انفصلت عن خطيبتي ولا يمكنني نسيانها

أهلا وسهلا بك عزيزي؛
الفراق...أصعب مشاعر يتذوقها القلب يا صديقي بعد أن ذاق الأمل والحلم والفرحة، وائتنس بشريك محتمل، لذا فأنا أعلم وأشعر بمعاناتك، والحقيقة التي قد تختلف عما تتصوره حين أرسلت لنا رسالتك أنني لن أكتب لك مثلا كيف ننسى شخصا أحببناه! فهذا الحديث أخرق وغير حقيقي وغير آدمي، وغير واقعي وجاء العلم ليؤكد ذلك؛ فلقد درسنا أن هناك مراحل لفقد عزيز علينا أن نمر بها كبشر حتى نعود في حالة استقرار ورضا بما حدث.


وهذه المراحل نختلف فيها في ما بيننا حسب تكويننا النفسي، وحسب الأشخاص المقربين المؤثرين في دائرتنا القريبة، والظروف الخارجية. وكلما كان الشخص علاقته بنفسه علاقة صحية جيدة بمعنى أنه يقبل نفسه ويحبها بصدق دون إفراط ولا تفريط وينظر لنفسه بطريقة جيدة، وكلما كان من حوله يدعمون مشاعره ويتفهمون ما يمر به ويحترمونه، وكذلك كلما كانت الظروف الحياتية سهلة عليه بشكل ما؛ كلما تقلصت تلك الفترة من حيث مدتها، وكلما كانت فترة تقييمية حيادية فعلا للشخص، والعكس بالعكس.

لذا، قد يكون تعرفك على تلك المراحل مساعدا لك في تفهمها وتجاوزها؛ فهي تبدأ بـ:

1- مرحلة الإنكار

وفيها الشخص لا يصدق أن ما حدث قد حدث بالفعل؛ فيتصوره كابوسا وسينقضي، أو أنه لم يفهم جيدا أو من المؤكد لن يستمر الحال على هذا الفراق المهم أنها مرحلة إنكار للواقع الصعب.

2- مراحل الفقد

وهي من أصعب مراحل الفقد تكون مليئة بالمشاعر السلبية فيها يزداد الحزن، ويتساءل الشخص كثيرا لماذا حدث هذا معي مثلا، أو يتحول أحيانا لراغب في الانتقام، وفيها احساس كبير بالدونية أو القهر أو الظلم أو عدم قدرة الناس على فهمه فهي مرحلة تخبط كبيرة وألم يختلف فيها الأشخاص بدءا من الحزن مرورا بالاكتئاب والقلق وانتهاء بالحزن العميق الذي يسبب شرخا في الروح.

3- مرحلة التقبل للواقع وتصديق أن ما حدث قد حدث فعلا

يبدأ الشخص في التعامل مع واقعه رويدا رويدا ويبدأ في مزاولة واقعه بروح جديدة فعلا ولا أقصد هنا كالآلات تقوم بمهام فقط، ولكن يبدأ الشخص في الإحساس بالرغبة في التمتع بالصحبة والعمل والخروج مثلا فعلا حتى مع وجود بعض الألم المحتمل؛ ليصل للمرحلة الأخيرة والتي فيها بالفعل يتمكن من غلق هذا الملف أو قلب تلك الورقة والبدء من جديد بروح حقيقية تسمح لنفسها بالحب من جديد دون خوف أو مقارنة..

وحتى يحدث ذلك على أرض الواقع من المهم جدا:

- أن تأخذ وقتك تماما في احترام حزنك وتقديره دون أن تجعله يغرقك ويغرق كل مساحات حياتك فهناك فرق في أن بداخلك جزءا كبيرا يشعر بحزن كبير وبين أن كلك الحزن فاحترام هذا الجزء وتقديره يختلف عن أن تتركه هو الذي يقودك كلك؛ فأنت موجود وانت من يقود حتى مع وجود جزء متألم جدا.

- وكذلك أن تقوم بعد فترة مقبولة بتقييم ما حدث بالفعل بأن تضع نفسك مكانها فعلا حتى تتمكن من رؤية القصة من جانبها لتكتمل قدر الإمكان الصورة فترى ما خفي عليك رؤيته وفهمه من قبل، وتسمح لنفسك أن ترد على سؤال مهم وهو ماذا فعلت أنت حتى وصلت للفراق؟ فربما يكون سكوتك في وقت ما في موقف ما كان سببا أي أقصد أنه ليس بالضرورة أن يكون السبب أمرا فعلته بشكل إيجابي.

- وكذلك اقترح عليك ان تراجع نوعية اختياراتك وأن الآخر من حقه كذلك أن يختار، وأن هناك فارقا بين أن نحب شخص وأننا نحب اشياء في شخص... الخ.

- وان تتحدث مع شخص تأتمنه على نفسك في ما تشعر به لعله يرى معك ما قد لا تراه أو يدعم مشاعرك كل هذا سيساعدك في تجاوز معاناتك بشكل حقيقي وصحي وليس كما يقال اعتباطا حول ما معناه" الضربة التي تضربك تقويك ولا تكسرك/ أو نسيان فتاة لا يكون إلا بأخرى/ أو سارع بخطبة أخرى بعقلك/...إلخ" كل ذلك ومثله لا يعالج أرواحنا من الداخل يا صديقي أسأل الله أن يعينك وأن تتمكن من القيام بما اقترحته وإن وجدت نفسك بعد 6 أشهر كما أنت فلا تبخل على نفسك بزيارة متخصص يساعدك.