين والأصابع، خاصة عند المشي، مع تغيرات في لون الجلد وتقرحات في القدمين لا تلتئم بسهولة.
تصلب شرايين الكلى
في حال وجود تضيق في شريان الكلى، قد يواجه الشخص أعراضًا مختلفة كارتفاع شديد في ضغط الدم لا يتحسن مع تناول الأدوية، مع تغير في عدد مرات التبوُّل وحصول تورم في الجسم، بالإضافة إلى حكة وصداع وغثيان وقيء وفقدان وزن غير مبرر.
تصلب شرايين الدماغ
في حال كان هناك تضيق في الشرايين وتعرض الشخص لنوبة نقص تروية دماغية، فقد يواجه العديد من العلامات كالدوخة وفقدان قوة العضلات وضعف شديد في جانب واحد وألم شديد في الرأس، كما أنه يصعب عليه النطق وتركيب جملة من دون تداخل كلماتها، وقد يفقد الشخص الرؤية في عين واحدة أو يشتكي من رؤية ظل داكن في مجال رؤيته.
ما هي أساليب الوقاية من تصلب الشرايين ؟
تطورت طرق علاج مرض تصلب شرايين القلب، وتوصل العلماء إلى أدوية فعالة في علاجه. كما أنه بفضل التطور في قثطرة القلب وتصوير الشرايين، أصبح بإمكان الطبيب أن يتعرف بدقة إلى مكان وجود التضيُّقات والانسدادات في شرايين القلب. إن تصلب شرايين القلب هو مرض هام يحتاج علاجه إلى التعاون الكامل بين المريض والممرضات والأطباء والمختصين بالتغذية من أجل تحقيق الغاية المرجوة، لذا على كل من يريد أن يتبع أساليب الوقاية من تصلب الشرايين الانتباه إلى نقاط كثيرة منها:
التغذية الصحية
نشرت الجمعية الأوروبية لأمراض القلب واحدة من أهم دراسات المراجعة العلمية حول الأطعمة وتأثيرها على صحة القلب والشرايين التاجية، ومن أبرز ما أقرته أنه من الخطأ ما اعتبره العلماء في الماضي هو اعتبار أن واحداً من الأغذية لوحده خطر يجب تجنبه، ولاحظت الدراسة أنه لا يوجد طعام واحد محدد يعتبر خطراً على صحة القلب، لكن أساس المسألة هي كمية الطعام التي تؤخذ مع تكرار الاستهلاك، وقد اعتبرت أن النباتات لا تصنع الكوليسترول، بل إن المنتجات الحيوانية هي المصدر الوحيد للكوليسترول، وأنها تحتوي دهوناً مشبعة بنسبة أعلى من الغذاء النباتي، وصنفت الدراسة خيارات الطعام وفق المقدار الصحي للاستهلاك الذي لا يؤثر سلباً على صحة القلب والشرايين، وهو على الشكل الآتي:
- وجبتان في اليوم من الخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة.
- وجبة واحدة يومياً من الحبوب المكررة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض، والمكسرات والبذور وزيت الزيتون أو زيت الخضراوات غير الاستوائية والزبادي غير المطعّم بنكهات الفاكهة.
- 4 وجبات في الأسبوع من البقوليات والسمك الطازج أو المجمد.
- اللحوم البيضاء غير المصنعة كالدجاج والبيض والجبن والحليب بما لا يزيد عن 3 وجبات في الأسبوع.
- الأطعمة النشوية المكررة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع بما لا يزيد عن وجبتين أسبوعياً.
- اللحوم المصنعة على فترات متباعدة.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
من أهم أساليب الوقاية من تصلب الشرايين هي ممارسة الرياضة، ويعتمد ذلك على عمرك وصحتك العامة، وعلى ما تحب أن تمارسه من أنواع الرياضة، فأفضل أنواع الرياضة بالطبع هي تلك الرياضة التي تحبها وتحب أن تمارسها بانتظام، مهما كانت بسيطة، لأن الاستمرار في ممارسة الرياضة عامل مهم في تحقيق الفائدة المرجوة منها.
يعد المشي أيسر أنواع الرياضة، ويعتبر رياضة بسيطة ومفيدة بشرط أن تكون مستمرة. والمشي مسافة 1 - 2 كيلومتر، 3 مرات أسبوعيا، يعتبر الحد الأدنى من الرياضة المفيدة للقلب. وإذا كنت تحب الجري أو السباحة أو كرة القدم، وتجد في نفسك القدرة على ممارستها فافعل. ولكن بالطبع إذا كنت مصابًا بتصلب شرايين القلب أو ارتفاع ضغط الدم، فيجب عليك استشارة الطبيب، لمعرفة مدى قدرتك على القيام بالرياضة المجهدة بشكل سليم قبل أن تُقْدم على هذا النوع من الرياضة.
الإقلاع عن التدخين
يضر التدخين المرضى المصابين بتصلب شرايين القلب بشكل مؤكد، خاصة إذا كانوا يعانون أيضًا من الداء السكري أو ارتفاع الكوليسترول والدهون في الدم. فالتدخين بأشكاله وأنواعه المختلفة يسرّع من تشكل التضيُّقات والانسدادات في شرايين القلب، ويؤدي إلى إصابتها بالتشنج، كما يؤدي إلى سرعة انسداد الوصلات الشريانية التي توضع للمريض في العمليات الجراحية التي تُجرى أحيانًا لعلاج المرضى المصابين بتصلب شرايين القلب. وتذكّر دائماً أن التدخين لا يحل أي مشكلة، وإنما يسبب كثيرا من المشكلات. لذا إذا كنت تبحث عن طرق الوقاية من تصلب الشرايين فابدأ من هنا.
نصيحة من موقع صحتك
إن من أهم أساليب الوقاية من تصلب الشرايين هي متابعة الفحص الدوري السنوي، فكلما كنت مهتماً بصحتك تحت إشراف الطبيب المختص كانت الوقاية أفضل، ولا تنسَ أن تمارس الرياضة بالشكل المطلوب، فإن فوائدها كثيرة. تابع مع أخصائيي التغذية نظاماً ملائماً لجسدك، ولا تنسَ أن التدخين عامل ضرر لا أكثر.