07 يوليو 2017
صديقتنا تسأل ونحن نجيب
تفتكر يا دكتور ماهو المبرر للتقلب المزاجى غير المبرر طول الوقت لفتاة جامعية؟ ورؤيتنا ومرجعيتنا للاشياء بتختلف بالنسبة لايه؟ وهل تفتكر ممكن كل تصوراتنا الشخصية عن شخص، ولو كان دكتور تكون غلط، تفتكر تحتاجه وتتوسم فيهم الرحمة، وتكتشف إنك بالنسبة لدكتورك النفسى إلى حطيته فى مكان كبير أوى مجرد سبب مادى، تقدر تقولى أتقبل ده في دكتوري أو إلى كان دكتورى إزاى
أهلاً وسهلا بك يا صديقتي؛
لقد سألت عن ثلاثة أسئلة، وسأجيبك عليها بالترتيب:
أولا.. ما هو المبرر للتقلب المزاجي طوال الوقت؟ والإجابة هي أن هناك أسباباً وليست مبررات، منها ما يدخل في إطار المساحة المقبولة، والتي فيها يتأثر الإنسان بالمواقف التي يمر بها صعودا، وهبوطا، ولكن يظل الإنسان في المجمل في حالة من الاتساق، والقدرة على التحكم في انفعالاته، ومزاجه بعد فترة بسيطة نوعا ما من الحدث.
ومنها ما يدخل في المساحة المرضية، حيث تتضافر العوامل الوراثية التي تتحكم في الجوانب الوجدانية، والتي يؤدي اختلالها لعدم الثبات في المزاج، فيظل المزاج في حالة من الارتفاع والانخفاض بدرجات مختلفة لفترات مختلفة، قد تكون ساعات، وقد تكون أياماً، وقد تكون أوقاتاً محددة في كل عام، حيث يتراوح المزاج بين الفرحة والبهجة العالية (الهوس)، والحزن والإحباط واليأس (الاكتئاب)، وبدون أسباب على أرض الواقع تجعله يصل لتلك الدرجات.
هذه التقلبات التي تأخذ الشكل المرضي، وتستمر لفترات طويلة تكون عرضاً من أعراض الاضطرابات النفسية، وأحيانا تكون مصحوبة بأخطاء التفكير، والحكم على الأشخاص، والذي نشأ في الغالب من طريقة التربية غير الصحية.
وهذه إجابتنا العامة على سؤالك العام، ولكنك لم تذكري لنا أي تفاصيل عن حالتك حتى يمكننا مساعدتك.
ثانيا.. اختلاف رؤيتنا، ومرجعيتنا للأمور؛ تختلف باختلاف تكويننا النفسي الذي نتج عن موروثنا الجيني، والعوامل التي كانت موجودة في بيئة التنشئة، وعلى رأسها طريقة التربية التي تشكل المساحة الأعظم في طريقة التفكير، والمشاعر، وطريقة التواصل مع أنفسنا، وغيرنا، ونظرتنا للحياة، ومعتقداتنا، والطريقة التي قدم لنا بها الدين، ومساحته، وعمقه، وما أثر فينا من خلال التربية من خلال القدوة سواء جيدة، أو سيئة، والرسائل غير المعلنة فيها، وما يحدث نفسيا في التفاعل بين أفراد الأسرة سواء بشكل صحي، أو غير صحي من أعمق ما يؤثر في رؤيتنا، ومرجعيتنا، وحكمنا على الأمور، ثم تأتي المواقف، والخبرات الحياتية التي نتعرض لها في حياتنا ونتعلم منها بشكل ناضج.
ثالثا.. طبيبك النفسي؛ فعلى الرغم من أنك لم تحدثينا عما تقولينه عنه، لكن الطبيب إنسان؛ قد يخطئ، أو يفشل، أو يضعف، وحين يكون تخصصه نفسيا يكون وجوده في حياة مريضه وجودا مختلفا له مساحة خاصة مختلفة، ولكن هنا توجد آلاف الاحتمالات التي وجدناها على أرض الواقع؛ فقد يكون الطبيب النفسي ملتزما جدا بدوره كمساند، ومعالج يعتمد على مدى ثقته بمريضه، ونوع علاقته به، ولكنه المريض قد يطرح عليه بعضا من سمات علاقته بأبيه، أو أمه دون أن يدري، أو قد يقع المريض خطأ في علاقة اعتمادية مع معالجه فيحكم على محاولات معالجه بالإصرار على تعليم مريضه الاستقلال بأنه تخلٍ، أو تراجع، أو غيره، وقد تكون رؤية المريض لمعالجه من خلال طرق تفكيره المرضية، أو المشوهة، ولكل هذه الأسباب، فإن المعالج النفسي مطالب برسم حدود واضحة تفصل بين علاقة الصداقة والعلاقة العلاجية مع مريضه، ومن أهم الأمور التي تساعد في رسم هذه الحدود الواضحة مسألة وقت الجلسة، ومسألة دفع المقابل المادي، فطبيبك ومعالجك ليسا أصدقاء لك، ولكنهما يقدمان لك خدمة ويحصلان على مقابلها.
ولا أنفي في نفس الوقت وجود بعض المتخصصين النفسانيين الذين يسيئون لشرف تلك المهنة العظيمة؛ وبالتالي لا يمكننا الحكم على حقيقة ما حدث معك من معالجك، وكل ما نرجوه منك أن تنظري له على أنه فقط معالج، ولن يكون لك أكثر من ذلك، وسيقدم لك كل الدعم في وقت جلساتك، وسيحصل منك على مقابل لهذه الجلسات، وبناء على هذه المعلومات الجديدة أدعوك
لتقييم علاقتك مع معالجك، فإذا كانت ضمن هذا الإطار المنضبط، ولكنها لم توافق توقعاتك فقد يكون من المفيد لك أن تعودي لاستكمال علاجك معه، أو أن تبحثي عن معالج آخر، ومع تمنياتنا بدوام الصحة والعافية.
اقرأي أيضاً:
مزاجي متقلب وأحب العزلة وأكره والدي
حبيبي متقلب المزاج.. ماذا أفعل؟
أغذية تسبب أو تزيد من قلقك.. تعرّف إليها
لقد سألت عن ثلاثة أسئلة، وسأجيبك عليها بالترتيب:
أولا.. ما هو المبرر للتقلب المزاجي طوال الوقت؟ والإجابة هي أن هناك أسباباً وليست مبررات، منها ما يدخل في إطار المساحة المقبولة، والتي فيها يتأثر الإنسان بالمواقف التي يمر بها صعودا، وهبوطا، ولكن يظل الإنسان في المجمل في حالة من الاتساق، والقدرة على التحكم في انفعالاته، ومزاجه بعد فترة بسيطة نوعا ما من الحدث.
ومنها ما يدخل في المساحة المرضية، حيث تتضافر العوامل الوراثية التي تتحكم في الجوانب الوجدانية، والتي يؤدي اختلالها لعدم الثبات في المزاج، فيظل المزاج في حالة من الارتفاع والانخفاض بدرجات مختلفة لفترات مختلفة، قد تكون ساعات، وقد تكون أياماً، وقد تكون أوقاتاً محددة في كل عام، حيث يتراوح المزاج بين الفرحة والبهجة العالية (الهوس)، والحزن والإحباط واليأس (الاكتئاب)، وبدون أسباب على أرض الواقع تجعله يصل لتلك الدرجات.
هذه التقلبات التي تأخذ الشكل المرضي، وتستمر لفترات طويلة تكون عرضاً من أعراض الاضطرابات النفسية، وأحيانا تكون مصحوبة بأخطاء التفكير، والحكم على الأشخاص، والذي نشأ في الغالب من طريقة التربية غير الصحية.
وهذه إجابتنا العامة على سؤالك العام، ولكنك لم تذكري لنا أي تفاصيل عن حالتك حتى يمكننا مساعدتك.
ثانيا.. اختلاف رؤيتنا، ومرجعيتنا للأمور؛ تختلف باختلاف تكويننا النفسي الذي نتج عن موروثنا الجيني، والعوامل التي كانت موجودة في بيئة التنشئة، وعلى رأسها طريقة التربية التي تشكل المساحة الأعظم في طريقة التفكير، والمشاعر، وطريقة التواصل مع أنفسنا، وغيرنا، ونظرتنا للحياة، ومعتقداتنا، والطريقة التي قدم لنا بها الدين، ومساحته، وعمقه، وما أثر فينا من خلال التربية من خلال القدوة سواء جيدة، أو سيئة، والرسائل غير المعلنة فيها، وما يحدث نفسيا في التفاعل بين أفراد الأسرة سواء بشكل صحي، أو غير صحي من أعمق ما يؤثر في رؤيتنا، ومرجعيتنا، وحكمنا على الأمور، ثم تأتي المواقف، والخبرات الحياتية التي نتعرض لها في حياتنا ونتعلم منها بشكل ناضج.
ثالثا.. طبيبك النفسي؛ فعلى الرغم من أنك لم تحدثينا عما تقولينه عنه، لكن الطبيب إنسان؛ قد يخطئ، أو يفشل، أو يضعف، وحين يكون تخصصه نفسيا يكون وجوده في حياة مريضه وجودا مختلفا له مساحة خاصة مختلفة، ولكن هنا توجد آلاف الاحتمالات التي وجدناها على أرض الواقع؛ فقد يكون الطبيب النفسي ملتزما جدا بدوره كمساند، ومعالج يعتمد على مدى ثقته بمريضه، ونوع علاقته به، ولكنه المريض قد يطرح عليه بعضا من سمات علاقته بأبيه، أو أمه دون أن يدري، أو قد يقع المريض خطأ في علاقة اعتمادية مع معالجه فيحكم على محاولات معالجه بالإصرار على تعليم مريضه الاستقلال بأنه تخلٍ، أو تراجع، أو غيره، وقد تكون رؤية المريض لمعالجه من خلال طرق تفكيره المرضية، أو المشوهة، ولكل هذه الأسباب، فإن المعالج النفسي مطالب برسم حدود واضحة تفصل بين علاقة الصداقة والعلاقة العلاجية مع مريضه، ومن أهم الأمور التي تساعد في رسم هذه الحدود الواضحة مسألة وقت الجلسة، ومسألة دفع المقابل المادي، فطبيبك ومعالجك ليسا أصدقاء لك، ولكنهما يقدمان لك خدمة ويحصلان على مقابلها.
ولا أنفي في نفس الوقت وجود بعض المتخصصين النفسانيين الذين يسيئون لشرف تلك المهنة العظيمة؛ وبالتالي لا يمكننا الحكم على حقيقة ما حدث معك من معالجك، وكل ما نرجوه منك أن تنظري له على أنه فقط معالج، ولن يكون لك أكثر من ذلك، وسيقدم لك كل الدعم في وقت جلساتك، وسيحصل منك على مقابل لهذه الجلسات، وبناء على هذه المعلومات الجديدة أدعوك
لتقييم علاقتك مع معالجك، فإذا كانت ضمن هذا الإطار المنضبط، ولكنها لم توافق توقعاتك فقد يكون من المفيد لك أن تعودي لاستكمال علاجك معه، أو أن تبحثي عن معالج آخر، ومع تمنياتنا بدوام الصحة والعافية.
اقرأي أيضاً:
مزاجي متقلب وأحب العزلة وأكره والدي
حبيبي متقلب المزاج.. ماذا أفعل؟
أغذية تسبب أو تزيد من قلقك.. تعرّف إليها
